•عطاف يُشيد بالدعم القوي الذي تقدمه واشنطن للمبعوث الأممي للصحراء الغربية
أكد وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، ضرورة منح الأولوية للحل السياسي لأزمة النيجر، و حذر من أن الخيار العسكري الذي تلوح به المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا كملاذ أخير قد لا يساهم في تسوية النزاع، ولا يمكن التنبؤ بمآلاته.
جدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، في حوار خص به صحيفة « واشنطن بوست» خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية التأكيد على الطرح الذي تقدمت به الجزائر لحل الأزمة في النيجر بعد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد بازوم، في 26 جويلية الماضي.
وفي هذا الصدد قال أحمد عطاف الذي التقى نظيره الأمريكي، انتوني، بلينكن ومسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية « خلال التطرق إلى الأزمة في النيجر مع المسؤولين الأمريكيين اتفقنا على ثلاثة مبادئ رئيسية، احترام النظام الدستوري و الديمقراطي، وعودة الرئيس محمد بازوم كرئيس شرعي للنيجر، وضرورة منح الأولوية للحل السياسي للنزاع».
وأضاف في هذا الاتجاه يقول « اعتقد أن هناك اتفاقا تاما بيننا بشأن هذه المبادئ يجب علينا الآن أن نسعى إلى العمل سويا لتجسيدها في الواقع السياسي للنيجر».
ومن هذا المنطلق قلل وزيرينا للشؤون الخارجية من فعالية ودرجة نجاح الخيار العسكري الذي كانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قد وضعته كملاذ أخير وقال أنه « قد لا يساهم في تسوية النزاع»، وحذر في نفس الوقت من النتائج غير المحسوبة التي قد ينطوي عليها مثل هذا التدخل، قائلا « لا أحد متأكد حتى على مستوى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا من أن التدخل العسكري يمكنه أن ينجح.. يمكنكم الشروع في تدخل عسكري لكنكم لا تدركون أبدا مآله، لذا فإن بلدان المجموعة الاقتصادية حذرة للغاية وهي تبدي تحفظا كبيرا بخصوص هذا الخيار».
وفي نفس الإطار ذكر بأنه لا يعرف أمثلة لتدخلات عسكرية كللت بالنجاح، مشيرا كمثال على أن التدخل العسكري في ليبيا « انتهى بكارثة على المنطقة برمتها»، لافتا إلى أن الإيكواس نفسها تعتبر دائما «القناة الدبلوماسية لتسوية الوضع كأولوية».
وللتذكير فإن الجزائر كانت منذ وقوع الانقلاب العسكري في هذا البلد الجار قد رافعت من أجل العودة إلى الشرعية وإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى منصبه، لكنها رفضت بشدة أي تدخل عسكري أجنبي لإعادة الوضع إلى ما كان عليه في هذا البلد الجار.
وردا عن سؤال آخر يتعلق بخطر الإرهاب في منطقة الساحل قال أحمد عطاف لمحاوره من الواشنطن بوست « في الجزائر وفيما يخص الساحل توقفنا عن الحديث عن الجماعات المسلحة فنحن نتحدث عن جيوش الإرهابيين، ونحن فعلا نواجه في المنطقة جيوشا من الإرهابيين يهددون مباشرة بوركينا فاسو ومالي وبعض المناطق في تشاد والنيجر».
وأضاف بخصوص هذه النقطة بأنه بالنسبة للجزائر و الولايات المتحدة الأمريكية فإن الوضع في المنطقة «خطير جدا» ويتطلب مستوى عال من التنسيق والتعاون الوثيق بين دول المنطقة لرفع هذا التحدي.
وحول سؤال آخر يتعلق بظاهرة الهجرة غير الشرعية ذكّر الوزير عطاف بالمقاربة الجزائرية الشاملة الرامية إلى معالجة هذه الظاهرة، وقال بأن المسألة ليست فقط سياسية يمكن معالجتها في إطار اتفاق دولي، بل أن الأمر في هذه المنطقة ( النيجر، مالي، تشاد وغرب إفريقيا) يتعلق «بمشكل اقتصادي ضخم».
وأضاف بأن هؤلاء المهاجرين يغادرون بلدانهم بحثا عن حياة أفضل والبعض منهم عن رزق تقتات منه عائلاتهم لذلك ينبغي معالجة المشكل على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، ولكن- يضيف- في ظل غياب حل اقتصادي سيبقى المشكل مطروحا.
على الصعيد الثنائي ثمن أحمد عطاف المستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين الجزائر و الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبر أن زيارة العديد من المسؤولين الكبار بكتابة الدولة الأمريكية إلى الجزائر هذه السنة يعني أن للجزائر وواشنطن الكثير من القضايا للمناقشة.
إدارة بايدن لم توافق إطلاقا على قرار ترامب بخصوص الصحراء الغربية
وأشاد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في موضوع آخر بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لعمل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ستافان دي ميستورا، وقال أن إدارة بايدن لم توافق إطلاقا على قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بخصوص سيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية.
وعاد أحمد عطاف في حوار خص به الموقع الإعلامي الأمريكي «ألمونيتور» الذي يقع مقره في العاصمة واشنطن للتصريح الذي نشره كاتب الدولة الأمريكي، أنتوني بلينكن، بعد اللقاء الذي جرى بينهما في التاسع أوت الجاري والذي جدد فيه بلينكن دعمه الكامل لعمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية ستافان دي ميستورا، في الوقت الذي يستشير فيه هذا الأخير جميع الأطراف من أجل التوصل إلى تسوية سياسية.
وأكد عطاف بأن إدارة الرئيس بايدن « لم توافق إطلاقا على قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول سيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية»، بل العكس –يوضح عطاف- تبتعد كل البعد عن الموقف الذي عبر عنه ترامب.
وفي ما يخص العلاقات بين البلدين أكد عطاف لذات الموقع العمل على تعزيز الصداقة الجزائرية- الأمريكية، وقال أنه لا يمكن تخيل الأهمية التي اكتسبتها هذه العلاقات على مدار السنتين الأخيرتين فيما يتعلق بالحوار السياسي، معتبرا وجود شركات البترول والغاز الأمريكية في الجزائر أحد مؤشرات العلاقات المهمة بين البلدين.
كما استعرض في جانب آخر العلاقات القائمة بين الجزائر والصين والزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، إلى بكين، والتي تم خلالها التوقيع على 20 اتفاقية مع نظيره الصيني شي جيبينغ.
وأوضح في هذا الإطار بأن الجزائر تعتمد مبدأ المصلحة الوطنية في علاقاتها الدولية سواء تعلق الأمر بالصين أو روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، فإن أهم شيء
ـ يقول ـ هو «مصلحتنا الوطنية». وتعليقا على الأزمة الأوكرانية أكد عطاف بأن الجزائر التي ستشغل منصبها الجديد كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي بداية العام 2024 تدعم حلا سياسيا على مستوى الأمم المتحدة.
إ-ب