قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج أحمد عطاف أن أحرار العالم الذين هبوا على اختلاف أصولهم العرقية وعقائدهم الدينية وتوجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الجغرافية لدعم ثورة الشعب الجزائري ضد الاستعمار ارتقوا بها إلى مصاف ملحمة إنسانية تنافح عن المبادئ والقيم الكونية الحقة، وجعلوا منها شعلة متقدة لا تخبو تنادي بكرامة الإنسان وتصبو إلى إعلاء حقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
وأضاف أحمد عطاف في كلمة له أمس خلال افتتاح الجمعية العامة التأسيسية «للجمعية الدولية لأصدقاء الثورة» بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة قرأها نيابة عنه مدير دائرة العالم العربي بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، إن تأسيس الجمعية يندرج في إطار تنفيذ مخرجات الملتقى الدولي لأصدقاء الثورة الجزائرية المنظم يومي 17 و 18 ماي 2022، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، الذي يولي أهمية بالغة لملف الذاكرة الوطنية.
وأضاف الوزير يقول إن أحرار العالم على اختلاف أصولهم العرقية وعقائدهم الدينية وتوجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الجغرافية الذين هبوا لدعم الشعب الجزائري ومساندة ثورته كان ليقينهم أنها ثورة حق ضد الباطل، ثورة تحمل في ثناياها مبادئ الحرية والعدالة والقيم الإنسانية، فانتصروا لملحمته البطولية، وارتقت الثورة الجزائرية بفضل أصواتهم وأقلامهم، بل وتضحيات بعضهم بأرواحهم إلى مصاف « ملحمة إنسانية تنافح عن القيم والمبادئ الكونية الحقة، وبشعلة متقدة لا تخبو، ثورة تنادي بكرامة الإنسان وتصبو إلى إعلاء حقوق الشعوب في تقرير مصيرها».
وهي ثورة يضيف المتحدث- تدعو أيضا إلى العيش في كنف العدالة والسلم والحرية والصداقة والتعاون بعيدا عن ثقافة الإمبراطورية وإغراءات القوة وما تجسد من استعمار وتوسع وهيمنة وظلم ونهب للثروات.
واعتبر عطاف في هذا السياق أن الرعيل الأول من أصدقاء الثورة الجزائرية، و إن رحل جلهم والأحياء منهم و أبناؤهم و أحفادهم الحاضرون في اللقاء يمثلون» الإنسانية العميقة في مختلف تجلياتها وتطلعاتها وآمالها».
وبعد أن أشار إلى مختلف أنواع الدعم الذي قدموه للثورة التحريرية ومعاناتهم من التعذيب والتضييق والسجن وحتى القتل جراء موقفهم هذا، أعرب وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج عن أمله في أن تكون الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة «مركزا لبث المبادئ والقيم الإنسانية الكونية وتقاسمها، ومد جسور الصداقة بين الأمم»، وأن تكون أيضا بمثابة مرجعية تاريخية لكفاح ونضال الشعوب، والتعاون مع الجمعيات المثيلة في العالم ترسيخا للبعد التضامني بين الشعوب والربط بين الأجيال وتواصلها.
وذكّر الوزير بتدشين معلم خاص بأصدقاء الثورة بساحة رياض الفتح بالجزائر العاصمة العام الماضي بمناسبة ستينية الاستقلال من طرف رئيس الجمهورية، مضيفا بأنه وإن كان جل أصدقاء الثورة قد رحلوا إلا أن ذكراهم تبقى راسخة في وجدان الجزائريين.
كما اعتبر المتحدث أن أصدقاء الثورة يمثلون «قدوة نضال لا تهدأ وعطاء لا ينضب لمسيرة نباهي بها الأمم، وحقهم علينا أن نكن لهم التقدير والاحترام وأن نذكرهم في تاريخ ثورتنا المجيدة».
ولم يفوت عطاف المناسبة ليعود في كلمته إلى انتخاب الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن، معتبرا ذلك دليلا على مكانة ودور الجزائر في المجموعة الدولية وشاهدا على الاحترام الذي يحظى به رئيس الجمهورية لدى الرأي العام العالمي بفضل نهجه في الدعوة إلى الحفاظ على السلم والأمن في العالم ضمن مقاربة تتأسس على التعاون والتضامن ونصرة الشعوب في تقرير مصيرها ودعم القضايا العادلة وفي مقدمتها قضيتا الشعبين في فلسطين والصحراء الغربية.
وهي مواقف مستلهمة من قيم الثورة التحريرية ومبادئ تحدد معالم وتوجهات الدبلوماسية الجزائرية وتنسجم مع مبادئ الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة.
إلياس –ب