أكد رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ حميد سعدي، أمس، على ضرورة التزام المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية بالحضور المنتظم إلى الأقسام وعدم اللهث وراء الدروس الخصوصية، موضحا بأن ما تبقى من الموسم الدراسي يكفي لتصحيح الاختلالات وتحسين النتائج.
وأفاد المتدخل في تصريح "للنصر" بأن تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة أنجزوا ما يعادل نصف المقرر الدراسي خلال الفصل الأول، وينتظرهم إتمام ما تبقى من دروس في مجمل المواد، وبذل مزيد من الجهود لتحسين الأداء والنتائج، سيما بالنسبة للمقبلين على اجتياز الامتحانات الوطنية.
وحث المصدر الآباء على مرافقة الأبناء، واعتماد نتائج امتحانات الثلاثي الأول كمعيار لتصحيح الاختلالات والنقائص، بدل استعمالها كورقة ضغط، لأن ذلك سيؤدي إلى التأثير سلبا على قدرات التلميذ، بدل تحقيق معدلات أفضل، واغتنام حالة الاستقرار التي يعرفها قطاع التربية الوطنية منذ بداية الموسم الحالي.
وأبدى رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ انزعاجه لتفشي ظاهرة الدروس الخصوصية، مؤكدا تعمد القائمين عليها استقطاب التلاميذ المتمدرسين، وتحفيزهم بطرق غير مباشرة على مغادرة الأقسام، وتجاهل ما يقدمه الأستاذ من معلومات بطرق بيداغوجية، من أجل تلقي دروس خارج أسوار المؤسسة التعليمية، طمعا في تحقيق نتائج جيدة في الامتحانات الرسمية.
وأوضح السيد حميد سعيدي بأن برمجة الدروس الخصوصية من الساعة الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء، يعد وسيلة غير مباشرة للتقليل من شأن المدرسة العمومية، وتقزيم دورها الريادي في تربية النشء وتكوين إطارات المستقبل، في ظل تسابق الأولياء على تسجيل أبنائهم في هذه الدروس اعتقادا بأنها الطريق المؤدي إلى التفوق والنجاح.
واقترح رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ على وزارة التربية الوطنية اتخاذ التدابير التي تراها مناسبة للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية، التي تعد السبب الرئيسي للهجرة الجماعية لتلاميذ البكالوريا من الأقسام، مباشرة بعد استلام الاستدعاءات من قبل إدارة المؤسسة التعليمية.
وحذر السيد سعدي التلاميذ من مغبة المغامرة بمستقبلهم الدراسي، قائلا إن التمادي في الغيابات سيؤدي إلى شطب المعنيين من قائمة المسجلين لاجتياز امتحانات البكالوريا، لأن عدم الحضور إلى القسم لمدة 31 يوما متتابعة يفرض على إدارة المؤسسة اتخاذ التدابير المنصوص عليها قانونا.
كما نبه المتحدث إلى صعوبة إعادة الراسبين في البكالوريا إلى الأقسام في حال كانوا من الطلبة المتغيبين باستمرار خلال الموسم الدراسي، مؤكدا بأن الكثير من الأولياء واجهوا إشكالات مماثلة مع بداية السنة الحالية، مما يفرض على كافة التلاميذ احترام القوانين الداخلية للمؤسسة.
كما شدد رئيس نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة في اتصال معه، على أهمية الفصول الدراسية الثلاثة، مؤكدا بأن معيار النجاح هو ما يتم تحقيقه من نتائج خلال كل ثلاثي، وأن تأجيل المراجعة والمثابرة إلى شهر أفريل المقبل من قبل المترشحين لاجتياز الامتحانات الرسمية، هو مضيعة للوقت وتضييع لفرصة تحقيق النجاح والفوز بالشهادة.
وحذر المتدخل بدوره من الاعتماد على الدروس الخصوصية لأنها لا تقوم على معايير غير بيداغوجية، في حين أن المواضيع المطروحة في الامتحانات الرسمية، تعتمد على مقاييس بيداغوجية محضة، قائلا إن الكثير من التلاميذ يشعرون بالصدمة يوم الامتحان بسبب عجزهم عن التكيف مع نوعية المواضيع، رغم تفانيهم في الإقبال على الدروس الخصوصية خلال السنة.
وتكمن الأهداف المرجوة من المدرسة العمومية وفق المصدر، في تلقين التلاميذ القدرة على التحليل، إلى جانب قياس مستوى التحصيل العلمي والمعرفي بالنسبة لكل تلميذ، بناء على طريقة تركيب الأسئلة الخاصة بالامتحانات الرسمية وكذا الفصلية وفق مقاييس بيداغوجية، من بينها التدرج في صعوبة الأسئلة، مع إدراج الوضعية الإدماجية لقياس الكفاءات العلمية للممتحنين.
وأضاف الأستاذ روينة بأن المثابرة والاجتهاد داخل القسم وحدهما من يضمنان النجاح للتلميذ، وليس حفظ الحلول وتكرار معالجة نفس الأسئلة والمسائل، لأن مواضيع الامتحانات الرسمية مبنية على معايير مخالفة تماما لما هو معتمد في الدروس
الخصوصية. لطيفة بلحاج
