lتمويل مشاريع هامة وشراكات بكفاءات محلية
وضعت الجزائر على رأس أولوياتها، تسريع التكامل الإفريقي لمواجهة التحديات التي تواجه القارة، من خلال تجسيد برنامج تطوير البنية التحتية في إفريقيا، وتعمل الجزائر من أجل تكريس التكامل بين بلدان القارة، من خلال إعطاء الأولوية للبعد الاندماجي والقاري في مشاريعها وكانت من أول الدول التي قامت بمسح ديون 14 دولة افريقية، بما مقداره 1.4 مليار دولار، حتى يسمح لهذه الدول بالمضي قدما في آفاق تنموية من دون هذا العبء الثقيل الذي أثقل كاهلها.
أبرز رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال أشغال قمة روسيا-إفريقيا بسانت بطرسبورغ، الجهود الجزائرية الكبيرة في دعم التنمية في القارة لاسيما للحد من المديونية وتطوير البنى التحتية في العديد من دولها. كما تتطلع من أجل إرساء شراكات كفيلة بتحقيق تطلعات وطموحات الشعوب الإفريقية في التقدم و الازدهار، وفي بروز نظام دولي عادل، قائم على احترام مبادئ القانون الدولي وتعددية الأطراف».
وترافع الجزائر من أجل مساعدة إفريقيا أولا في تجاوز محنة المديونية وتسهيل الحصول على القروض التمويلية «على الأقل بنفس الشروط التي تفرض على الدول الأخرى»، حيث شدد رئيس الجمهورية، في ذات الصدد على ضرورة «إعادة النظر في المقاربة الحالية المتبعة في حل إشكالية الديون، وتقليص خدمة الديون، بما يسمح للدول الإفريقية بتجاوز هذا العائق الكبير للولوج إلى مسارات تمويلية جديدة».
كما تدعو الجزائر إلى اعتماد مقاربة جديدة في القارة الإفريقية، للمضي في مقاربات تنموية جديدة ترتكز على تكريس نظام حوكمة مبني على الشفافية ومحاربة الفساد والرشوة»، ذلك من خلال مراجعة شاملة لأساليب الحوكمة وأساليب تسيير المشاريع والاعتماد على الكفاءات المحلية لوقف إهدار الأموال وتحويلها نحو خارج القارة الإفريقية، وكذا إعادة النظر في تسيير الميزانية و إصلاح الأنظمة الجبائية.
وستعمل الجزائر خلال فترة عضويتها بمجلس الأمن الدولي للدفع نحو مزيد من الاهتمام الدولي بالقارة الإفريقية، واعتماد مقاربة اجتماعية وتنموية لمعالجة مشاكل القارة بعيدا عن النظرة الأمنية التي تنتهجها أغلب الدول الكبرى، التي ترى في إفريقيا مجرد مكامن للمواد الأولية أو قواعد عسكرية و مدارج لطائراتها دون طيار.
وبرز إجماع دولي على صواب المواقف التي أعلنتها الجزائر بشأن الأزمات في تعيشها دول القارة الإفريقية، وظلت الجزائر بعيدة عن نهج التدخل في الشؤون الداخلية، ودعمت خيار الحلول التوافقية بين مختلف الأطراف والتوصل إلى انتخابات تعيد الكلمة إلى الشعوب، وهو الموقف الذي تبنته لتسوية الأزمة الليبية، كما طرح اسم الجزائر مؤخرا كلاعب أساسي لتسوية الأزمات في إفريقيا، على غرار مالي وبوركينافاسو، حيث ترفض الجزائر سياسة العزل وتفضل الحوار والتقارب للخروج من الأزمات بأقل الأضرار الممكنة.
تكريس التكامل بين بلدان القارة
وتعمل الجزائر من أجل تكريس التكامل بين بلدان القارة، «من خلال إعطاء الأولوية للبعد الاندماجي والقاري في مشاريعها وكانت من أول الدول التي قامت بمسح ديون 14 دولة افريقية، بما مقداره 1.4 مليار دولار، حتى يسمح لهذه الدول بالمضي قدما في آفاق تنموية من دون هذا العبء الثقيل الذي أثقل كاهلها.
كما وضعت الجزائر خبرتها لفائدة كل الدول الإفريقية لتجسيد المشاريع التنموية «سواء لتكوين الكوادر البشرية المؤهلة أو اختيار النماذج البشرية أو النماذج التنموية الأكثر جدوى والتي تمكن هذه البلدان من المضي في أقصى درجات التنمية. بالإضافة إلى ذلك رصدت ميزانية عن طريق الوكالة الجزائرية للتنمية الدولية للتضامن والمقدرة بـ 1 مليار دولار للمشاريع التنموية بالدول الإفريقية، حيث تم الشروع في تمويل مشاريع بكل من النيجر ومالي.
وأكدت الجزائر انخراطها التام والفعال في المساعي المشتركة لتحقيق الاندماج القاري وتطوير البنية التحتية في إفريقيا، كما تعمل من جهة أخرى، على معالجة مشكلة تمويل المشاريع الكبرى في إفريقيا، مع توجه الجزائر نحو تمويل عديد المشاريع ذات الطابع الاندماجي، على غرار أشطر من طريق الوحدة الإفريقية، ومشاريع أخرى في الساحل، ومن هذا المنطلق أكدت الجزائر «حرصها على تجسيد مشروع خط أنابيب الغاز نيجيريا الجزائر» الذي يعبر النيجر، ما يعزز حضور البلدين في أسواق الغاز في أوروبا، في ظل تزايد الحاجة إلى الطاقة.
حرص على تجسيد مشاريع لدول الجوار
وتعمل الجزائر أيضا في ذات المسعى التنموي القاري، على تجسيد مشاريع لدول الجوار على غرار طريق الوحدة الإفريقية على امتداد 10000 كلم ، مع محور رئيسي إلى نيجيريا عبر النيجر وتفرعات تربط الجزائر وتونس ومالي والنيجر ونيجيريا وتشاد، مشكلا بذلك حافزا ومسرعا للتكامل الاقتصادي، كونه يمتد على ثلاث مناطق افريقية (الشمال، الغرب، الوسط)». والشروع في إنجاز طريق يربط مدينة تندوف بالزويرات الموريتانية»، على مسافة 800 كيلومتر تقريبا، ليصل بذلك الجزائر بغرب أفريقيا، خاصة أن موريتانيا والسنغال أطلقتا في نوفمبر 2022 أشغال بناء جسر «روصو» الذي يربط البلدين.
وترى الجزائر بأن تطوير البنى التحتية والطرق سيعزز التبادل التجاري بين بلدان القارة، خاصة مع دخول منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز التنفيذ ليعكس تتويجا لمسار طويل الأمد يهدف إلى تشجيع التجارة البينية التي لا تتجاوز 16 بالمائة.
ع سمير