شرع الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين في عقد لقاءات جهوية تخص مناطق الإنتاج الفلاحي لتقييم الموسم الجاري، وتحديد الولايات الأكثر تضررا من شح الأمطار، تحسبا لرفع تقرير مفصل إلى السلطات العمومية، على رأسها وزارة الفلاحة بهدف تفعيل صندوقي الكوارث والجفاف.
كشف المكلف بالإعلام بالاتحاد العام للفلاحين الجزائريين خلف الله مشري في تصريح " للنصر"، عن شروع التنظيم مؤخرا في عقد لقاءات جهوية تخص مناطق النشاط الفلاحي، بداية بالناحية الغربية للبلاد، بهدف الوقوف على ما تم تحقيقه خلال الموسم الفلاحي الجاري في إطار ضمان الأمن الغذائي، وتحديد المناطق الأكثر تضررا من شح تساقط الأمطار.
و أكد المتدخل بأن الأمانة العامة لاتحاد الفلاحين أنهت أمس اللقاء الجهوي الخاص بالمناطق الغربية، الذي كان فرصة لطرح الصعوبات التي اعترضت المنتجين منذ بدء الموسم الفلاحي الحالي، من بينها التراجع الملحوظ لكميات الأمطار التي تساقطت على الجهة الغربية للوطن، مما أثر بشكل ملحوظ على نشاط عديد الفلاحين وعلى المحاصيل الزراعية التي تعتمد على الأمطار، أو ما يعرف لدى المختصين بالفلاحة المطرية.
وأضاف المصدر بأن التقلبات المناخية ألقت بظلالها على الموسم الفلاحي في مناطق مختلفة من الوطن، باستثناء المساحات الزراعية التي تعتمد على السقي التكميلي، الذي يسعى الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لتعميمه على مساحات واسعة في إطار الاستراتيجية الرامية إلى التكيف مع التقلبات المناخية التي تشهدها مختلف بلدان العالم.
وأكد خلف الله مشري بأن ما يشغل التنظيم هو ضمان نجاح المحاصيل الكبرى، من حبوب وأعلاف وحبوب جافة، عبر توفير الوسائل التقنية الحديثة التي تضمن وفرة الإنتاج مهما كانت الظروف المناخية، على غرار السقي بالتنقيط والسقي المحوري وإنشاء مجمعات مائية، والتحويلات الكبرى لمياه الأمطار والسدود، فضلا عن الاستفادة من المياه التي تنتجها محطات التصفية، لسقي المساحات الزراعية بالمناطق التي تعاني الجفاف، لاسيما بالشريط الساحلي.
ويذكر بأن الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين عقد إلى حد الآن ستة لقاءات جهوية، تمحورت أشغالها حول مجريات الموسم الفلاحي، والمشاكل التي اعترضت المنتجين، وكيفية مواجهة شح الأمطار في المواسم المقبلة، للحفاظ على الإنتاج الفلاحي، وتحقيق الأمن الغذائي، وكذا توفير البذور للمواسم الفلاحية المقبلة.
ولم يخف المصدر حالة القلق التي يعيشها فلاحو المناطق التي تضررت من الجفاف، مؤكدا بأن اللقاءات الجهوية التي ستخص لاحقا الولايات الشرقية، ستتوج برفع تقارير مفصلة إلى السلطات العمومية، على رأسها الوزارة الأولى ووزارة الفلاحة، ستتضمن معطيات دقيقة حول الموسم الفلاحي الحالي، وكميات الإنتاج في مختلف الشعب، لا سيما المحاصيل الكبرى التي تخصها الدولة بعناية فائقة، باعتبارها من أعمدة الأمن الغذائي.
ويتوقع الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين اللجوء إلى تفعيل صندوق الجفاف وكذا صندوق الكوارث الطبيعية لدعم الفلاحين الذين تضرروا بشكل كبير من شح الأمطار، من أجل الحفاظ على الإنتاج عبر تخصيص إعانات مباشرة أو غير مباشرة، للمنتجين.
ويعتقد السيد خلف الله مشري بأن صعوبة الموسم الفلاحي في عدد من المناطق أضحى يتطلب تفعيل آليات المساعدة والدعم لفائدة المنتجين، ومرافقتهم في الموسم المقبل، قائلا إن الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين اقترح على الوزارة الوصية تخصيص تعويض للمنتجين الفعليين.
وأضاف المتدخل بأنه في منتصف شهر جوان المقبل سيتم الإعلان عن النتائج النهائية للملتقيات الجهوية للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، وسيتم اعتمادها في رسم خارطة طريق تحسبا للموسم المقبل، غير مستبعد أن يتم الإعلان عن تدابير خاصة لمرافقة المنتجين المتضررين.
وعبر المتحدث في سياق متصل، عن ارتياحه لكميات الأمطار التي تهاطلت على المناطق الشرقية مؤخرا، قائلا إنها تساعد على دعم مخزون السدود والمجمعات المائية، كما أنها تعد جد مفيدة بالنسبة للأشجار المثمرة والحمضيات، لكنه شدد على ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة ظاهرة التقلبات المناخية، وآثارها على القطاع الفلاحي. لطيفة بلحاج