يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الهمجي على قطاع غزة، حيث تعدى كل الحدود، ضاربا عرض الحائط كل المواثيق والأعراف و الاتفاقيات الدولية بارتكاب مجازر كبرى في حق المدنيين، مع الاستمرار في جرائم الحرب و استهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف و الطواقم الطبية ومدارس الأونروا والاعتداء على الصحفيين.
تجاوز الكيان الصهيوني المتغطرس كل الخطوط الحمراء في غزة، حيث ارتكب في الساعات الماضية، عدة مجاز كبرى راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء والجرحى و قد استمرت آلة الدمار الصهيونية في الاعتداء على المستشفيات من خلال غارات مروعة تسببت في مشاهد مأساوية لا مثيل لها وغير مسبوقة في التاريخ، وهي الصور التي شاهدها العالم في الساعات الأخيرة من دون تحرك حقيقي لوقف هذا العدوان . وفي ظل الصمت والتواطؤ الغربي، كثف الاحتلال الصهيوني الذي وصل إلى قمة الهمجية والجنون، من جرائمه الوحشية غير المسبوقة، حيث استهدفت الغارات قوافل سيارات الإسعاف التي تحمل الجرحى، بالإضافة إلى قصف مدارس الأونروا و استهداف النازحين في المدارس، حيث قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الفاخورة التي تأوي آلاف النازحين في مخيم جباليا، وواصل استهداف المدنيين والسكان في القطاع على مدى الأيام الماضية، في وقت تفاقمت فيه أوضاع ومعاناة السكان مع مرور الوقت، على وقع الغارات والقصف المتواصل ونفاد المؤونة وانقطاع الكهرباء. و الواقع أن الكيان الذي تلقى ضربة استراتيجية، وصفعة مدوية على يد المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي، من خلال عملية «طوفان الأقصى»، قد فقد توازنه، حيث أنه لا يزال تحت الصدمة، خصوصا بعد الفشل الكبير الذي لحق به على جميع المستويات، مع ارتفاع الأصوات المنددة بالحرب والإبادة التي يمارسها في غزة وفي هذا الإطار تتواصل المظاهرات المنددة بالعدوان الصهيوني الغاشم في مختلف العواصم العالمية.
من جانب آخر واصل الكيان محاولاته للتعتيم على الحقائق وتغييب الوقائع في الميدان، من خلال استهداف الطواقم الصحفية، ما خلف استشهاد العشرات من الإعلاميين، في وقت يبقى الصحفيون في دائرة الاستهداف المباشر والعدوان الممنهج والمبرمج ، لكن الصورة بقيت واضحة حول حقيقة تطورات الوضع في القطاع و ظلت بارزة وواضحة للعيان ، حيث واصلت الأطقم الصحفية في غزة عملها رغم التهديدات، بالموازاة مع العمل الهام الجاري عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكشف مجريات الأمور ووضع الكيان في الزاوية أمام شعوب العالم. وأمام هذا الفشل غير المسبوق للكيان وفي ظل عدم تحقيق أي نتائج عسكرية على الأرض قصد تسويقها ومحاولة ترميم الهزيمة التاريخية التي لحقته من قبل المقاومة، لم تعد هناك في جعبته إلا خيار حرب الإبادة و محاولة التهجير القسري للسكان، في تحدي صارخ لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، في مقابل إصرار السكان على البقاء على أرضهم وقد كشفت الممارسات الصهيونية هذه، حقيقة الكيان والذي أصبح فوق القانون الدولي ،خصوصا وأنه تشجع في عدوانه السافر بعد تلقيه الضوء الأخضر من القوى الكبرى و فشل مجلس الأمن في إقرار وقف إطلاق النار وتحقيق هدنة إنسانية إلى غاية اليوم.
و مع تواصل العدوان، يبقى الوضع الإنساني كارثيا في القطاع، مع استمرار الحصار المتواصل منذ سنوات ، مع شح المساعدات والمؤن ومنع إدخال الوقود، مما زاد من خطورة ومآلات الأوضاع والتي تنذر بكارثة صحية وإنسانية وشيكة وبالأخص مع خروج عدد من المستشفيات عن الخدمة وبقاء العديد من الشهداء، تحت الأنقاض لعدة أيام وانعدام المياه الصالحة للشرب، ما يهدد بظهور الأوبئة والأمراض مع مرور الوقت، في ظل انهيار المنظومة الصحية. مراد -ح