أمر وزير العدل حافظ الأختام، عبد الرشيد طبي، بفتح تحقيق ابتدائي في وقائع الاعتداء بطلق ناري الذي تعرض له قاضي التحقيق بمحكمة مستغانم، أول أمس، فيما استنكرت النقابة الوطنية للقضاء بشدة الاعتداء الذي تعرض له القاضي، وطالبت الجهات الرسمية بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لحماية القضاة داخل وخارج حرم المقرات القضائية، بينما قدم مجلس قضاء مستغانم تفاصيل للحادثة في بيان له.
وأفاد بيان للنائب العام لدى مجلس قضاء مستغانم أمس حول الحادثة أن وزير العدل حافظ الأختام، عبد الرشيد طبي، تنقل مساء يوم الحادثة إلى مستشفى مستغانم للاطمئنان على الحالة الصحية للقاضي المصاب، وأمر "بفتح تحقيق ابتدائي في الوقائع وظروف دخول المعني إلى مكتب القاضي وبحوزته مسدس، و إن كان عدم خضوعه للإجراءات الأمنية المعتادة له علاقة بوظيفته السابقة".
وفي تقديمه لتفاصيل الواقعة أفاد النائب العام لدى مجلس قضاء مستغانم في بيانه أنه بتاريخ 30 جويلية حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال، وأثناء مباشرة قاضي التحقيق بمحكمة مستغانم إجراءات سماع المتهم "د. لخضر" أمين ضبط سابق بنفس المحكمة المتابع من أجل وقائع تتعلق بإساءة استغلال الوظيفة، وانتحال الصفة، قام هذا الأخير بإطلاق عيار ناري بواسطة مسدس على قاضي التحقيق أصابه على مستوى البطن.
وبعد تدخل أمين ضبط غرفة التحقيق ودركي لتوقيف المعتدي وتجريده من السلاح أبدى مقاومة نتج عنها إصابته على مستوى الرأس، بعدها تم نقل المصابين على الفور إلى المؤسسة الاستشفائية حيث خضع قاضي التحقيق لعملية جراحية ناجحة وحالته الصحية مستقرة، فيما قدمت الإسعافات الأولية للشخص المعتدي وهو الآن تحت المراقبة الطبية.
وأكد بيان النائب العام في الأخير بأنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية" التأديبية والجزائية" ضد كل من تثبت مسؤوليته في هذا الحادث المؤسف.
وفي أول رد فعل لها على حادثة إطلاق النار على قاضي التحقيق بمحكمة مستغانم، استنكرت النقابة الوطنية للقضاة بشدة ما وصفته بالاعتداء الجبان بطلقات نارية الذي تعرض له قاضي التحقيق ( س.ع) في مكتبه وأثناء تأدية مهامه من طرف أحد المتهمين.
وطالبت النقابة الوطنية للقضاة في بيان لها الجهات الرسمية باتخاذ كافة التدابير و الإجراءات اللازمة لحماية القضاة داخل وخارج حرم المقرات القضائية، ووعدت النقابة الرأي العام، بأن هذه القضية ستكون محل متابعة واتخاذ موقف بشأنها في الاجتماع الطارئ للمكتب التنفيذي لها الذي سيعقد اليوم الثلاثاء.
وتعد هذه الحادثة سابقة في تاريخ العدالة، بالنظر لخطورتها، حيث لم يسبق تسجيل اعتداءات ضد القضاة وفي مقرات عملهم وبالسلاح الناري.
إلياس -ب
