قال أمس رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نورالدين بن براهم، بأن المجتمع المدني مدعو للخروج من القاعات وترك ممارسات أخذ الصور و تبادل الهدايا، و التحول نحو المشاركة في صناعة القرار محليا ووطنيا، ومواجهة قضايا التنمية بتحضير وتدريب وتكوين القدرات والكفاءات من مختلف أطياف ومكونات المجتمع.
وأكد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، خلال منتدى للحوار والمواطنة والتنمية المحلية، المنظم بقاعة دار الثقافة محمد العيد ال خليفة، بولاية باتنة، بأن المرصد يندرج ضمن استراتيجية بعيدة المدى لرئيس الجمهورية تهدف إلى ضرورة مشاركة واسعة للجمهور، عن طريق المجتمع المدني في الحكم الراشد، مضيفا بأن هذا البعد يعمل على ترقية الديمقراطية بعيدا عن التصادم بفضل الحوار، وقال بأن المرصد جاء من أجل الحوار، وتطبيق جدول أعمال ودفتر أعباء، يفرض على جمعيات ومنظمات المجتمع المدني، الخروج من القاعات وممارسات أخذ الصور، وتبادل الهدايا، مؤكدا بأن رئيس الجمهورية أولى أهمية للمجتمع المدني، بتعزيز قيمته ودوره في سبع نقاط بالدستور من ضمنها ميلاد المرصد الوطني.
وذكر بن براهم، بالدور الذي جاء من أجله المرصد الوطني، والمتمثل في مهمتين الأولى اتجاه الجمعيات والمجتمع، والثانية المساهمة والمشاركة في منظومة الحكم سواء على مستوى البلدية أو الوزارة أو الحكومة أو الرئاسة، بحيث يكون المرصد منتج للقيادات والكفاءات في الشأن الثقافي والاقتصادي والدولي وصنع التأثير الإيجابي من مختلف أطياف المجتمع من شباب ونساء وذوي الهمم، موضحا بأن المرصد يعد فضاء للحوار و تعزيز المكتسبات والقيم الوطنية.
رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، أكد أيضا دور المرصد في الحفاظ على الوحدة الوطنية، حيث وبعد أن أكد في مستهل تدخله ضرورة الوفاء لتضحيات الشهداء، مذكرا بدور أهل الأوراس في تفجير الثورة التحريرية بقيادة الشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد، دعا إلى العمل على الحفاظ على قيم المجتمع، من قيم هويتنا وانتماء شخصيتنا وعاداتنا وتقاليدنا ببعدها التاريخي لتنشئة الأجيال الصاعدة، مؤكدا بأن ذاكرتنا وتاريخنا يمثلان قاعدة ارتكاز للأجيال في بناء شخصيتها، وهي عناصر تجميع وهو ما يعمل عليه المرصد حفاظا على الوحدة الوطنية.
وأكد بن براهم في كلمته، ضرورة الاهتمام وتثمين أفضل الشباب والقيادات وتحضيرها من طرف الجمعيات لصنع التأثير الإيجابي، عبر كافة ولايات الوطن، وأضاف بأن تحدي المرصد هو كيفية المشاركة في الحكم الراشد وصناعة القرار، ونوه مفتخرا بالجمعيات الفاعلة، داعيا إلى تقاسم تجاربها حتى يشعر بها المواطن، وأوضح بأن مقاربة المرصد الوطني للمجتمع المدني من خلال المنتديات ستوضع على طاولة رئيس الجمهورية.
وكشف رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، بأن المرصد سيقدم في نهاية السنة تقريرا لرئيس الجمهورية عن حال واتجاهات المجتمع المدني في الجزائر، تتضمن احتياجاته ومكاسبه وعوائقه وتحدياته، حتى يصبح المجتمع المدني وعاء للمجتمع بتنوعه لضمان قوته، وانسجامه والحفاظ على وحدته الوطنية، وعلى العدالة الاجتماعية، والعمل على الشراكة مع المؤسسات الرسمية للدولة، والتأثير الإيجابي من خلال إدارة المشاريع.
يـاسين عـبوبو
