أعاد موضوع امتحان التاريخ والجغرافيا، أمس، الأمل لطلبة الشعب الأدبية، الذين اشتكوا من امتحان الفلسفة بعد أن خالف التوقعات، وأكد عديد الممتحنين إمكانية تدارك ما يكون قد فاتهم من علامات، كما عم الارتياح لدى طلبة الشعب العلمية، بعد أن تخطوا امتحانات اليوم الرابع في أحسن الأحوال.
أنهى طلبة شعبة الآداب، أمس، امتحانات شهادة البكالوريا دورة 2023 بعد اجتياز مادة التاريخ والجغرافيا في الفترة الصباحية، واللغة الأمازيغية في الفترة المسائية بالنسبة للمعنيين بالمادة، وغادر الطلبة مراكز الإجراء والفرحة مرسومة على وجوه أغلبهم، بعد تعب دام لموسم كامل، وضغط وقلق تقاسموه مع الأولياء، الذين عاشوا بدورهم كافة تفاصيل ومراحل هذه الامتحانات المصيرية.
وارتسمت علامات الارتياح والغبطة على وجوه عديد الطلبة، الذين أجمعوا على نجاح الدورة، التي تميزت بالمستوى العادي للمواضيع، فقد كانت مجمل الأسئلة في المتناول، وأكثر من سهلة بالنسبة للمترشحين الذين ثابروا وراجعوا كافة المقرر، وتفادوا التوقعات والتكهنات.
وتمحورت مواضيع امتحان التاريخ والجغرافيا على العموم حول الحرب الباردة وتاريخ الثورة التحريرية، في حين تناولت مواضيع الجغرافيا قضية اتساع قطاع الخدمات في الجغرافيا ودوره في التنمية الاقتصادية، وسط اجماع بين الطلبة على سهولتها، الأمر الذي ساعدهم على حل التمارين مباشرة، دون قلق أو خوف من النتيجة، مؤكدين بأن الأجوبة تعتمد كثيرا على الثقافة العامة.
آخر أيام امتحانات البكالوريا تعيد التفاؤل للشعب الأدبية
وكان الارتياح باديا أكثر على الطلبة الذين خرجوا أول أمس مستائين من قاعات الامتحان بعد اجتياز مادة الفلسفة، بسبب انسياقهم وراء التوقعات والتكهنات، واختصار مراجعة أهم مادة أساسية على المحاور التي تم ترشيحها من قبل أساتذة الدروس الخصوصية، آملين في تدارك الأمر وتعزيز فرص النجاح.
كما أكد طلبة الشعب العلمية رضاهم عن مستوى موضوع التاريخ والجغرافيا، رغم أن المادة ليست بالأساسية، إلا أن الإخفاق فيها من شأنه التأثير على معدل النجاح في الشهادة، ويرهن عملية انتقاء التخصصات المرغوب فيها، واتفق جميعهم على ضرورة تخصيص السويعات المتبقية للتحضير النفسي لاجتياز امتحان الفيزياء، لكونه آخر عقبة وجب تخطيها.
وتقاسمت مراكز الإجراء عبر الوطن نفس أجواء الفرحة لدى شعبة الآداب التي اختتمت دورة امتحانات البكالوريا في ظروف أقل ما يقال عنها حسنة، في ظل إجماع على سهولة موضوع التاريخ والجغرافيا، وهو نفس الانطباع الذي عبر عنه الطلبة المعنيين باجتياز مادة اللغة الأمازيغية.
وأكد مترشحون بولاية قسنطينة على سهولة امتحان التاريخ والجغرافيا، الذي جاء وفق المنهاج الدراسي، لا سيما وأنه تضمن أسئلة مباشرة بعثت التفاؤل لدى الممتحنين، بعد نكسة مادة الفلسفة، كما استحسن بدورهم طلبة الشعب العلمية الموضوع الذي كان سهلا مستمدا من دروس الثلاثيين الأول والثاني.
فقد أبدى مترشحون في شعبة الآداب بمركز الإجراء "مصطفى والي" بولاية جيجل ارتياحا لمجريات الدورة، لا سيما بعد أن جاء موضوع التاريخ والجغرافيا في المستوى، واستقر الخيار لدى الكثيرين على تجنب الموضوع المتعلق بالحرب الباردة، بعد أن لمسوا فيه بعض الصعوبات، مقابل الإجماع على سهولة الموضوع الخاص بالثورة التحريرية.
وبولاية بسكرة اختتم الكثير من المترشحين الدورة الحالية في الفترة الصباحية، باجتياز آخر مادة أساسية وهي التاريخ والجغرافيا، آملين في تحقيق النجاح بالنظر إلى نوعية المواضيع التي كانت في المستوى ومستخلصة من المقرر الدراسي.
وأكد عدد من الممتحنين في حديثهم "للنصر" أنهم تمكنوا من معالجة الأسئلة، مما أعاد إليهم الأمل في النجاح والالتحاق بالجامعة، ولم يخف بدورهم طلبة شعبة تسيير واقتصاد الشعور بالارتياح عقب إنهاء الامتحان في مادة التاريخ والجغرافيا مؤكدين على المستوى المقبول للموضوع.
وتمكنت "النصر" من رصد نفس الانطباعات بولايتي تبسة والوادي لدى مختلف الشعب، بالنظر إلى المستوى المقبول لأسئلة الامتحان، وهو ما لمسته "النصر" في جولة قامت بها لعدة مراكز لرصد انطباعات المترشحين الأحرار والنظاميين، الذين ظهرت عليهم آثار البهجة بعد إنهاء الدورة.
وتقاطعت أراء المترشحين بولاية وهران عند سهولة موضوع التاريخ والجغرافيا الخاص بكافة الشعب، لا سيما الأدبيين الذين اعتبروه فرصة لتعزيز رصيد نقاطهم.
عقوبات مشدّدة ضد متورطين
في تسريب مواضيع وأجوبـة
وفي إطار مكافحة الغش حفاظا على مصداقية الامتحانات الرسمية، أدانت محكمة سطيف فتاة بـ 3 سنوات حبسا نافذا، مع غرامة مالية بقيمة 500 ألف دج بتهمة تسريب ونشر موضوع امتحان شهادة البكالوريا في مادة العلوم الطبيعية لشعبة العلوم الطبيعية، عبر مجموعة في تطبيق "الإيمو".
وبولاية الطارف، تم أمس تقديم كل من "ق.ا س. "و "ا.س.ا" أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بوحجار، وإحالتهما على قسم الجنح وفق إجراءات المثول الفوري، بتهمة تسريب أسئلة الفلسفة شعبة آداب، وتم الحكم عليهما ب 3 سنوات حبسا نافذا، وغرامة ب 200 ألف دج، مع مصادرة المحجوزات.
كما سلطت محكمة الذرعان بذات الولاية نفس العقوبة على 4 متهمين آخرين، اثنان منهما تورطا في تسريب أجوبة مادة اللغة الفرنسية باستعمال وسائل الاتصال عن بعد، فيما تورط الشخصان الآخران في تسريب أجوبة مادة التاريخ و الجغرافيا بواسطة استعمال وسائل اتصال عن بعد بتقنية البلوتوث.
وعالجت بدورها محاكم المسيلة وسيدي عيسى ومقرة وعين الملح التابعة لمجلس قضاء المسيلة في اليومين الماضيين 07 قضايا تتعلق بجريمة المساس بنزاهة الامتحانات والمسابقات الوطنية للأطوار النهائية، تورط فيها 07 مترشحين، صدرت في حقهم أحكام بالحبس النافذ مع غرامات مالية.
وأدانت من جهتها محكمة العفرون بولاية البليدة مترشح لنيل شهادة البكالوريا بعقوبة ثلاث سنوات حبس نافذة وغرامة مالية ب 200 ألف دينار، مع إيداعه في الجلسة ومصادرة المحجوزات، بعد ضبطه في حالة غش وبحوزته جهاز بلوتوت مزود بشريحة هاتف نقال.
وأدانت أيضا محكمة الوادي أمس شخصا بسنتين حبسا، منها 06 أشهر موقوفة النفاذ، وغرامة مالية قدرها 100 ألف دج، لارتكابه جرم نشر أجوبة امتحانات البكالوريا باستعمال وسائل الاتصال، مع إيداعه المؤسسة العقابية ومصادرة الهاتف المحجوز.
و بقسنطينة أدانت نيابة الجمهورية لدى محكمة الخروب، مشتبه فيهما، بعام حبسا نافذا و غرامة مالية لكل منهما، و ذلك بعد أن تم ضبط مترشحة حرة بصدد محاولة الغش في امتحان الفلسفة باستعمال جهاز بلوتوث مثبت عليه شريحة و الاتصال بمشتبه فيها ثانية.
كما ضبطت، مصالح الأمن محاولة غش في امتحانات شهادة البكالوريا، باستعمال سماعة أذن موصولة بجهاز البلوتوث، على مستوى مركز إجراء الامتحانات أحمد بن دريميع ببلدية برج الغدير جنوب شرق ولاية برج بوعريريج.
و أكدت، مصادرنا على رصد مصالح الأمن السيبرياني لحالة الغش، باستعمال تقنيات حديثة ومتطورة، أين تم ضبط أحد المترشحين في اتصال باستعمال جهاز البلوتوث المثبت على مستوى الأذن، بعد خضوعه لعملية جراحية دقيقة، وتبليغ مصالح أمن الدائرة بالحادثة، أين حاولت ضبط المتهم متلبسا بالجرم المنسوب إليه، غير أنه لاذ بالفرار، قبل أن يتم توقيفه.
لطيفة.ب/مراسلون