تم بعد ظهر أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، الإعلان عن تأسيس الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية وتزكية المجاهد والدبلوماسي الأسبق، السيد نور الدين جودي، رئيسا لها والرئيس الموزمبيقي الأسبق، جواكيم شيسانو، رئيسا شرفيا للجمعية.
كما زكت الجمعية التأسيسية بالإجماع أعضاء المكتب التنفيذي المتكون من 13 عضوا، 6 يمثلون مختلف أنحاء العالم وباقي الأعضاء من الجزائر.
وقبل ذلك، صادق الأعضاء المؤسسون للجمعية على قانونها الأساسي الذي ينص على أنه «يعد صديقا للثورة الجزائرية كل شخص طبيعي قدم دعما أو مساندة مادية أو معنوية لكفاح التحرير الجزائري وكل من يؤمن بالقيم العالمية لثورة أول نوفمبر 1954».
وفي كلمة له عقب تزكيته على رأس الجمعية، أكد السيد جودي أن الجزائر «لن تنسى أبدا فضل من وقف إلى جانبها إبان كفاحها ضد المستعمر الفرنسي»، مشيرا إلى أن هذه الجمعية «ينتظرها عمل ميداني كبير لمواصلة التعريف بمبادئ الثورة الجزائرية ومساندة الشعوب المستعمرة لنيل حريتها واستقلالها، وعلى رأسها الشعبان الفلسطيني والصحراوي».
بدوره، ثمن السيد جواكيم شيسانو ميلاد هذه الجمعية التي ستكون --مثلما قال-- «منبرا لمساندة الشعوب المستعمرة في نيل استقلالها».
وزير المجاهدين: الجزائر لن تنسى من وقفوا
إلى جانب ثورتها
وكان وزير المجاهدين العيد ربيقة قد أشرف على انطلاق أشغال الجمعية بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالملفات الخاصة وأعضاء من الحكومة و عدد من أصدقاء الثورة التحريرية من مختلف بلدان العالم، وضيوف ومؤرخين.
وبالمناسبة أكد ربيقة في كلمة له وفاء الجزائر الدائم لأصدقاء ثورتها التحريرية و كل الذين ساندوها في نضالها وكفاحها من أجل استرجاع السيادة الوطنية، وقال بهذا الخصوص متوجها للحاضرين منهم في لقاء أمس «إن الجزائر اليوم لم ولن تنسى فضلكم و وقوفكم إلى جانب قضيتنا العادلة، وها هي الذكرى الـ 61 لعيد الاستقلال مناسبة تعبر من خلالها الجزائر مرة أخرى عن وفائها لكم واعترافها بجميل صنيعكم».
كما قال أيضا أن «الجزائر بأجيالها المتعاقبة ستظل وفية لكل من ناصرها ووقف إلى جانبها في كفاح التحرير الوطني كما أكد على ذلك رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، والذي ما فتئ يعرب عن عرفانه وامتنانه لأصدقاء الثورة الجزائرية من مختلف الدول».
وتابع في هذا الإطار يؤكد بأن من شيم الشعب الجزائري وقيمه السامية الإخلاص والوفاء لكل من يسانده أو يقف إلى جانبه لأن مثل تلك القيم هي جسر التواصل بين الأمم والضامن الأكيد لزرع المحبة والتعاون والرقي والسلام العالميين.
وبالمناسبة أثنى وزير المجاهدين وذوي الحقوق كثيرا على مواقف أصدقاء الثورة، الذين كما قال نالوا بفضل إخلاصهم لضمائرهم وتضحياتهم في سبيل قضيتنا بالأمس، كل المحبة والامتنان في لحظة كانت ثورتنا في أمس الحاجة لمن يستشعر عدالتها ومعاناتها ويقف إلى جانبها ويقدر تضحيات شهدائها، فكانوا بذلك مساهمين في صنع مجدها ومضرب المثل في البطولة والفدى ومثالا في الالتزام بالحس الإنساني ونصر الحق والدفاع عن المبادئ السامية.
وأضاف متوجها للحضور «لقد كنتم أيتها الصديقات أيها الأصدقاء خير صوت لثورة الأحرار التي دوى صداها بقوة في العالم قاطبة، ففتحتم بذلك الطريق الأمثل للحفاظ على شعلة الحرية وإذكائها في كل بقعة يحتاج المضطهدون فيها إلى جرعة أمل يواصلون بها نضالهم من أجل الحرية».
وأضاف بأن أصدقاء ثورتنا المجيدة «سيبقون قدوة لنضال لا ينضب وعطاء لا يعرف الحدود ولمسيرة نباهي بها الأمم، لهم منا كل التقدير والاعتبار والاحترام».
وبارك العيد ربيقة بقوة مبادرة تأسيس جمعية لأصدقاء الثورة، واصفا إياها بالمبادرة القيمة لاستكمال مسار الوفاء لعهد من وقفوا بجانب ثورتنا المقدسة، وقاسموها آلامها ودماءها فكانوا بذلك أشقاء وأصدقاء بقلوب ودماء جزائرية، بل جزائريين بالقيم والمبادئ، وأهاب بهم الانطلاق الفعلي في أقرب الآجال لتجسيد البرامج التي يقترحونها لخدمة الأهداف السامية من وراء هذا التأسيس.
وذكّر بالمناسبة بأن الاستلهام من نضال أصدقاء الثورة وتجربتهم الفريدة مثل عنوانا للملتقى الدولي الذي نظمته الجزائر السنة الماضية تحت عنوان « الثورة الجزائرية موطن إشعاع للقيم الإنسانية وجسر الصداقة بين الأمم» بحضور أكثر من 70 صديقا للثورة من مختلف القارات، مضيفا بأنه كان فرصة لاسترجاع وتقاسم الذاكرة المشتركة واستحضار التضحيات الجسام التي قدموها كعربون وفاء للمبادئ التي قامت عليها ثورة أول نوفمبر 1954.
وأكد حرص الجزائر بكل وفاء على تثمين هذه التجربة وتفعيلها وتحيين دورها في الدفاع عن القيم العادلة وكرامة الإنسان من خلال دعم تأسيس «الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة» بصفتها منظمة حاضنة للإرث التاريخي لأصدقاء الثورة الموجود بأي مكان في العالم، وأداة للتعبير عن الثقافة المدافعة عن قيم حق الشعوب والأمم في الحرية والسلم ضمن فضاء المجتمع الدولي.
وفي الختام جدد وزير المجاهدين وذوي الحقوق التأكيد على أن الجزائر التي عانت البطش والاستعباد واكتوت بنيران الظلم قد أخذت على عاتقها استكمال رسالة الشهداء في دعم كل الشعوب المناهضة للاستعمار وتبقى بما ورثته من تقاليد الأسلاف وبما يمليه الضمير الإنساني مجندة للدفاع عن كل القضايا العادلة في العالم، وتعترف لأصدقاء ثورتها بالفضل والعرفان اليوم وغدا وأبدا، وستبقى تستذكر كل ما قدموه وما تعرضوا له من المشاق.
ونشير أن تأسيس هذه الجمعية يعتبر ترجمة لأحد أهم التوصيات التي خرج بها الملتقى الدولي لأصدقاء الثورة المنظم في ماي من العام الماضي، وهو يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ 61 لاستعادة السيادة الوطنية و عيد الاستقلال.
إلياس –ب