تجاوزت حصيلة شهداء العدوان الصهيوني على غزة عتبة 9500 وأزيد من 26 ألف جريح، مع تواصل جرائم الإبادة في حق المدنيين وجرائم الحرب، ونقص حاد في المياه والوقود والأدوية، فيما تكافح الأطقم الطبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي المقابل تواصل المقاومة توجيه ضرباتها لجيش الاحتلال ومستوطناته، مع تسجيل تزايد عدد الدول التي تسحب سفراءها من الكيان احتجاجا على همجيته تجاه المدنيين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء أمس السبت عن ارتقاء 9572 شهيدا 70 بالمئة منهم أطفال ونساء في العدوان الصهيوني على غزة المتواصل لليوم 29 على التوالي، إلى جانب إحصاء أزيد من 26 ألف جريح، وأزيد من 1500 مفقود تحت ركام المنازل التي سوتها آلة التدمير الصهيونية أرضا، حيث تجاوز عدد المباني المهدمة خلال العدوان 120 ألفا، بحسب الاحصاءات الأولية.
ولم يتوقف الطيران الحربي الصهيوني في استهداف المدنيين والأطفال والنساء، حيث قام أمس بقصف عدد من المنازل ما تسبب في مجازر بحق 1006 عائلات لحد مساء أمس، قالت السلطات أنه تم محوهم نهائيا من سجلات الحالة المدنية، كما طال القصف أيضا عددا من المدارس التي تأوي النازحين ومراكز إيواء أممية، ما تسبب في ارتقاء أعداد جديدة من الشهداء، فضلا على قصف مخابز كانت تمد العائلات والأطفال بالخبز في عدد من الأحياء، كما قامت قوات الاحتلال الجوية بتدمير الألواح الشمسية التي تستغلها إحدى المخابز في تشغيل الفرن، ما أدى إلى توقفه نهائيا عن العمل.
زيادة على ذلك فقد واصلت وزارة الصحة الفلسطينية دق ناقوس الخطر، جراء نفاد الوقود بعدد من المستشفيات على غرار مستشفى مكافحة السرطان حيث يحدق الخطر بعدد كبير من الأطفال الذين يعانون في ظل استمرار العدوان، حيث حذر الأطباء من إمكانية الإعلان عن عدد كبير من الشهداء بعد توقف المولدات التي تضمن التيار الكهربائي للأقسام الحيوية، عدى تسجيل هبوط المخزونات الإستراتيجية من الأدوية إلى مستويات جد مقلقة، مطالبين بمدهم بما يحتاجونه في أسرع وقت ممكن.
كما استمر القصف المدفعي والجوي على قطاع دون انقطاع، بحسب ما تنقله كل وسائل الإعلام الموجودة في القطاع المحاصر، مع تواصل استهداف المدنيين والأطقم الطبية والعاملين في منظمات الإغاثة، والصحافيين، بشكل ممنهج.
وعلى الرغم من القصف الهمجي المتواصل، لم يتمكن جيش الاحتلال من وقف بطولات المقاومين من مختلف الفصائل، حيث يبدو أن مقاتلي القسام والجهاد الاسلامي وباقي المقاومين لا زالوا يتحكمون في الجانب الميداني بشكل كبير سيما من خلال الصد البطولي لمحاولات التوغل الفاشلة لآليات الصهاينة عبر محاور مختلفة من القطاع، حيث لم تفلح استراتيجية جيش الاحتلال في فصل غزة إلى أقسام، حيث يواصل مجاهدو المقاومة في الالتفاف حول القوات عبر شبكة الأنفاق المعقدة وتوجيه ضربات قاتلة تسببت في تدمير دبابتين وجرافة عسكرية يوم أمس، مع اعتراف العدو الصهيوني بسقوط 4 قتلى في صفوف جيشه.
أما دبلوماسيا فقد واصلت دول احتجاجها على الكيان، فقد أعلنت هندوراس أمس استدعاء سفيرها احتجاجا على المجازر التي ترتكب في حق المدنيين، وذلك عقب حركة مماثلة قامت بها عديد الدول خلال الأيام الماضية، في حين يواصل الملايين عبر العالم مسيراتهم الحاشدة للمطالبة بوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين الاسرائليين عن جرائم الحرب التي ارتكبوها.
ولم يختلف الوضع كثيرا داخل فلسطين المحتلة حيث يواصل المستوطنون مطالبتهم بمحاسبة رئيس وزرائهم والمسؤولين العسكريين بسبب الاخفاق الكبير والفشل في استعادة زمام الأمور، مع تشكيكهم في قدرة جيشهم على ضمان أمنهم مستقبلا ضد ضربات القسام ومختلف الفصائل الفلسطينية الأخرى.
عبد الله.ب