أكّدت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، أمس، توفر مخزون هام من الأدوية لمواجهة موجة محتملة للزكام الموسمي، مطمئنة بأن الكميات الاحتياطية لدى المنتجين والموزعين تكفي لتغطية الطلب المتزايد على مضادات الأنفلونزا، عقب تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة بالفيروس المسبب للمرض خلال التغير المناخي الأخير.
وأوضح عضو النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مراد شابونية في تصريح "للنصر" بأن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، من أجل مضاعفة كميات الإنتاج الخاص بالمضادات الحيوية، سمحت بتحقيق الوفرة والقضاء على النقص الذي كان مطروحا في السابق.
وسجل المتدخل ارتفاعا في مستوى اقتناء الأدوية الموجهة لمعالجة أعراض الزكام الموسمي في الأيام الأخيرة عبر مجمل الصيدليات، مفسرا ذلك بالتدني المحسوس في درجات الحرارة على مجمل مناطق البلاد، وهو العامل الذي ساهم في انتشار حالات الإصابة بالزكام الموسمي.
كما أرجع المصدر توافد عديد المرضى المصابين بالزكام على الصيدليات لصرف الوصفة الطبية، إلى القرار الأخير لوزارة العمل والتشغيل المتعلق برفع سقف التعويضات للوصفة الطبية الواحدة من3 آلاف إلى 5 آلاف دج، الذي حفز المواطنين على التوجه إلى الطبيب للحصول على العلاج المناسب بدل التداوي الذاتي.
وطمأن الناطق باسم نقابة الصيادلة الخواص بشأن استقرار الوضع الوبائي المتعلق بانتشار الفيروس المسبب للزكام الموسمي، قائلا إن الطلب على الأدوية ليس بالحدة التي كانت خلال أزمة كوفيد 19، لأن جل الإصابات اقتصرت على أعراض خفيفة للزكام.
وأضاف المصدر بأن الأثر الإيجابي لرفع سقف التعويضات للوصفة الطبية الواحدة، بدأ يظهر على أرض الميدان، من خلال توجه المواطنين إلى الاستهلاك العقلاني للأدوية، والالتزام بما يصفه الطبيب المعالج من دواء، وقد تجلى ذلك بوضوح خلال تزايد أعداد الإصابة بالزكام الموسمي.
وأكد ممثل نقابة الصيادلة الخواص بالنسبة لندرة الأدوية، بأنها لم تعد مطروحة كما كان عليه الأمر في السابق، موضحا بأن الإشكال كان يخص الأصناف المستوردة التي كانت تعرف بعض التذبذب في التموين، غير أن التدابير الأخيرة لوزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني مكنت من تجاوز مرحلة العجز.
وأضاف من جهته كريم مرغمي أحد الأعضاء القياديين في التنظيم في حديث معه، بأن نجاح حملة التلقيح ضد الزكام الموسمي التي انطلقت بداية شهر نوفمبر الماضي، ساهمت في استقرار الوضع الصحي، بفضل التغطية الصحية التي يوفرها اللقاح طيلة موسم البرد لفائدة الفئات الهشة من مرضى مزمنين وكبار السن، المعنيين بالتلقيح المجاني ضد الأنفلونزا الموسمية.
وأكد المصدر بدوره تمكن الصيدليات من تغطية الطلب المتزايد على الأدوية المعالجة لنزلات البرد، دون تسجيل أي اضطرابات تذكر أو خلل في التموين، سيما وأن الكثير من المصابين يكتفون بتناول مكملات غذائية، ومستخلصات نباتية لتقوية جهاز المناعة وتحفيزه على مقاومة الفيروسات المنتشرة خلال هذه الفترة.
وأوضح السيد مرغمي بأن المخزون الخاص بالأدوية يضم كميات هامة من مضادات الأجسام والمضادات الحيوية، إلى جانب مسكنات الآلام والحمى، مما سيسمح بالتحكم في الوضع الصحي خلال موسم الشتاء، سيما وأن المخزون يتجدد باستمرار، بفضل الجهود المبذولة على مستوى الوحدات الإنتاجية، وكذا الإجراءات التي تقوم بها الوزارة الوصية لسد العجز.
ويشار إلى أن المصنعين يحرصون على توفير مخزون من الأدوية يكفي لمدة 3 أشهر، في حين يسهر الموزعون على أن يغطي مخزون الأدوية لديهم الطلب على هذه المواد لشهرين كاملين، ومدة شهر كامل بالنسبة للصيدليات الخاصة، التي تعمل بدورها على اقتناء كميات احتياطية من الأدوية التي يزداد الطلب عليها.
لطيفة بلحاج