أبرز أمس الثلاثاء، أكاديميون خلال ملتقى دولي بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، تطلعات الجزائر ورغبتها في مواكبة التطورات التكنولوجية في مجال الإعلام والاتصال ومعاصرة التحولات على مستوى العالم، من خلال المشروع الهام للمدينة الإعلامية و كذا القوانين التي تم سنها مؤخرا لتأطير مجال الإعلام، معتبرين أنّ التوجه نحو الميديا الجديدة واستغلال التكنولوجيا ضرورة حتمية لحماية الهوية وسيادة الدولة من خطر الإعلام الوافد.
وذكر البروفيسور بكلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري بجامعة قسنطينة 3 الطاهر جغيم، أنّ هناك تطلعات ورغبة تقودها السلطات وكذا العاملين في مجال الإعلام والاتصال بصفة عامة، لمعاصرة التطورات والتحولات التكنولوجية الحاصلة في القطاع عبر العالم، مضيفا أنّ عديد المؤشرات الدالة على ذلك، تتمثّل في مشروع المدينة الإعلامية الجديدة المعلن عنه في وقت سابق، وذلك على منوال ما هو موجود في بعض الدول الخليجية، على اعتبار أنّ تطوير القطاع يمرّ عبر استحداث مؤسسات بمواصفات معيّنة وتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى التكوين البشري من خلال التخصصات الإعلامية في الجامعات والمدارس العليا المتخصصة، أو المبادرة بالتكوين الذاتي على الحساب الخاص للمهتمين بالمجال، وهذا دليل على الرغبة في إثبات الوجود.
كما لفت أستاذ التعليم العالي، إلى المؤشر المتعلّق بالتحلي بمواصفات الصحفي المحترف والجائزة التي تقدّم كل سنة في هذا الإطار، بحيث اعتبرها عاملا خلاقا للدافعية لدى المشتغلين في حقل الإعلام والاتصال، زيادة على وجود قابلية واعتراف بضرورة التحوّل والرّقي بالعمل الإعلامي لدى الإدارة والسلطات، عبر إدراك العديد من المسائل التي تحتاج إلى مواكبة في الإعلام، باعتباره عاملا من عوامل التنمية، يتّضح ذلك من خلال سن مؤخرا القوانين الجديدة الخاصة بضبط ميدان الإعلام والاتصال، وبالتالي يقول الأستاذ جغيم، إنّ هناك إشارات عملية تمهّد لمستقبل إعلامي يتناسب كذلك مع المواطن الجزائري الذي تستهويه الميديا الجديدة.
وأوضح محدّثنا أنّ مواكبة الميديا الجديدة والتطورات التكنولوجية في مجال الإعلام من بينها الذكاء الاصطناعي، ضرورة حتمية للحفاظ على سيادة الدولة وحماية الهوية ضد خطر الإعلام الوافد غير البريء والمسموم، الذي يضعف من تماسك المجتمعات وتشويه المفاهيم، كما أنّ الإعلام الجديد يعدّ مطلبا اجتماعيا واقتصاديا لتلبية حاجيات الجمهور، فضلا عن أنه أساس لتسويق القرار السياسي، وهو ما تعمل به كبرى الدول.
من جهة أخرى، تم تدشين أستوديو السمعي البصري بكلية علوم الإعلام والاتصال، الذي ذكر بخصوصه عميد الكلية الدكتور محمد فوزي كنازة، أنّه أستوديو بيداغوجي جاء بتدعيم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبرعاية من مدير الجامعة رياض حمدوش، ويتضمن أحدث التجهيزات الصوتية والمرئية، حيث يتوفّر على ثلاثة بلاطوهات، على غرار واحد لتسيير الحصص وآخر لتقديم نشرات الأخبار، كما أضاف المتحدّث أنّ هذا الصرح سيتاح لكافة طلبة الكلية بمختلف الأطوار والمقدّر عددهم بحوالي 1526 طالبا لتجسيد أعمالهم البيداغوجية ضمن أطر تنظيمية، وكذا السعي من خلاله إلى الانفتاح على المحيط الخارجي والسوسيو ثقافي، فضلا عن تسخيره لتجسيد الفعاليات التي تنظمها الوزارة أو الجامعة، مشيرا إلى الاستعانة بشركاء وصفهم بالطبيعيين ممثلين في إعلاميين من مختلف الوسائل الإعلامية العمومية لتأطير الطلبة.
وعرف الملتقى الذي تمتد أشغاله إلى غاية اليوم، مشاركة واسعة لباحثين من داخل الوطن وخارجه على غرار الأردن وتونس ولبنان، حيث قال بخصوصه رئيسه الدكتور محمد مساهل، أنّه يعالج إشكالية راهنة لاقت اهتمام الباحثين، تتعلّق باندماج وسائل الإعلام الكلاسيكية مع الفضاءات الرقمية، مضيفا أنّ الملتقى سعى لتسليط الضوء على المفاهيم المستجدة في مجال الإعلام والاتصال بالأخص ما تعلّق بالميديا الجديدة، ويعالج الأطر القانونية التي تنظم المجال، كما تم إثراء النقاش بين مجموعة من المهنيين عبر طاولة مستديرة، تم من خلالها بحث إشكالية استخدامات الميديا الجديدة في قطاع الإعلام الواقع والرهانات، فضلا عن ضبط وقبول 80 مداخلة من أصل 400 تم التقدّم بها للقائمين على الملتقى، وتخلّل كذلك برنامج الملتقى مجموعة من الورشات التدريبية لفائدة 120 طالبا في عدّة مجالات إعلامية. إسلام. ق