باشرت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، إستراتيجية جديدة في مجال تسويق البترول الجزائري من خلال التوجه نحو الأسواق الواعدة في دول شرق آسيا، وذلك بعد التوقيع على العقد بتموين منتظم للسوق الأسيوي بغاز البترول المسال الجزائري، وهو ما يمثل تحولا مهما بالنسبة للصادرات الجزائرية من غاز البترول المسال، ويسمح أيضا بإدراج مرجع سعر غاز البترول المسال الجزائري في أكبر سوق إقليمية في العالم.
دشنت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك إستراتيجية تسويقية جديدة تمكنها من اقتحام كبرى الأسواق العالمية من خلال البحث عن الزبائن المحتملين والتوقيع على اتفاقيات تموين تمكن الشركة مع وضع قدم لها على مستوى الأسواق النفطية الكبيرة خارج أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث أعلن المجمع النفطي في بيان له، أمس، التوقيع على عقد مع الشركة الصينية «وانهوا كيميكال « Wanhua Chemical لتموين مركب البتروكيمياء لوانهوا Wanhua بالصين بغاز البترول المسال.
وقالت الشركة النفطية، بان العقد يتضمن تموين منتظم للسوق الأسيوي بغاز البترول المسال الجزائري، مما يمثل تحولا مهما بالنسبة للصادرات الجزائرية من غاز البترول المسال، ويسمح أيضا بإدراج مرجع سعر غاز البترول المسال الجزائري في أكبر سوق إقليمية في العالم. وأضاف البيان، بهذا الخصوص» تؤكد الشركتان، من خلال هذه الاتفاقية، رغبتهما في إقامة علاقة تجارية دائمة ومثمرة في مجال غاز البترول المسال بشكل خاص والبتروكيماويات بشكل عام».
وكشفت سوناطراك، شهر أفريل الماضي، تحقيق 6 اكتشافات نفطية في الجزائر خلال الثلاثي الأول من العام الجاري (2023)، ما يضيف احتياطيات ضخمة من المحروقات للبلاد، وأعلنت الشركة الوطنية للمحروقات أن تحقيق الاكتشافات الجديدة في قطاع المحروقات جاء اعتمادًا على مجهودها الخاص، ويعزز إمكاناتها من تلبية احتياجات عملائها من النفط والغاز.
وأشارت شركة سوناطراك في بيان لها إلى تحقيق اكتشافين نفطيين في حوض أمقيد مسعود، وشددت سوناطراك على أن الاكتشافات النفطية في الجزائر تؤكد الإمكانات النفطية والغازية المهمة الموجودة بمنطقة تقرت، الواقعة شرق حقل حاسي مسعود. لم تتوقف الاكتشافات عن حقل حاسي مسعود، بل امتدت إلى حوض بركين، كما نجحت شركة سوناطراك في اكتشاف غاز مكثف في منطقة أوهانت بحوض إليزي.
وتُبرز الاكتشافات النفطية في الجزائر حجم الجهود التي تبذلها سوناطراك في مجال الاستكشاف من أجل تجديد احتياطاتها من المحروقات، كما تؤكد مدى جاذبية القطاع المنجمي. وكانت الجزائر قد حققت 7 اكتشافات نفطية خلال العام الماضي، ليكون 2022 مميزًا لقطاع المحروقات، ويدعم موقف البلاد بصفتها ذات موثوقية عالية في تصدير النفط والغاز، ويساعدها على اقتناص فرصة تصديرية بشكل أكبر.
وتشير الأرقام التي كشفت عنها الشركة الوطنية للمحروقات مؤخرا، عن تحسن كبير في المؤشرات سواء من حيث الإنتاج أو الإيرادات التي عرفت قفزة كبيرة العام الماضي، حيث بلغت صادراتها 60 مليار دولار وباستثمار يعادل 5.5 مليار دولار. فيما بلغ إنتاجها الأولي 189.6 طن مكافئ نفط. وتعد الشركة الوطنية للمحروقات، اكبر شركة في إفريقيا، وتقود سوناطراك على قاطرة الاقتصاد الوطني. بأكثر من 100 شركة فرعية ومساهمة بطاقة عمالية قوامها 200.000 عامل بالمجمع.
ورفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها بشأن نمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري (2023)، بمقدار 200 ألف برميل يوميًا. وتوقعت الوكالة الدولية، في تقريرها الشهري ارتفاع الطلب على النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى مستوى قياسي جديد عند 102 مليون برميل يوميًا خلال 2023. وحذّرت من أن الطلب الصيني على النفط ينمو بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا، ما يهدد بنقص المعروض العالمي من النفط.
وسجّل الطلب على النفط الخام في الصين رقمًا قياسيًا خلال مارس الماضي، بلغ 16 مليون برميل يوميًا، وفق وكالة الطاقة الدولية. ويرى تقرير وكالة الطاقة أن الطلب القوي على النفط مع الإمدادات المحدودة سيؤدي إلى حدوث عجز حادّ في سوق النفط العالمية، ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع. وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن تراجع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، بسبب مخاوف من ركود محتمل، يتناقص بشكل صارخ مع توقعات تجاوز الطلب على الخام المعروض خلال النصف الثاني من 2023.
ع سمير