تنطلق ابتداء من اليوم وعلى مدى خمسة أيام مجريات امتحانات شهادة البكالوريا دورة 2023، بمشاركة أزيد من 790 ألف مترشح في الشعب الخمسة، موزعين على أزيد من 2670 مركزا، تم تدعيمهم بمختلف الوسائل والإمكانيات لإنجاح هذا الموعد البيداغوجي الهام، الذي يتوج مسارا تعليميا ل 12 سنة.
ويستهل طلبة الأقسام النهائية امتحانات شهادة البكالوريا باجتياز الامتحان في مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية في الفترة الصباحية بالنسبة للشعب الخمسة، وهي علوم الطبيعة والحياة والرياضيات والرياضيات التقنية والتسيير والاقتصاد واللغات والفلسفة، ثم مادة اللغة الإنجليزية في الفترة المسائية، زائد مادة القانون بالنسبة لشعبة التسيير والاقتصاد.
وتم تجهيز كافة مراكز الإجراء المقدر عددها الإجمالي ب 2674 مركزا على المستوى الوطني بكافة الوسائل لاستقبال المترشحين في أحسن الظروف، بتسخير أزيد من 361 ألف مؤطر، إلى جانب مختصين نفسانيين وأطباء، فضلا عن تجنيد أعوان الحماية المدنية وعناصر الأمن لتأمين المراكز، ومواجهة أي طارئ.
كما تم اعتماد مخطط أمني محكم من قبل المصالح المختصة لضمان انسيابية حركة المرور خلال الفترة الممتدة ما بين 11 و15 جوان الجاري، أي إلى غاية انتهاء امتحانات شهادة البكالوريا، لتسهيل التحاق المترشحين في الوقت المحدد بمراكز الإجراء، لا سيما التابعة للمدن التي تعرف عادة اختناقات مرورية، كما تم توفير وسائل نقل للمترشحين الذين يقطنون بمناطق بعيدة عن مراكز الإجراء، فضلا عن الإيواء والإطعام لفائدة طلبة الجنوب الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للالتحاق بمركز الإجراء.
وحرصت وزارة التربية الوطنية على إيلاء أهمية خاصة لامتحانات شهادة البكالوريا التي تعد حدثا اجتماعيا وبيداغوجيا، فقد أشرف وزير القطاع على تنظيم عدة ندوات تحضيرية لهذا الموعد، أسدى على إثرها تعليمات صارمة لمدراء التربية بالسهر على توفير كل الظروف الملائمة لإنجاح الامتحانات الرسمية، على رأسها شهادة البكالوريا.
كما شدد الوزير على ضرورة تسخير كل الوسائل لضمان السير الحسن لهذه الامتحانات، والحرص على انتقاء المراكز التي تتوفر فيها كل الشروط، مع تجهيز قاعات الامتحانات بالمناطق الجنوبية والداخلية بمكيفات للهواء ومولدات كهربائية، إلى جانب توفير الماء الشروب في جميع المراكز.
وسمح الاستقرار في قطاع التربية الوطنية للمترشحين بالتحضير لامتحانات شهادة البكالوريا في ظروف ملائمة، بعد أن تمكن الأساتذة من إتمام المقرر الدراسي في الوقت المحدد، وصولا إلى تنظيم البكالوريا التجريبية التي كانت فرصة سانحة للطلبة للاطلاع على الظروف الخاصة بالبكالوريا الرسمية، سواء ما تعلق بطريقة إعداد المواضيع والحراسة وكذا الوقت المخصص لكل مادة.
وكان وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد وجه رسائل مطمئنة للمترشحين خلال إشرافه على إطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسط، أكد من خلالها بأن امتحانات البكالوريا لن تختلف عن الامتحانات العادية، وأن مواضيعها ستتمحور حول الدروس الحضورية التي تلقاها التلاميذ خلال الفصول الثلاثة.
بكالوريا 2023 بنفس الأطر التنظيمية
وحافظت الوزارة على نفس الترتيبات المعتمدة في الدورات السابقة لامتحانات شهادة البكالوريا، بإضافة نصف ساعة في كل امتحان لتمكين الطلبة من القراءة المتأنية للمواضيع، إلى جانب اقتراح موضوعين اختياريين في كل مادة وشعبة، باعتبارها مكتسبات تحرص الوصاية على الحفاظ عليها خدمة لمصلحة المترشحين.
كما تم التذكير بضرورة أن يعتمد الطلبة على قدراتهم الفردية، وعلى ما تم تخزينه من معلومات من خلال عملية المراجعة والمذاكرة المنتظمة، مع ضرورة تفادي أساليب الغش التي تنجر عنها عقوبات صارمة، من شأنها أن تقضي على المستقبل التعليمي للمترشح، وذلك بحرمانه من اجتياز هذه الامتحانات لفترة تتراوح ما بين 5 و10 سنوات.
ويعمد الفريق المختص في إعداد مواضيع امتحانات البكالوريا على صياغة المواضيع التي تطرح على المترشحين في اليوم الأول بطريقة سلسة، اعتمادا على عبارات مباشرة وواضحة، من اجل تبديد الخوف والقلق لدى الطلبة، وتهيئتهم نفسيا للتعامل بثقة وأريحة أكثر مع باقي الامتحانات في مختلف المواد. ويواصل الطلبة اجتياز المواد الأساسية بداية من يوم غد بالنسبة لجميع الشعب، وتعد المرافقة النفسية التي يضمنها الأولياء وكذا المختصون الذين يتم تجنيدهم خصيصا في هذا الموعد، من عوامل نجاح الممتحنين في اجتياز هذه العقبة، وولوج عالم الجامعة بما يتضمن من تخصصات مختلفة، يعد المعدل الذي يحققه الطالب مفتاح الوصول إليها.
لطيفة بلحاج