كشف، أمس، المدير العام للمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية عبد الحفيظ بلمهدي، أن الجزائر تحتل حاليا مراتب متقدمة، الثالثة عالميا و الأولى عربيا و إفريقيا من حيث عدد مراكز الدعم التكنولوجي والابتكار، مضيفا بأن مناخ الابتكار وظروفه على مستوى الجامعات الجزائرية، غير متوفر في بقية الدول خاصة العربية والإفريقية.
عبد الحفيظ بلمهدي وخلال إشرافه على دورة تكوينية موجهة لفائدة الأساتذة والباحثين والطلبة من الأطوار التعليمية الثلاثة بالجامعة من ليسانس وماستر ودكتوراه، والموسوم تحت عنوان «الملكية الصناعية وبراءة الاختراع»، عرّج على الدور المهم الذي تلعبه مراكز الدعم التكنولوجي والابتكار، مبينا بأن كل الجامعات الجزائرية اليوم لديها مركز دوره التواصل بين الجامعة والمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية، مبينا بأن عدد المراكز عبر الوطن وصل 119 مركزا، والجزائر من خلال هذه المراكز تحتل المرتبة الثالثة عالميا والمرتبة الأولى عربيا وإفريقيا، مشيرا بأن الهدف الأساسي من إقامة هذه المراكز هو توفير المعلومة التقنية وتكوين الباحثين في مجال الملكية الصناعية، ناهيك عن الدور المهم في كتابة وإعداد براءة الاختراع، وتلقين الباحثين والطلبة تقنيات تحرير وإعداد براءات الاختراع.
وتطرق المتحدث كذلك إلى الدور الذي يلعبه الوكلاء في مجال الملكية الصناعية، مشيرا بأنه دور مهم جدا خاصة لطلبة الحقوق الذين بإمكانهم التوجه لتخصص الوكلاء في الملكية الصناعية يقوم بالاتصال والتوسط مع الهيئات المكلفة مع الهيئة الصناعية، ويمكنه كذلك التعامل مع المؤسسات الأجنبية التي يتوجب عليها التعامل عن طريق وكلاء معتمدين.
وشرّح المتحدث مراحل الحصول على حقوق الملكية الصناعية، انطلاقا من الإتاحة مرورا بالتخصص وحق الأولوية ثم الإقليمية، مقدما للطلبة والباحثين عناصر الملكية الصناعية التي تضم العلامة التجارية ومميزاتها والنموذج الصناعي الذي يتمحور حول الشكل الجمالي الخارجي لأي مشروع، وبراءة الاختراع التي تعتبر حلا تقنيا لمشكلة تقنية.
المدير العام للمعهد الوطني للملكية الصناعية عبد الحفيظ بلمهدي، أشار كذلك إلى أن الإحصائيات اليوم تبين وجود أزيد من 900 مليون براءة اختراع مسجلة على المستوى الدولي، وهي براءات اختراع تستعمل قواعد بيانات خاصة، وتؤطرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة لهيئة الأمم المتحدة، وأكد المتحدث بأن كل الدول العربية اليوم لا تقدم العروض التي تقدمها الجزائر في مجال مرافقة الطلبة والباحثين، «فالجزائر ناهيك عما وفرته على مستوى الجامعة أنشأت لأجل دعم ومرافقة المستثمرين أصحاب الأفكار وزارة المؤسسات الناشئة، التي تتكفل برصد مبالغ مالية لأصحاب المشاريع المبتكرة لتجسيد مشاريعهم، فمناخ الابتكار بالجزائر جيد جدا في جميع المراحل، من بداية بزوغ الأفكار وصولا لتجسيدها على أرض الواقع، فالتجربة الجزائرية في هذا الشأن رائدة بجميع المقاييس».
وأضاف المتحدث بأنه وطيلة العشر سنوات الماضية التي كان ينشط فيها، في مجال مرافقة أصحاب المشاريع، وقف على مشكل غياب الثقة بين الباحث والمؤسسة، ومرور الباحث عبر بوابة الجامعة أعاد الثقة لأصحاب المؤسسات، التي وجدت نفسها تتعامل مع مؤسسات مهيكلة، وبات العامل بين الطرفين في أريحية وبكل ثقة، ناهيك عن أن الجامعة تضفي حماية قانونية على المشاريع في جميع المراحل.
أحمد ذيب