•الجزائر في حاجة لتوحيد جهود المخلصين لإحباط ما يحاك ضدها • ترسيم اليوم الوطني للجيش يجسد أسمى معاني الوفاء لتضحيات أفراده
أكد، أمس السبت، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أن «الجيش الوطني الشعبي أجهض بيقظته و جاهزيته و استعداده المسنود بالشعب الجزائري الواعي كل المؤامرات الرامية لزعزعة استقرار بلادنا و ضرب تمسكه و ووحدته فكان دائما إلى جانب شعبنا الأبي السد المنيع الذي أحبط كل المخططات الدنيئة، و أشار إلى أن «بلادنا اليوم في حاجة أكثر من أي وقت مضى لاستنهاض العزائم و شحذ الهمم و توحيد جهود كافة أبنائها المخلصين لإحباط ما يحاك ضدها من مؤامرات و دسائس تستهدف
وحدتنا الترابية و الشعبية».
ألقى الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس، بمناسبة مراسم الاحتفال بالذكرى الثانية لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي،و الذي ترأسه رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس بالعاصمة، كلمة رحب في مستهلها بالسيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، شاكرا له تفضله بالإشراف على مراسم التكريم على شرف متقاعدي الجيش الوطني الشعبي المنحدرين من صفوف جيش التحرير الوطني وعائلات شهداء الواجب الوطني ومعطوبي وكبار جرحى الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب.
وقال في هذا الشأن: «يسعدني في مستهل هذه الكلمة أن أتوجه بأخلص عبارات الترحيب وأسمى آيات الشكر والامتنان للسيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على تشريفه لنا اليوم بترؤسه هذا الحفل في الذكرى الثانية لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي وللسيدات وللسادة الحضور كل باسمه ومقامه».
وأكد في ذات السياق أن «هذا اليوم الذي يرسخ محطة أخرى مضيئة في مسيرة وطننا المفدى، وهي ذكرى تحرير جيش التحرير الوطني، بكل ما يحمله من قيم التضحية والبسالة والفداء ومبادئ الإخلاص والوفاء للجيش الوطني الشعبي، هي محطة نكرم فيها أبطال الجزائر المستقلة، عرفانا لما قدمه أولئك الرجال الصناديد الذين نذروا أنفسهم للحفاظ على الجمهورية وبذلوا كل البذل لتبقى شامخة ضد الظلامية والهمجية الإرهابية المتوحشة».
وأضاف الفريق أول أن «ترسيم هذا اليوم من طرف السيد رئيس الجمهورية يجسد أرفع معاني الوفاء والتقدير لتضحيات أفراد وإطارات الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، منذ الاستقلال إلى اليوم، وإسهامهم الفعال والمتميز، إلى جانب مؤسسات الدولة الأخرى، في بناء الدولة الجزائرية المستقلة والسيدة وتطويرها في مختلف المجالات».
و تطرق الفريق أول شنقريحة، إلى دور الجيش الوطني الشعبي في معركة التحرير و إلى انخراطه في جهود التنمية و إرساء القواعد المادية و الاقتصادية، ثم مسيرة العصرنة بما يتماشى و التطورات التي تشهدها جيوش العالم، حتى يكون في مستوى المهمة المنوطة به، مؤكدا في هذا الشأن «بعد أن أدى جيش التحرير الوطني مهمته المقدسة و حرر الوطن، حمل الجيش الوطني الشعبي الأمانة بكل اعتزاز و أدى الرسالة بكل تفان فانخرط بكل قواه في جهود التنمية و إرساء القواعد المادية و الاقتصادية للجزائر المستقلة مؤديا في الوقت نفسه مهمته الأساسية و هي تطوير هيكلته و تنظيمه بما يتماشى و التطورات العلمية و التقنية التي تعرفها جيوش العالم فكان الحرص دوما على تحديث قوتنا العسكرية و عصرنتها حتى تكون في مستوى المهمة الوطنية المقدسة المنوطة بها، مهمة تؤكد النتائج الميدانية المحققة اليوم سواء في مجال محاربة بقايا الإرهاب و الجريمة المنظمة أو في مجال التحضير القتالي».
و أضاف في ذات السياق «إن أبناء الجيش الوطني الشعبي الوفي للشهداء و المجاهدين جديرون بهذه المهمة و مقتدرون على أدائها على الوجه الأكمل مهما كانت التضحيات و مهما كانت الظروف».و أكد رئيس الأركان حرص الجيش الوطني الشعبي علىلم الشمل و استكمال مسار بناء الجزائر الجديدة، حيث قال «يجمعنا هذا الاحتفال اليوم في ظروف تتقارب مع محطات أخرى في تاريخنا العريق و مسيرة بلادنا المفدى محطات استعادت دوما رجالا بعبقرية خاصة قوامها الرؤية المتبصرة و الصادقة المخلصة للوطن و المتجردة من الذاتية و الاعتبارات الظرفية الضيقة لتصنع الهبة الوطنية اللازمة بالالتفاف حول القضايا الوطنية الكبرى و لم الشمل و التصدي لمختلف التهديدات و الأخطار مهما كانت، كما حرصنا و لازلنا نحرص رفقة كافة الوطنيين المخلصين على استكمال مسار بناء الجزائر الجديدة التي رسم معالمها السيد رئيس الجمهورية و المضي بها بخطى ثابتة على درب التطور و الرقي و إكسابها عوامل القوة و المناعة التي تمكنها من احتلال مكانتها المرموقة المستحقة بين الأمم».
الجزائر عادت بقوة و بكل شهامة
و كبرياء إلى محفل الأمم
كما أوضح أن هذه الجهود كللت بعودة الجزائر لتبوء مكانة محترمة بين الأمم، و أشار في ذات السياق «هذا المسار الذي أضحت ثماره جلية اليوم سواء على المستوى الداخلي و على مختلف الأصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية أو على المستوى الخارجي عبر مختلف المنابر الإقليمية و الدولية بعودة الجزائر بقوة و بكل شهامة و كبرياء إلى محفل الأمم و أصبحت فاعلا محترما و موثوقا في ظل ظروف دولية استثنائية بالغة التعقيد و الحساسية».
و دعا الفريق أول إلى ضرورة توحيد جهود كافة أبناء الجزائر المخلصين لإحباط ما يحاك ضدها من مؤامرات و دسائس تستهدف و حدتنا الترابية و الشعبية، مؤكدا أنه «في ظل التحديات الأمنية الكبرى و التغيرات المتسارعة و غير المأمونة في عز الأزمات التي تعصف بمنطقتنا و ما تشهده من هشاشة و تذبذب فإن بلادنا اليوم في حاجة أكثر من أي وقت مضى لاستنهاض العزائم و شحذ الهمم و توحيد جهود كافة أبنائها المخلصين لإحباط ما يحاك ضدها من مؤامرات و دسائس تستهدف و حدتنا الترابية و الشعبية، جهود قوامها الوحدة و التمسك و الانسجام و التلاحم بين مختلف أبناء الشعب الجزائري و عمادها الثقة في مؤسسات الدولة و على رأسها الجيش الوطني الشعبي و الالتزام بحتمية خدمة الجزائر و الحفاظ على مصالحها العليا و تعزيز أمنها و استقرارها و سيادتها، الجزائر القوية المزدهرة الآمنة السيدة في قراراتها الوفية لأمانة الشهداء الأبرار المستجيبة لتطلعات و آمال الشعب الجزائري و المحقق لطموحاته الثابتة على مبادئها المناصرة للقضايا العادلة و المتضامنة مع الشعوب المقهورة و المظلومة».
كما أوضح رئيس الأركان أن «الجيش الوطني الشعبي أجهض بيقظته و جاهزيته و استعداده المسنود بالشعب الجزائري الواعي كل المؤامرات الرامية لزعزعة استقرار بلادنا و ضرب تمسكه و وحدته فكان دائما إلى جانب شعبنا الأبي السد المنيع الذي أحبط كل المخططات الدنيئة مهما تنوعت و تعددت أساليبها و أدواتها».
و «أود التأكيد مرة أخرى بهذه المناسبة أننا عازمون على مواصلة مسار تطوير و عصرنة قدراتنا الدفاعية في ظل رعاية و دعم رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة و زير الدفاع الوطني كما أن الجيش الوطني الشعبي السليل الوفي لجيش التحرير الوطني كان و سيبقى الخادم الوفي للشعب الحامي للسيادة الوطنية الحافظ لوحدتها و تمسكها وفاء منه لرسالة الشهداء الأبرار و التزاما بمهامه الدستورية»، يضيف الفريق أول شنقريحة.
وفي ختام كلمته، حرص السيد الفريق أول على تبليغ تهاني وتحيات السيد رئيس الجمهورية إلى كل أفراد الجيش الوطني الشعبي، المرابطين عبر كامل ربوع الوطن، حاثا إياهم على «المزيد من العمل في سبيل الجزائر وخدمة لشعبها الأبي».وخلص إلى القول: «في الختام، أجدد شكري للسيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على تكرمه بترؤس هذا الحفل وأزف إلى كل أفراد الجيش الوطني الشعبي، المرابطين عبر كامل ربوع الوطن، تهانيه وتحياته بمناسبة هذا اليوم الأغر، حاثا إياهم على المزيد من البذل والعطاء في سبيل الجزائر وخدمة لشعبها، كما أجدد الترحم على شهدائنا الأبرار وشهداء الواجب الوطني». ودعا بالمناسبة «أبناءنا إلى التمسك بمبادئ ثورتنا الوطنية التي حررت الجزائر بالأمس، فهي ذاتها الضمانة الأكيدة لحاضر بلادنا ومستقبلها، وتلكم مسؤولية ثقيلة يتعين على أبناء الجزائر أن يتحملوها بكل صدق وإخلاص». ع.م