قرّر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، اعتماد خيار الانتخابات لتجديد هياكل المجلس الشعبي الوطني بعد موجة من الضغط والانتقادات التي وجهت لخيار التعيين الذي اتخذه في بداية الأمر، وستجري الكتلة البرلمانية للحزب انتخابات تجديد الهياكل يوم الفاتح أكتوبر المقبل، بينما أنهى التجمع الوطني الديمقراطي العملية في 12 سبتمبر الجاري باعتماد الانتخاب أيضا، في الوقت الذي قررت في كتل جبهة القوى الاشتراكية و حزب العمال وجبهة العدالة والتنمية، مقاطعة العملية، فيما لا تزال كتلة «تكتل الجزائر الخضراء» مترددة في أمرها.بعد رفض الكثير من نواب الأفلان وانتقادهم لقرار الأمين العام للحزب اعتماد التعيين لتجديد ممثلي الحزب في هياكل المجلس الشعبي الوطني خاصة في مكتب المجلس، تراجع عمار سعداني قبل يومين عن ذلك، وقرر اعتماد خيار الانتخاب على كافة المستويات، و ستجري كتلة الحزب في الغرفة السفلى العملية في الفاتح أكتوبر الداخل على أن يكون آخر أجل لإيداع الترشيحات في 30 سبتمبر الجاري.
وستشمل العملية هذه، انتخاب نواب الرئيس وهم خمسة، وكذا انتخاب رؤساء اللجان العائدة للحزب وهي بعدد ستة، فضلا عن نواب رؤساء اللجان والمقررين، وفي المجموع فإن حصة الحزب داخل هياكل الغرفة السفلى يقدر بـ 27 منصبا، وقد ترك قرار عمار سعداني اعتماد خيار الانتخاب ارتياحا بين نواب الحزب، خاصة أولئك الذين دخلوا في وقت سابق في صراع معه، والذين عارضوا توجهه منذ انتخابه أمينا عاما للحزب، وكان هؤلاء يتخوفون من الإقصاء في حال اعتماد التعيين خاصة بالنسبة للمستوى الأول المتمثل في نواب الرئيس وبالتالي حرمانهم من حق مشروع داخل هياكل البرلمان، ولا تزال قصة النائب معاذ بوشارب ماثلة للعيان حيث رفض سعداني العام الماضي توليه منصب نائب الرئيس رغم انتخابه من قبل زملائه في المنصب، و دخل الطرفان بعد ذلك، في صراع وتصريحات واتهامات متبادلة.
وبالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي، فقد أنهت كتلته البرلمانية العملية في هدوء تام في 12 سبتمبر الجاري باعتماد خيار الانتخاب مع القرار الذي أبلغه الأمين العام للحزب أحمد أويحيى للجميع، القاضي بضرورة فسح المجال لجميع النواب الذين لم يتولوا من قبل أي مناصب في هياكل المجلس، وعلى هذا الأساس فقد أسفرت عملية الانتخاب فيما يتعلق بالمستوى الأول وهو نواب الرئيس، باختيار كل من دخيلي صالح، ذيبي محمد العيد ونوال بلعياد ، ويحوز الحزب أيضا على رئاسة ثلاث لجان وعدد معتبر من نواب رؤساء اللجان والمقررين، وتلتحق بالمشاركين في الهياكل كتلة الأحرار التي انتخبت هي الأخر ممثليها.
بالمقابل، هناك فريق آخر من الأحزاب الممثلة في المجلس الشعبي الوطني التي قررت مقاطعة الهياكل منذ مدة وعلى رأسها جبهة القوى الاشتراكية التي قال رئيس كتلتها سابقا شافع بوعيش أنها قررت عدم المشاركة في الهياكل لأنها تعتبر المجلس «غرفة تسجيل فقط» لا أكثر ولا أقل على حد تعبيره، مضيفا في تصريح للنصر أمس، بأن المشاركة في الهياكل علامة على الرضا عن طريقة تسيير المجلس والأفافاس غير راض عن هذه الطريقة وبالتالي فهو لن يشارك فيها.ونفس الشيء بالنسبة لحزب العمال، الذي قاطع هو الآخر الهياكل منذ أكثر من سنة، وكذا جبهة العدالة والتنمية للشيخ عبد الله جاب الله، أما تكتل الجزائر الخضراء فلم يحسم بعد في هذا الأمر وهو الذي كان قد قاطع في العام الأول من الفترة التشريعية الحالية ثم عاد للمشاركة في العام الثاني ثم قاطع مرة أخرى في العام الثالث، واليوم سينتظر القرار الذي ستخرج به الأحزاب الثلاثة في اجتماع لها بعد عيد الأضحى.
محمد عدنان