باشرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أمس إجراءات التكفل الفوري بالطلبة الفلسطينيين المقيمين بالجزائر، بعد أن انقطعت الاتصالات مع ذويهم منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تجسيدا لتعليمات أسداها رئيس الجمهورية لوزير القطاع كمال بداري، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير.
وشرعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دراسة وضعية الطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون في الجامعات الجزائرية، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال انعقاد مجلس الوزراء الأخير، الذي أكد فيه على ضرورة التكفل الفوري بالطلبة الفلسطينيين بعد ان انقطعت الاتصالات مع ذويهم في الأراضي المحتلة.
وجاء الإعلان عن قرار التكفل الفوري بالطلبة الفلسطينيين المقيمين بالجزائر على لسان وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، خلال الزيارة التفقدية التي قام بها لمخبر البحث «تميز» بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا باب الزوار بالعاصمة.
وأوضح الوزير بأن هيئته تسعى إلى تطبيق قرار رئيس الجمهورية، الذي أمر بدراسة وضعية الطلبة الفلسطينيين بالجزائر، من أجل التكفل الفوري بهم، سيما وأنهم فقدوا كافة سبل التواصل مع عائلاتهم بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدا بأنه من بين التدابير التي ستتخذ صب منحة هامة للطلبة الفلسطينيين. ولقيت مبادرة رئيس الجمهورية اتجاه الطلبة الفلسطينيين بالجزائر استحسانا كبيرا من قبل سفير دولة فلسطين بالجزائر فايز أبو عطية، الذي ثمن في تصريحات إعلامية له أمس توجيهات الرئيس عبد المجيد تبون، مجددا شكره للمواقف الثابتة للجزائر ودعمها اللا متناهي للقضية الفلسطينية. ويتوزع الطلبة الفلسطينيون على مختلف المؤسسات الجامعية، بموجب المنحة التي تخصصها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سنويا للطلبة القادمين من فلسطين، إذ دأبت الجزائر على معاملة الطلبة الفلسطينيين كجزائريين منذ الاستقلال، سيما فيما يتعلق بشروط التسجيل في الجامعة، وقد ساهمت على مر العقود الماضية في تكوين وتخريج الآلاف من الطلبة الفلسطينيين في مختلف التخصصات.وتم في سنة 2022 رفع عدد الطلبة الفلسطينيين المقبولين ضمن آلية المنحة الدراسية التي تخصصها الدولة الجزائرية خلال كل دخول جامعي للطلبة الجدد من الفلسطينيين، بموجب اتفاق تم إبرامه مع السفارة الفلسطينية بالجزائر، ليصل عددهم الإجمالي إلى أزيد من 400 طالب في كافة التخصصات العلمية والأدبية، على رأسها العلوم الطبية وطب الأسنان والهندسة.
ووصل نهاية شهر أكتوبر المنصرم 21 طالبا دوليا إلى الجزائر لمزاولة دراستهم في مختلف الجامعات، وذلك في إطار مبادرة «أدرس جزائري»، التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مع تمكينهم من كافة الامتيازات التي يحظى بها الطلبة الجزائريون، سيما ما تعلق بخدمات الإطعام والنقل والإيواء.
كما حرص وزير القطاع كمال بداري على تفقد وضعية الطلبة الفلسطينيين بالجزائر، وذلك على مستوى عدد من الإقامات الجامعية، في إطار الدعم الدائم الذي تقدمه الجزائر للأشقاء الفلسطينيين، لا سيما في ظل المحنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له من اعتداء سافر من الاحتلال الصهيوني.
وتعد الجامعة الجزائرية قبلة الكثير من الطلبة الأجانب، لما توفره من امتيازات عدة، على رأسها التعليم المجاني وكذا المنحة الجامعية، وخدمات النقل والإطعام والإيواء، فضلا عن الوضع العام المستقر الذي تنعم به البلاد، بما يمكن الطلبة من إتمام مشوارهم الجامعي في ظروف جيدة، والعودة إلى بلادهم حاملين أعلى الشهادات الجامعية، بمعايير عالمية تكفل لهم فرصة اعتلاء أرقى المناصب.
ومن شأن قرار رئيس الجمهورية تخفيف المعاناة النفسية للطلبة الفلسطينيين بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سيما وأن الكثير منهم فقدوا أقاربهم وذويهم منذ بداية الحرب، كما أن الأوضاع الإنسانية بغزة تزداد سوءا يوما بعد يوم.
لطيفة بلحاج