أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أول أمس الخميس، أن المواقف الثابتة والراسخة للأمة الجزائرية قيادة وشعبا، لا محالة سيسجلها التاريخ في مناصرتها للقضايا العادلة في العالم انطلاقا من القيم والمبادئ التي أرستها ثورة أول نوفمبر 1954، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري هو من أكثر الشعوب التحررية في العالم لأنه عانى من ويلات الاستدمار الفرنسي وعانى من ويلات الحرب بكل أشكالها .
وقال وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة في كلمته التي ألقاها خلال إشرافه على فعاليات الندوة التاريخية التي نظمتها الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني بمقرها بوهران تحت شعار" تضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته" وبمناسبة إحياء الذكرى 65 لأول نوفمبر 54، إن دعم الجزائر الثابت لقضية العرب المركزية، هو أمر نابع من قناعة الشعب الجزائري وقيادته الحكيمة للانتصار للحق المشروع الذي لا يسقط بالتقادم ولا تغيره المصالح والتحالفات الفردية، وقد أثبت التاريخ دوما أن مقاربات الجزائر ومواقفها هي الأكثر صدقا وتصالحا مع تاريخ الإنسانية.
ووصف الوزير الارتباط الوجداني للشعب الجزائري بالقضية الفلسطينية بأنه ارتباط دم وتاريخ و جغرافية وحاضر ومستقبل، فالجزائر لا تكتب تاريخها بمعزل عن تاريخ فلسطين، والشعب الجزائري أكثر الشعوب في العالم إدراكا لمعاني الاستدمار انطلاقا من تجربته طيلة 132 سنة من الظلم والطغيان الذي لا يختلف في عدوانه عن الاستيطان والتهجير والإبادة الجماعية التي تحدث اليوم للشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 سنة، مردفا أن أبناء الجزائر لم يفوتوا عبر التاريخ أي فرصة للذود بدمائهم وأموالهم عن أولى القبلتين وثالث الحرمين، ولا عجب –يضيف- أن يتأسى الشعب الفلسطيني ويقتدي بثورة أول نوفمبر "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، وأنه لا يمكن لأهل الحق أبدا أن يكونوا ظالمين، مستشهدا بمقولة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والتي قال عنها ربيقة أن التاريخ سيخلدها "الفلسطنيون ليسوا إرهابيين بل يدافعون عن أرضهم وحقوقهم المشروعة"، وكذا بما جاء في خطاب الرئيس أثناء افتتاح السنة القضائية "إنني أناشد أحرار العالم والخبراء القانونيين العرب والهيئات والمنظمات الحقوقية لرفع دعوى قضائية أمام محكمة الجنايات الدولية والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان ضد الكيان الصهيوني، وهو السبيل الوحيد لإنهاء عقود من الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطنيين".
وأضاف ربيقة أن الجزائر لن تهادن في المحافل الدولية في دفاعها عن القضية الفلسطينية، وستظل شعبا وحكومة وقيادة وفية للقضية وحاضنة للأشقاء الفلسطنيين في السراء والضراء، وأن القضية الفلسطينية كشفت وعرت إدعاءات بعض المجتمعات الدولية التي طالما رافعت لحقوق الإنسان، وما يجري في غزة قد كشف الغطاء عن تلك الوجوه التي لم تكن صادقة، منوها أن التاريخ سيؤكد مرة أخرى أن الجزائريين صادقين في أقوالهم وأفعالهم تجاه القضية الفلسطينية، وفي ظل سياسة اللاتوازي وبسط مظالم العولمة الجائرة للمخططات الجيواستراتيجية والتجاذبات السياسية وخلط المفاهيم، ظلت الجزائر وستبقى تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية وهذا ما أفصح عنه رئيس الجمهورية في كل رسائله وخطاباته في المحافل الوطنية والدولية، وهذا ما رسخته المبادئ الأساسية لثورة التحرير الوطنية وندائها الخالد بيان أول نوفمبر مثلما أفاد الوزير.
من جهته أدان رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني حي عبد النبي، الأعمال الإجرامية والهمجية و اللاإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني عامة وسكان غزة خاصة، داعيا لوقف إطلاق النار و لقطع العلاقات مع الكيان ووقف التطبيع، مشيدا بموقف الجزائر المشرف من القضية الفلسطينية معتبرا أنه موقف ينسجم مع التاريخ الجزائري الحافل بمساندة القضايا العادلة و مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها و السيادة على أرضها.
خيرة بن ودان