أعرب عدد من الخبراء والكفاءات الجزائرية المتخصصة في مجال الطاقات البديلة بالخارج، استعدادها لمرافقة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة، وتطوير هذه المنظومة، من أجل تحقيق انتقال طاقوي فعال وسلس، مؤكدين بأن الجزائر تتوفر على قدرات كبيرة في مجال الطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.
وأكد البروفيسور نوار ثابت عميد كلية العلوم بجامعة الشارقة، خلال تدخله في أشغال الورشة الدولية الأولى حول الطاقات المتجددة، تحت عنوان «إدماج الطاقة الشمسية في الشبكة وتطوير الهيدروجين الأخضر في الجزائر: آفاق وتحديات»التي نظمها النادي الجزائري للتميز والكفاءات العالية، في عين البنيان بالجزائر العاصمة، استعداد الخبراء والكفاءات الجزائرية لمرافقة تنفيذ خطة الطريق التي أعدتها الجزائر، في مجال الانتقال الطاقوي، لاسيما في مجال بناء القدرات والتدريب والتكوين إلى جانب دعم جهود البحث العلمي والابتكار في هذا المجال.
وفي سياق ذي صلة، دعا السيد ثابت إلى تدارك النقائص والتأخيرات المسجلة بخصوص تطوير مشاريع في هذا القطاع خاصة وأن الجزائر تمتلك القدرة على إنتاج خلايا الطاقة الشمسية والمعدات الخاصة بهذا القطاع منذ عدة سنوات، داعيا المتعاملين الوطنيين إلى التعاون مع الأوروبيين، كونهم شركاء للجزائر في مجال الطاقة، من أجل الحصول على التكنولوجيات الضرورية لتطوير الهيدروجين الأخضر في الجزائر.
وخلال ذات الندوة التي سمحت بمناقشة آخر التطورات في مجال استعمال الطاقات البديلة والطاقات النظيفة على نطاق واسع، أبرز الخبير في الانتقال الطاقوي وتكنولوجيات الطاقة بألمانيا ، محمد غازلي، ضرورة تهيئة الخصائص التقنية لإنجاح مشروعات إنتاج الطاقات البديلة في الجزائر، مؤكدا استعداد الكفاءات الجزائرية لمرافقة جهود الحكومة في تحقيق الأمن الطاقوي كخيار إستراتيجي، مبرزا بأن نجاح عملية إدماج الطاقات المتجددة ضمن الشبكة الوطنية للطاقة يتطلب تكنولوجيات خاصة من شأنها ضمان استمرارية التزويد.
من جهته أبرز البروفيسور كريم زغيب الأستاذ بجامعة كونكورد بكندا، بأن بلادنا تتوفر على قدرات كبيرة في الطاقة الشمسية والهوائية، تجعلها قادرة على صناعة الفارق في المنطقة، وقال بأنها قادرة على كسب الرهان وتحقيق كل المشاريع المبرمجة من خلال التمويل المشترك بين القطاعين العام والخاص.
من جهته أبرز البروفيسور نور الدين ياسع، محافظ الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية، أهمية إشراك الكفاءات الجزائرية في الخارج في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة تقوم على ثالوث النجاعة والرصانة والتنويع، بجانب الاعتماد على الهيدروجين الأخضر، لتجسيد رهان الوصول إلى توازن بين الطاقات المتجددة ونظيرتها الأحفورية.
وقال إن تحقيق هذه الجهود يتطلب توفير بيئة أعمال جذابة لتطوير منظومة الطاقات المتجددة، وتبادل الخبرات والدراسات والتجارب إلى جانب المرافقة في مجال التدريب والتكوين و بناء القدرات.
و تم التأكيد خلال أشغال اللقاء على أهمية دعم إدماج الطاقات المتجددة ضمن الشبكة الوطنية للطاقة في إطار تطوير القطاع، عن طريق استغلال البنية التحتية المتوفرة.
و أبرز البروفيسور كمال يوسف تومي، من جامعة ماساشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية، دور العنصر البشري في العملية، وخاصة الكفاءات الموجودة على مستوى الجامعات الجزائرية، حيث يرى أن العنصر البشري يلعب دورا بالغ الأهمية، إذ لا يجب التركيز على الجانب التقني فقط، بل يجب كذلك بناء جيل من الشباب يكون على وعي بالتحديات المرتبطة بتطوير قطاع الطاقات البديلة.
وأبرز السيد تومي أنه من الضروري استغلال الفرص التي يتيحها البحث العلمي والابتكار من أجل إنتاج طاقة متجددة يعول عليها كمصدر للتزويد بالطاقة.
من جهته، شدد خبير الطاقة المتجددة، السيد علي شكنان، على أن البنى التحتية الوطنية الخاصة بالطاقة يجب أن توفر حلولا تقنية مطابقة للمعايير الدولية من أجل إدماج الطاقات المتجددة ضمن الشبكة، مبرزا بأن الجزائر تطمح إلى الاستثمار في قطاع الطاقات المتجددة، إذ تمتلك – حسبه - مميزات عديدة سواء في الجنوب الذي يتوفر على موارد هامة في هذا المجال أو عبر شبكة أنابيب نقل الغاز الطبيعي التي يمكن استغلالها كذلك في نقل الهيدروجين الأخضر.
ع.أسابع
