دعا، أمس، المشاركون في فعاليات اليوم العالمي للمتبرعين بالدم، الذي تم تنظيمه على مدى يومين بالجزائر العاصمة، إلى تعزيز ثقافة التبرع بالدم، باعتبارها دعامة لترقية الخدمات الصحية، مشددين على أهمية وجود متبرعين دائمين لخلق إمدادات آمنة ومستدامة من هذه المادة الحيوية التي تتوقف عليها حياة أعداد كبيرة من المرضى والمصابين في الحوادث المختلفة والكوارث المحتملة.
وفي هذا الصدد شدد وزير الصحة عبد الحق سايحي، خلال زيارته إلى المركز المتنقل للتبرع بالدم التابع للمستشفى الجامعي مصطفى باشا، بساحة أول ماي، رفقة ممثلين عن بعض الهيئات الدولية الناشطة في هذا المجال، على ضرورة تعزيز ثقافة التبرع بالدم من خلال التحسيس المتواصل للمواطنين بهذه العملية التي تعد – كما قال - بمثابة دعامة لإنقاذ حياة عدد كبير من المرضى، وركيزة أساسية لترقية الخدمات الصحية.
وبعد أن أعرب عن شكره وامتنانه للمتبرعين، لفت الوزير إلى أن اختيار الجزائر لاحتضان فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للمتبرعين بالدم المصادف لـ 14 جوان من كل سنة من قبل المنظمة العالمية للصحة، جاء نظير الإنجازات والخدمات المقدمة في هذا المجال، لاسيما من خلال رسم السياسة الوطنية للدم ومراقبة وترقية التبرع بالدم مع العمل على احترام الممارسات الحسنة المتعلقة باستعمال الدم.
من جهتهم أكد الخبراء الذين قدموا مداخلات، في اليوم الثاني والأخير من احتفالية اليوم العالمي للمتبرعين بالدم التي احتضنت فعالياتها قاعة المحاضرات لولاية الجزائر، على أهمية القيام بحملات تحسيس واسعة النطاق لإبراز أهمية التبرع بالدم من أجل الوصول إلى ضمان تحقيق اكتفاء ذاتي من هذا السائل الحيوي.
وأكد الدكتور عبد المالك سايح الأمين العام للفدرالية الدولية للمتبرعين بالدم، في هذا السياق إلى أن الجزائر قد اختارت الانخراط في مسار المنظمة العالمية للصحة التي تدعو إلى الاعتماد، على المتبرعين التطوعيين لضمان إمدادات مستدامة وكافية.
وقال بأن الجزائر رفضت الانسياق خلف التوجه التجاري الذي اختارته بعض البلدان سيما الغنية منها التي تعتمد في جمع الدم والبلازما على تقديم المكافآت للمتبرعين، مشددا في هذا الصدد على ضرورة احترام الأخلاقيات الإنسانية والحرص على حفظ كرامة المتبرعين المقبلين على هذا العمل الإنساني بامتياز، باعتبار أن ذلك من أهم مرتكزات شريعتنا الإسلامية.
عملية التبرع بالدم ونقله للمرضى تجري في ظروف شديدة الأمان
وبدورها أكدت الدكتورة زغلاش ليندة، ممثلة الوكالة الوطنية للدم على أهمية الاعتماد على عمليات التبرع بالدم، التطوعية المنتظمة، لتوفير الإمدادات الكافية، باعتبار أن مدة صلاحية الدم المتبرع به لا تتجاوز الـ 42 يوما، داعية إلى ضرورة السعي لخلق ثقة بين المتطوعين والعاملين في ميدان حقن الدم، والتأكيد لهم بأن التبرع بالدم عملية آمنة، إذ تُستخدَم - كما قالت - أدوات جديدة ومعقمة ومعدَّة للاستخدام لمرة واحدة لكل متبرع، وأنه لا يوجد أي خطر لانتقال العدوى عن طريق الدم عند التبرع.
وأضافت المتحدثة بأن معظم البالغين الأصحاء من الفئات العمرية المتراوحة بين 18 و 65 سنة يستطيعون التبرع بحوالي نصف لتر بأمان من دون التعرض لأي مخاطر صحية، وقالت '' إن عملية التبرع بالدم آمنة مائة بالمائة وندعو المواطنين إلى الإقبال على هذا العمل الإنساني بامتياز''.
وبعد أن أشارت إلى أن نسبة التبرع بالدم في الجزائر خلال العشرية الممتدة بين 2013 و 2023، قد حققت زيادة بنحو 30 بالمائة، كشفت الدكتورة زغلاش عن إنجاز 48 مركز حقن دم جديد في الفترة من 2013 إلى 2022 ، مشيرة إلى وجود مشروع لافتتاح 36 مركز حقن جديد تباعا في المستقبل المنظور.
كما دعا البروفيسور حسان بروك، رئيس مركز حقن الدم لولاية عنابة، أثناء تدخله إلى ضرورة تسطير استراتيجية وطنية، كفيلة برفع عدد المتبرعين المتطوعين و تكفل توفير إمدادات كافية من الدم للمرضى، مؤكدا على ضرورة احترام قواعد وأخلاقيات التبرع بالدم التي دعت إليها المنظمة العالمية للصحة، التي تتوقف على وجود متبرعين متطوعين وبدون مقابل.
وأكد الدكتور الخالف، ( موريتاني الجنسية )، ممثلا عن المنظمة العالمية للصحة أيضا على أهمية تنظيم حملات التبرع بالدم المستدامة، لتدارك الندرة المسجلة في مختلف البلدان الفقيرة وخاصة في إفريقيا.
وحث الدكتور بوسالم الأمين العام للاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم، على أهمية توسيع حملات التحسيس بأهمية التبرع بالدم إلى المعارض والصالونات الوطنية والدولية التي تقام في بلادنا، قصد استقطاب أكبر عدد ممكن من المتبرعين كما دعا إلى ترسيخ ثقافة التبرع بالدم بشكل مسبق لدى أطفال المدارس، وهو نفس ما ذهبت إليه البروفيسور طاولي رئيسة مركز حقن الدم للمركز الاستشفائي بتلمسان. ع.أسابع