أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، أمس الاثنين، عن نجاح موسم الحج لهذا العام بفضل سهر أعضاء البعثة على ضمان راحة الحجاج الجزائريين، والتكفل بكبار السن خاصة بالمشاعر، مؤكدا بأنه من غير الممكن مقارنة حج هذه السنة بالموسم الماضي، نظرا لارتفاع عدد الحجاج إلى أزيد من 42 ألفا.
أفاد يوسف بلمهدي خلال إشرافه على تنظيم يوم دراسي تاريخي بدار الإمام بالعاصمة في إطار إحياء الذكرى 61 لعيد الاستقلال، بأن موسم الحج الذي انقضى مؤخرا تم في ظروف لا بأس بها، بفضل سهر أعضاء البعثة على التكفل بمختلف الإشكالات التي طرحت خلال الموسم، إلى جانب المرافقة التي خصت الحجاج لا سيما بالمشاعر.
كما أثنى المتدخل على الجهود التي بذلتها القطاعات المعنية بالتحضير للموسم، ومرافقة الحجاج الجزائريين إلى غاية العودة إلى أرض الوطن، موضحا بأن نجاح الموسم هو نتاج مشاركة الجميع في مرافقة وتأطير الحجاج.
وقال بلمهدي إن عدد الوفيات بين صفوف الحجاج الجزائريين فاق 50 حالة من مختلف الأعمار، من بينهم شخص كان يبلغ من العمر 42 سنة، إلى جانب مسنين ومرضى، ومفقود واحد عثر عليه متوف، وأضاف الوزير بأن كافة الحجاج الذين كانوا مفقودين تم العثور عليهم من قبل أعوان الحماية المدنية، وإعادتهم إلى الفنادق التي كانوا يقيمون بها.
وأرجع المصدر ظاهرة التيهان في البقاع المقدسة إلى عامل كبر السن، الذي يجعل الشخص غير قادر على تذكر مكان إقامته، والمسلك الذي يعيده إلى الفندق، لا سيما وأن الموسم تم تأجيله خلال جائحة كورونا، وقد اضطر ذلك الفائزين في القرعة الانتظار إلى غاية استئناف الرحلات مجددا اتجاه المملكة العربية السعودية لأداء الفريضة.
وأضاف يوسف بلمهدي بأنه لا يصح المقارنة بين مواسم الحج السابقة وحج هذا العام، لأن تعداد الحجاج بعد كورونا قفز من 18 ألف حاج، إلى أكثر من 42 ألف حاج هذه السنة، بعد أن تم رفع كافة القيود الصحية، والترخيص للدول المعنية بالموسم باستعادة الحصة المخصصة لها كل سنة.
وأكد الوزير وضع برنامج لإعادة الحجاج الجزائريين إلى أرض الوطن، عبر المطارات السبعة التي تم الإقلاع منها باتجاه البقاع المقدسة في إطار رحلات الذهاب المبرمجة من قبل شركتي الخطوط الجوية الجزائرية والسعودية، على أن تستمر العملية إلى غاية عودة جميع الحجاج إلى ذويهم في ظروف حسنة.
كما تطرق وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي إلى الجهود التي يبذلها الأئمة من أجل نشر الرسائل السمحة للدين الإسلامي، والحفاظ على المرجعية الدينية الوطنية، قائلا:» إننا ننشر الدين في إفريقيا وأوروبا كما فعل أسلافنا منهم طارق بن زياد، والشيخ عبد الكريم المغيلي وسيدي عبد الرحمان الأخضري في إفريقيا».
ويتمثل دور الأئمة اليوم خاصة وفق المتدخل، في التأطير الديني للحفاظ على الحياة الروحية للمواطن وترقية التعليم القرآني وخدمة المساجد، وتقوية اللحمة بين الشعب وقيادته وجيشه.
وذكر المصدر أيضا بتضحيات الأئمة خلال العشرية السوداء، فقد كانوا يرفضون الإفتاء لصالح من كانوا يسفكون دماء الجزائريين، وكانت الضريبة استشهاد أكثر من 120 إماما من أجل أن يحيى الوطن، على غرار ما قدمه قطاع الإعلام من رجال ونساء للحفاظ على الوحدة واللحمة بين أبناء الشعب.
وثمن الوزير في ذات المناسبة الإجراءات التي حظي بها قطاع الشؤون الدينية، من بينها إقرار يوم وطني للإمام من قبل رئيس الجمهورية، قائلا إننا اليوم رفعنا التحدي ونسعى لخدمة الوطن في ظل الجزائر الجديدة.
لطيفة بلحاج