ثمّن خبراء ، أمس، النشاط الدبلوماسي للجزائر من أجل تغليب الحل السياسي للأزمة في النيجر، وأوضحوا أن الحل السلمي لهذه الأزمة، ممكن جدا و أن التدخل العسكري، لا يمكن أن يحل هذه المشكلة، بل يزيدها تعقيدا واعتبروا أن التحرك الجزائري، أجهض المؤامرات الخبيثة التي كانت تترصد بالمنطقة.
وقال أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة ورقلة الدكتور مبروك كاهي في تصريح للنصر، أمس، إن الجزائر بقيت تؤمن إلى غاية اللحظة، أن الحل السلمي لأزمة النيجر وجميع أزمات الساحل، ممكن جدا وأن التدخل العسكري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحل هذه المشكلة بل يزيدها تعقيدا.
وأضاف أن تحرك الجزائر في الفترة الأخيرة، كان نابعا من مبادئ دبلوماسيتها السامية المنبثقة عن قيم الثورة المجيدة بضرورة حل جميع النزاعات والخلافات بالطرق السلمية وتقريب وجهات النظر بين جميع الفرقاء، لافتا إلى أن التحرك الجزائري، أجهض جميع المؤامرات الخبيثة التي كانت تترصد بالمنطقة.
كما اعتبر الدكتور مبروك كاهي، أن التدخل الجزائري كان على مستويين، حيث أجرى وزير الخارجية أحمد عطاف زيارات إلى عدد من دول» إيكواس» ويتعلق الأمر بكل من نيجيريا والبنين وغانا، كما قام أيضا الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، لوناس مقرمان، بزيارة إلى النيجر.
وفي هذا الإطار ، نوه أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية، بالنشاط الدبلوماسي المكثف الذي قامت به الجزائر ، لتغليب الحل السياسي وبلورة حل سلمي لأزمة النيجر، وأضاف أن المبادرة الجزائرية تلقى الدعم وتهدف إلى إيجاد حلول سلمية والحفاظ على مقدرات الشعب النيجري، لافتا في هذا الصدد إلى دعم إيطاليا لمبادرة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الرامية لتغليب منطق الحل السياسي للأزمة في النيجر.
واعتبر الدكتور مبروك كاهي، أن أزمة الساحل الإفريقي، لن تكون أزمة إقليمية، تمس منطقة غرب إفريقيا وشمال إفريقيا، بل لها تداعيات على الأمن المتوسطي والضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.
من جانبه، أوضح أستاذ القانون الدولي العام بكلية الحقوق بجامعة الجزائر 1 البروفيسور العايب علاوة، في تصريح للنصر، أمس، أن الجزائر معنية بالدرجة الأولى وبصفة مباشرة واستراتيجية ، بما سيقع في النيجر، نظرا لأن لها حدودا مشتركة مع دولة النيجر بحوالي ألف كيلومتر وكونه أيضا بلدا صديقا، لافتا إلى أن الجزائر ضد استعمال القوة أو التهديد بها و هذا من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها هيئة الأمم المتحدة بالإضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية و استبعاد القوة ومن هذا المنطلق -كما أضاف-، قامت الجزائر بمساعي دبلوماسية، أين أجرى وزير الخارجية أحمد عطاف بتكليف من رئيس الجمهورية، زيارات إلى 3 دول من مجموعة «إيكواس» وهي نيجيريا وغانا والبنين .
وأكد البروفيسور العايب علاوة، أنه لابد أن يكون للجزائر كلمة ورأي مرجح في حل النزاعات في الدول المجاورة للجزائر ومنها النيجر ، منوها بالعقيدة الدبلوماسية للجزائر والتي تستبعد دائما الحلول العسكرية.
وأكد في هذا الإطار أن المقاربات الأمنية والعسكرية لا تحل النزاعات أبدا، بل تبقى كبؤرة توتر مفتوحة وخطيرة على كل الدول وخاصة الدول المعنية والدول المجاورة مباشرة.وأضاف أن ما قامت به الجزائر وما تهدف إليه هو في مصلحة إفريقيا، لأن من مصلحة القارة الإفريقية أن يحل النزاع في النيجر، إفريقيا ولكن بطريقة سلمية وليس بمقاربة عسكرية، وقال إن الذين يراهنون على الحل العسكري، هم مخطئون و ربما قدموا مصالحهم الفردية قبل مصالح المجتمع الدولي وقبل مصالح الدول المعنية مباشرة. مراد - ح