شهدت ولاية تيزي وزو، ليلة السبت إلى الأحد، اندلاع عدة حرائق كبيرة على مستوى عدة بلديات، أتلفت محاصيل زراعية و مساحات واسعة من الغطاء الغابي، كما تسببت في هلع السكان الذين فروا من منازلهم ليلا، بينما مازالت عملية الإطفاء جارية في بعض القرى، على غرار قرية تلاثة في بلدية إفليسن والقلعة ببلدية آث شافع، فيما لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية.
وحسب ولد محند يوسف مدير محافظة الغابات لولاية تيزي وزو، فقد تم تسجيل ثلاثة حرائق مهمة عبر إقليم الولاية خلال ليلة واحدة، من بينها حريق قرية إحدادن في دائرة معاتقة جنوب الولاية وقد تمكنت مصالح محافظة الغابات وأعوان الحماية المدنية رفقة المواطنين من إخمادها بعد ليلة كاملة من المعاناة، بينما مازال جهاز المراقبة في عين المكان لضمان التدخل في حال نشوب بؤر أخرى.
كما سٌجل حريق كبير ببلدية آث شافع التابعة لدائرة أزفون وتم تجنيد مختلف الإمكانيات البشرية والمادية من أجل إخماده وتقليل حجم الخسائر وتم تدعيم فرق التدخل بالطائرات من الجزائر العاصمة، مشيرا إلى أن الحريق تراجعت حدته ولا يشكل خطرا على السكان.
بينما الحريق الثالث تم تسجيله على مستوى قرى آث لعربي وتيزي الجامع و حي تيكيلسا في بلدية إفرحونان نجم عنه خسائر كبيرة، حيث حاصرت النيران سكنات المواطنين، ما اضطر مصالح البلدية للتدخل من أجل إجلاء العائلات لتفادي المخاطر ورغم عدم تسجيل خسائر في الأرواح، إلا أن الدخان الكثيف تسبب في اختناق عدد من المواطنين، و قد تم مباشرة عملية الإخماد منذ الثانية ليلا ومازالت فرق المراقبة تتواجد في حالة تأهب قصوى، فيما تسبب هبوب رياح ساخنة في عودة نشوب هذه الحرائق رغم إخمادها.
من جهته أفاد رئيس بلدية إفرحونان، غاني أوعيسى، بأنه تم الإبلاغ عن نشوب أول حريق على مستوى تيزي لجامع في حدود الثانية إلا الربع من ليلة السبت إلى الأحد، ثم امتدت إلى القرى الأخرى، مشيرا إلى أن مصالح البلدية كانت أول المتدخلين، ثم التحق المركز المتقدم للحماية المدنية لبلدية إمسوحال، مضيفا أن الرياح القوية زادت في سرعة انتشار الحرائق وقد تم إجلاء أزيد من 500 عائلة حاصرت النيران منازلها، مؤكدا أن تجند مختلف الهيئات إلى جانب المواطنين، سمح بالتحكم في الوضع وجنّب حدوث خسائر في الأرواح.
وحسب بيان لمديرية الحماية المدنية لولاية تيزي وزو، فقد تم إخلاء المنازل المهددة بالحرائق من المواطنين وتم تجنيد إمكانيات مادية وبشرية كبيرة لعمليات الإطفاء من بينها موارد مختلف وحدات الحماية المدنية والرتل المتنقل الولائية، كما تمت الاستعانة بالرتل المتنقل للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل للدار البيضاء، بالإضافة إلى الأرتال المتنقلة التابعة لولايتي بومرداس والبليدة ومازالت عمليات الإطفاء متواصلة و تجري في ظروف جوية صعبة للغاية تتسم بالرياح القوية، حسب ذات البيان.
سامية إخليف
