دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، يوم أمس، إلى الترويج على نطاق أوسع لنتائج البحث العلمي، من أجل تثمينها وتسويقها، مشددا على ضرورة تصدير المواد الابتكارية الجزائرية إلى الخارج، و تقديم عروض الخدمات للمتعاملين الأجانب سيما في مجال المعايرة والتقييس بعد أن أصبحت الجزائر من البلدان الرائدة في هذا المجال في القارة الإفريقية.
و خلال زيارته التفقدية لمركز البحث في تطوير الطاقات المتجددة المتواجد، ببوزريعة في أعالي العاصمة، والمتخصص في ابتكار وتقوية إنتاج الكهرباء بالطرق غير التقليدية، شدد بداري على أهمية تثمين البحث العلمي والابتكار ودوره في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية وتوفير مناصب الشغل، عبر تسويق الانجازات للمؤسسات الاقتصادية التي تهتم بإنتاج الكهرباء بالطرق غير التقليدية، على غرار استعمال الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة.
وأكد الوزير على هامش ذات الزيارة الرامية لتقييم قدرات مركز تطوير الطاقات المتجددة ببوزريعة من التمكين من ابتكار القطيعة المتمثل في الثنائي الهيدروجين والطاقات المتجددة من إنتاج الكهرباء عوض الطرق الكلاسيكية، على ضرورة تشجيع براءات الاختراع في هذا المجال، باعتبارها تمثل خطوة أولى وضرورية لتسويق المنتوج، وأكد بالمناسبة على أهمية رفع عدد براءات الاختراع التي يصدرها المركز، بما يتلاءم مع قدراته، داعيا إلى ضرورة رفعها في غضون سنة 2025 إلى 1000 براءة اختراع، على أن تكون 35 من المائة منها دولية.
وفي هذا السياق سجل وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال استماعه إلى عرض حول حصيلة نشاطات المركز في مستهل زيارته، مشيرا أن العدد الحالي المقدر بـ 13 براءة اختراع لا يستجيب للإمكانيات البشرية التي يملكها المركز المقدر ب 300 باحث، معتبرا بأن ‹›هذا الرقم ضعيف جدا يجب العمل على رفعه››.
وخلال ذات الزيارة أكد بداري، على أهمية تجسيد تعليمات رئيس الجمهورية، المتمثلة في إنشاء مكاتب دراسات وفروع اقتصادية بالجامعات ومراكز البحث والمساهمة في تحويل المعارف العلمية إلى خدمة التنمية الاقتصادية، مبرزا حرص قطاعه على تعزيز التعاون في مجال البحث مع الشركاء الاقتصاديين ومختلف القطاعات المعنية بتطوير ميادين الطاقات المتجددة والانتقال الطاقوي وتوسيع مجالات استخداماتها.
وتوقف الوزير مطولا عند كل نماذج الاختراعات التي تم ابتكارها بالمركز المتخصص في تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية، مبرزا أهمية تحويل مثل هذا المركز وكذا مخبر قياس أجهزة الإشعاع الشمسي إلى فروع اقتصادية تجسيدا لتعليمة الرئيس.
وبعد أن أكد على أهمية الترويج على نطاق واسع داخليا وخارجيا لنتائج البحث العلمي ومختلف الابتكارات المحققة في مراكز البحث التابعة لقطاعه، أشار ممثل الحكومة، إلى أنه سيتوجه إلى وزارة التجارة وترقية الصادرات للبحث عن الصيغ المثلى للترويج لمخبر تقييس أجهزة الإشعاع الشمسي المعتمد من طرف الهيئة الجزائرية للاعتماد، الذي أشرف على تدشينه خلال الزيارة باعتبار أن هذا المخبر الذي تشتغل به كفاءات جزائرية عالية المستوى هو الثاني من نوعه في القارة الإفريقية.
وقال في هذا الصدد ردا على سؤال للنصر، أنه من بين أهداف التجارة الخارجية الجزائرية تصدير مواد ابتكارية إلى الخارج، لذلك فإن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لن تدخر أي جهد في الدفع نحو تعريف المتعاملين الاقتصاديين الأجانب على غرار الصناعيين والمتعاملين الاقتصاديين المحليين، بالمنتوج الابتكاري الجزائري المطابق للمعايير الدولية، وتقديم عروض خدمات لها، من أجل إبرام اتفاقيات شراكة، وخص بالذكر مخبر قياس أجهزة الإشعاع الشمسي، الذي يعد الأول من نوعه في الجزائر والثاني على المستوى الإفريقي، في مجال قياس الإشعاع الشمسي في التجهيزات الكهروشمسية.
وأبرز في هذا الصدد أهمية توجه فرع البحث والتطوير التكنولوجي لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي لإبرام شراكات مع متعاملين اقتصاديين أجانب من أجل المساهمة في مداخيل البلاد من العملة الصعبة و تحسين الميزان التجاري الجزائري.
ع.أسابع