كثف جيش الاحتلال الصهيوني من عمليات القصف الهمجي على قطاع غزة خلال 24 ساعة الأخيرة، مواصلا بذلك ارتكاب مزيد من المجازر في حق المدنيين خاصة النساء والأطفال، وكشفت وكالة الأنباء الفلسطينية أمس الاثنين عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 10165 شهيدا ونحو 27 ألف جريح، وتحدثت عن ارتفاع الشهداء في غزة منذ بداية العدوان إلى 10010 شهيد وأكثر من 25 ألف جريح، كما ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 115 شهيدا و2250 جريح، وأشارت إلى أن 70 بالمائة من الضحايا هم من النساء والأطفال والمسنين.
من جانب آخر ردت أمس حركة المقاومة الإسلامية حماس على إدعاءات الاحتلال الصهيوني التي ادعى فيها أن المقاومة تتخذ من المستشفيات مواقعا لإطلاق الصواريخ وبنت تحتها أنفاقا، وجاء في تقرير للمكتب الإعلامي لحركة حماس أمس الاثنين بأن تصريحات الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الصهيوني في مؤتمره الصحفي مساء أول أمس الأحد الذي جاء فيه أن حماس بنت تحت مستشفى حمد والإندونيسي أنفاقا وأنها تستخدمها ساترا لإطلاق الصواريخ، مجرد كذب وفبركات إعلامية وإدعاءات مفضوحة، وقالت حماس بأن هذه الإدعاءات تهدف إلى تبرير استهداف الاحتلال للمستشفى الإندونيسي والمستشفى القطري شمال قطاع غزة، وتمهيدا لاستهداف باقي المستشفيات، كما فند رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة إدعاءات الاحتلال الصهيوني، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إرسال لجنة دولية لزيارة المستشفيات في غزة للوقوف على كذب رواية المحتل بوجود أنفاق تحت المستشفيات تستخدمها المقاومة، وأوضح نفس المصدر أن ما ادعاه الاحتلال بوجود نفق في المستشفى الإندونيسي، ما هي في الحقيقة إلا مخزن وقود للمستشفى والخرائط الهندسية والصور تثبت ذلك، كما أوضح نفس المتحدث بأن زعم الاحتلال بوجود نفق في مستشفى حمد، إنما هو غرفة أسفل المستشفى للمضخات، إلى جانب وجود مدخنة للتهوية بجانب الغرفة، كما أن مخططات المستشفى تكذب ذلك.
وفي السياق تحدث المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن استهداف الاحتلال لأكثر من 100 مستشفى ومركز طبي، كما ارتكب مجزرة في مستشفى المعمداني، وأمام بوابة مستشفى الشفاء، وفي نفس الوقت يستهدف الاحتلال بشكل دائم محيط المستشفيات وأجزاء منها، وأضافت الحركة بأن استهداف المرافق الصحية من طرف الاحتلال الصهيوني سياسة احتلالية مقصودة، كما أشارت إلى أن إدعاء الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال بأن حماس تسرق وقود المستشفيات ليس إلا محض افتراء كذبته وكالة الأونروا.
وفي الإطار ذاته أشار بيان المكتب الإعلامي لحماس بغزة إلى أن الاحتلال بدأ في استهداف فعلي للمستشفيات، واستهدف أول أمس مستشفى النصر للأطفال، وذلك بهدف الضغط على سكان غزة ودفعهم إلى الهجرة عن أرضهم، ودعت حماس المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل الفوري لوقف هذه الجرائم.
على صعيد آخر كثف جيش الاحتلال الصهيوني من عمليات القصف على سكان غزة ليلة أول أمس وأمس خاصة شمال غرب وجنوب غرب مدينة غزة، وفي عموم قطاع غزة، وكانت ليلة أول أمس هي الأعنف والأقسى على سكان غزة منذ بداية هذه الحرب الإجرامية، كما عمل الاحتلال الصهيوني على فرض حصار على مدينة غزة وترويع المواطنين، وفي نفس الوقت استمر في استهداف المدارس وأماكن النزوح بهدف دفع المواطنين للرحيل عن المدينة تحت وطأة الإبادة الجماعية، وذلك عبر القصف الإجرامي الكثيف، وتحدث المكتب الإعلامي لحماس بغزة عن قصف خزانات المياه، وتجويع ومنع دخول المساعدات، إلى جانب استهداف المستشفيات والمرافق المدنية، كما استمر الاحتلال الصهيوني في ارتكاب مجازر وحشية ومسح مربعات كاملة، وكان آخرها مجازر الشجاعية وجباليا والزوايدة ودير البلح، كما لم تسلم من القصف حتى المناطق التي دعا المحتل السكان للتوجه إليها، وأكدت حماس على ضرورة أن يلقى هذا القصف الهمجي والوحشي إدانة دولية، وخطوات لتقديم المسؤولين عنه للمحاسبة والمحاكم الدولية، وأشارت إلى أن كل التصريحات الصهيونية الوقحة التي ترافق هذه المجازر تثبت الانتهاكات الواسعة للقانون الدولي والإنساني.
من جهة أخرى تحدث المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية بالقطاع، وأشار بيان الحركة إلى استخدام المواطنين لمياه البحر المالحة للاستحمام والتنظيف بعد انقطاع مياه الشرب بشكل كامل، وتحدث نفس المصدر عن استهداف المواطنين الذين يقصدون الشواطئ للحصول على مياه الشرب بالزوارق البحرية، وسقط عدد من الشهداء والجرحى، كما تحدث البيان ذاته عن تفاقم الحالة الصحية وبروز حالات وبائية نتيجة نقص المياه وتراجع النظافة وتوقف الخدمات المدنية من بلديات ومؤسسات، ووصول قطاع غزة إلى درجة الكارثة الحقيقية، ودعت حماس الأونروا إلى تحمل مسؤوليتها تجاه النازحين واللاجئين الذين يعيشون أوضاعا مأساوية في مراكز النزوح .
من جانب آخر دعت حماس الدول العربية إلى اتخاذ خطوات حقيقية لردع العدوان وداعميه، وفرض فتح المعبر وكسر الآلية الحالية الزائفة والمضللة لإدخال المساعدات.
وبخصوص المعركة العسكرية أوضح بيان مكتب الإعلام لحركة حماس بأن كتائب القسام تسيطر على مجريات المعركة وإدارتها باقتدار وذكاء، وأشارت إلى أن جميع الجبهات التي يتم فيها تفعيل مقاومة مدروسة توقع أكبر الخسائر في صفوف الاحتلال، كما تستمر في نفس الوقت في قصف العمق الصهيوني بالصواريخ، وتحدث نفس المصدر عن تدمير عدد من الآليات العسكرية المتوغلة في قطاع غزة، وسقوط عدد من جنود الصهاينة بين قتيل وجريح.
نورالدين ع