تستعد المؤسسات التعليمية لإتمام التحضيرات الأخيرة تحسبا للدخول المدرسي المقبل، من بينها إنهاء عمليات الترميم وطلاء الحجرات، وتزويدها بالوسائل البيداغوجية، وتهيئة المطاعم المدرسية، لاسيما التابعة للابتدائيات تنفيذا لتعليمة وزارة الداخلية.
يعكف قطاع التربية الوطنية على إتمام آخر العمليات الخاصة بانطلاق السنة الدراسية الجديدة، تزامنا مع التحاق سلك الموظفين والإداريين بمناصب عملهم اليوم، وتعرف عديد المؤسسات التعليمية هذه الأيام، خاصة المدارس الابتدائية إطلاق ورشات لترميم الحجرات وطلاء الجدران، تنفيذا لتعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية الأخيرة، بضرورة ضبط كافة الأمور التنظيمية لضمان دخول مدرسي ناجح.
فقد سارعت عدة مجالس بلدية إلى معاينة وضع المدارس الابتدائية الواقعة على مستوى إقليمها، للإطلاع على الوضع العام لهذا المرفق البيداغوجي، وما ينبغي القيام به من ترميمات وإصلاحات لاستقبال المتمدرسين في أحسن الظروف، وكذا ما يجب توفيره من وسائل وإمكانيات.
ويتزامن العمل القائم عبر الكثير من المؤسسات التعليمية مع استئناف الإداريين العمل اليوم بعد انقضاء العطلة الصيفية، على رأسهم المدراء الذين سيسهرون على متابعة تنفيذ العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي المقبل، في حدود الصلاحيات المسندة إليهم، وكذا الإمكانيات التي توفرها الدولة لإنجاح الموسم الدراسي الجديد.
وتعد المطاعم المدرسية من ضمن المرافق الهامة التابعة لقطاع التربية الوطنية، وهي بدورها تشهد الكثير من عمليات التجديد والترميم والإصلاحات، وإعداد مخزون من المواد الغذائية بغرض فتحها في أول يوم من السنة الدراسية المقبلة، تنفيذا لتعليمة الوزارة، من أجل تحسين ظروف الدراسة وضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، وتقليص نسبة التسرب المدرسي.
ويؤكد في هذا الشأن رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية الوطنية بوعلام عمورة في تصريح «للنصر» بأن التعليمات التي تضمنها بيان وزارة الداخلية الأخير بخصوص الموسم الدراسي المقبل، بأنها تتقاطع مع المطالب التي رفعها التنظيم إلى الوزارة الوصية، مؤكدا على ضرورة حرص المجالس البلدية على متابعة ومراقبة العمل القائم على مستوى المدارس الابتدائية التابعة لها.
وسجل المتدخل شروع الكثير من المؤسسات في تجسيد الإجراءات الاستعجالية الأخيرة لاستقبال التلاميذ، قائلا إن العديد منها أطلقت ورشات للترميم والتجديد، في انتظار أن تلتحق مدارس أخرى بالعملية، ليكون انطلاق السنة الدراسية الجديدة في نفس المستوى من التحضيرات التي تليق باستقبال التلاميذ والأساتذة، لا سيما بالمناطق النائية والبعيدة.
وأضاف المتدخل بأن تهيئة المؤسسات التعليمية هي مسؤولية مشتركة يتقاسمها مدراء التربية الوطنية والبلديات، فضلا عن السلطات المحلية، من بينهم رؤساء المجالس البلدية التي تشرف على تسيير المدارس الابتدائية ومختلف المرافق التابعة لها، من مطاعم، فضلا عن توفير الفضاءات الرياضية على مستوى الملاعب الجوارية لإنجاز التمارين الخاصة بمادة التربية البدنية.
وأكد بوعلام عمورة بأن اللمسات الأخيرة الخاصة بالموسم الدراسي الجديد تتطلب المرافقة والمتابعة من قبل الجهات الوصية، وهي على العموم عبارة عن عمليات بسيطة يمكن تنفيذها في آجال قياسية بتضافر الجهود، وتسخير الإمكانيات.
وكان وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد حث مدراء التربية الوطنية في الندوة المنعقدة شهر جويلية الماضي، على ضمان الجاهزية التامة للدخول المدرسي المقبل، وإنهاء ما تبقى من العمليات التحضيرية، من بينها التأطير الإداري والبيداغوجي وتوفير التجهيزات والهياكل، وكذا الحرص على تنفيذ برنامج الدعم الموجه للتلاميذ المعوزين.
وحصر من جهته الناطق باسم النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية جهيد حيرش، نجاح الدخول المدرسي في إنجاز ثلاثة ملفات هامة، وهي توفير المرافق اللازمة لاستقبال التلاميذ، والعدد الكافي من الأساتذة، فضلا عن العمليات التضامنية، من بينها منحة التمدرس، مؤكدا بأن النقابة أصرت على تجسيد هذه المحاور في ندوة وطنية عقدت مؤخرا.
ويعتقد المتدخل بأن هناك تفاوت ما بين المدارس الابتدائية من حيث توفير الوسائل والإمكانيات، مشددا على ضرورة إعطاء أهمية خاصة لتوفير الفضاءات الرياضية لفائدة المدارس الابتدائية قبيل الدخول المدرسي، لأن الكثير من الساحات المتواجدة بهذه المؤسسات ليست وظيفية ويصعب استغلالها في إنجاز مادة التربية الرياضية التي تم إدراجها في هذا الطور التعليمي.
كما تعد الدورة التكوينية الخاصة بأساتذة اللغة الإنجليزية والتربية الرياضية الجدد من الترتيبات الأخيرة التي سيتم إنهاؤها قبل 15 سبتمبر المقبل، على أن تتواصل العملية التكوينية خلال العام الدراسي في إطار المرافقة التي يضمنها مفتشو المادة، تجسيدا لبرنامج الوزارة. لطيفة بلحاج