دعا أساتذة ومختصون في مجال الرياضة، إلى سنّ قوانين صارمة تساهم بشكل فعال في وضع حد لانتشار ظاهرة العنف التي انتشرت في أوساط الرياضة التنافسية عموما، وكرة القدم على وجه الخصوص، موازاة مع تثمين قرار إدماج أساتذة التربية البدنية في الطور الابتدائي، الذي يدخل في إطار المساعي لتربية النشء على الفهم الصحيح لأهداف الرياضة وتكوينهم على أسس سليمة.
قال الدكتور، بوطالبي بن جدو، للنصر، على هامش الملتقى الوطني الثاني، الذي نظمته أمس جامعة محمد لمين دباغين سطيف 2، بالتنسيق مع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ومخبر علوم الأنشطة البدنية والصحة العمومية، حول ظاهرة العنف في الرياضة التنافسية الجزائرية، الموسوم «الرياضة بين التنافس المشروع والعنف الممنوع»، إن انتشار العنف في الملاعب، يفرض إبراز دور الجامعة في مكافحتها من خلال الملتقيات والندوات، ووظيفتها كمؤسسة عمومية اجتماعية، في التكوين و التأطير والبحث العلمي، مشيرا إلى دور خريجي الجامعات بمختلف التخصصات خاصة في مجال علوم الرياضة، ومساهمتهم في نشر ثقافة الوعي في المجتمع.
كما ثمن بن جدو، قرار توظيف خريجي الجامعات في تخصص علوم الرياضة، للتدريس في المدارس الابتدائية، من منطلق أن تكوين التلاميذ في المرحلة الابتدائية، والتركيز على الجانب التربوي الذي يكرس الأهداف الحقيقية للرياضة، سيؤدي إلى نبذ الفرقة والخلاف والعنف على العموم، مؤكدا عمل الجامعة ضمن حلقة تكاثف للجهود تشمل المدرسة و المسجد و كذا فعاليات المجتمع المدني، للوقوف في وجه هذه الظاهرة التي لا تشرف الممارسة الرياضية.
فيما أكد الدكتور بدر الدين برباقي، رئيس قسم علوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية، للنصر، أن آليات دراسة ومحاربة ظاهرة العنف في الرياضة التنافسية، تنقسم إلى عدّة فروع أخرى، اجتماعية و نفسية، مع تأثير خطر المنافسة، وهذا ما دفع بتوسيع دائرة المتدخلين خلال هذا الملتقى، بإشراك أكاديميين وباحثين من مختلف التخصصات، على أن ترفع المقترحات التي سيخلص إليها الملتقى إلى الجهات الوصية للأخذ بها في محاربة هذه الظاهرة السلبية.
كما حذّر الدكتور برباقي من ارتفاع نسبة انتشار العنف في الآونة الأخيرة، خاصة في ملاعب كرة القدم، ما يستوجب استحداث الآليات على مستوى كل الأطراف المعنية لضبط الوضع بصيغة علمية وأكاديمية فعالة، مضيفا بأن أكثر شريحة مشاركة في تنامي هذه الظاهرة، تنحصر حسب الإحصائيات على المراهقين، وبالتالي فإن إدماج أساتذة التربية البدنية في المدارس، سيضمن تهذيب التلاميذ قبل بلوغ سن المراهقة، خاصة أن الرياضة تساهم بنسبة كبيرة في تلقين الانضباط والسلوك القويم.
من جانبه، اعتبر مدرب كرة القدم حاج نور الدين، رئيس الرابطة الولائية للرياضة الجامعية، في تصريح للنصر، أن إجراءات مكافحة العنف في الرياضة التنافسية وخاصة في ملاعب كرة القدم، يجب أن تأخذ بعدا آخر، من خلال إسقاط تجارب ناجحة لبلدان عانت من هذه الظاهرة بنسبة أكبر، نجحت في القضاء عليها من خلال الاعتماد على القوانين الصارمة واللجوء إلى الجهات القضائية والقرارات السيادية، على غرار ما حدث في إنجلترا، التي أثبتت نجاح تجربتها في هذا الموضوع، بعد إتباع لوائح أقرها قاضي.
كما شدد المدرب السابق لنادي وفاق سطيف وعدة أندية بالولاية، على ضرورة اعتماد لجان أنصار فعالة، وإعادة هيكلة الأندية التي تفتقد لهذه اللجان، التي كان لها في السابق دور كبير في تأطير وتوجيه المناصرين في المدرجات، ما يؤدي إلى ضمان الجو الرياضي الملائم الذي يمنع انتشار ظاهرة العنف التي تمتد أيضا إلى العنف اللفظي.
من جهته، اقترح الرئيس السابق لنادي وفاق سطيف، عبد الله متام، تدخل الدولة بشكل مباشر، للحد من انتشار ظاهرة العنف في مدرجات ملاعب كرة القدم، بسن قوانين صارمة تجاه المتسببين في هذه الأحداث التي تبعد الرياضة عن إطارها السليم، مشددا على إعادة بعث لجان الأنصار فعليا، والتي كانت موجودة في الماضي، وبعض العادات الإيجابية التي تتعلق باستقبال أنصار الفرق الزائرة لمنافسيها، ما يقوي العلاقات بين الجماهير ويبقي المنافسة في حدودها الرياضية.
ويجدُر الذكر، أن الورشات المقرّرة في هذا الملتقى الوطني، ستتواصل اليوم، بمداخلات لأساتذة وأكاديميين، حول عدة محاور ومواضيع لها ارتباط مباشر مع موضوع العنف في الرياضة التنافسية.
خ. ل
