اعتبر الباحث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر الدكتور لزهر بديدة ، أن إضراب الثمانية أيام التاريخي( 28 جانفي-4 فيفري 1957 )، كان محطة فارقة في تاريخ الثورة التحريرية و ساهم في تدويل القضية الجزائرية، مشيرا إلى أن الإضراب، كان له تأثيراته القريبة والبعيدة وصدى اجتماعي واقتصادي وإعلامي بشكل أساسي ورد فعل عسكري عنيف من الجانب الفرنسي.
وأوضح الباحث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر الدكتور لزهر بديدة في تصريح للنصر، أمس، أن إضراب الثمانية أيام التاريخي أو العصيان المدني، تجاه سلطة الاحتلال الفرنسي، يعد من بين إبداعات الثورة التحريرية، لافتا إلى أن هذه الفكرة، بدأت مناقشتها تقريبا في نهاية سنة 1956 ومطلع سنة 1957، ومن بين القضايا التي ناقشتها هيئة التنسيق والتنفيذ، مدة الإضراب والقطاعات التي يشملها.
وأوضح، أنه بعد نقاش وحوار معمق بين القيادة والنظر في النتائج المتمخضة عن هذا الإضراب ورد الفعل الفرنسي، تقرر في الأخير، أن يكون الإضراب في 8 أيام، مع التركيز على العاصمة بالأساس، على أن يبدأ في 28 جانفي، حتى 4 فيفري 1957.
وأشار الباحث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر، إلى أن الإضراب، كان له تأثيرات وصدى اجتماعي واقتصادي وإعلامي بشكل أساسي ورد فعل عسكري من الجانب الفرنسي.
واعتبر الدكتور لزهر بديدة، أن إضراب الثمانية أيام التاريخي، يعد من أكبر مظاهر الاحتضان الشعبي للثورة التحريرية، لافتا إلى أن فرنسا كانت تقول أن العاصمة، هادئة وآمنة ولا وجود لجبهة أو جيش التحرير الوطني في العاصمة أو ضواحيها.
وأضاف أن هذا الإضراب، والذي يعد من أهم المقدمات للحراك الشعبي اللاحق، حقق مصلحة الثورة وعلى المستوى السياسي، كان له تأثيراته القريبة والبعيدة، حيث كان مقدمة من المقدمات المهمة لتبيان وكشف أن الشعب الجزائري، احتضن الثورة وأنه مستبسل من وراء جبهة التحرير الوطني، حول فكرة استرجاع السيادة الوطنية.
وذكر الباحث، أن قطاعات المجتمع التي استهدفتها الثورة، استجابت للإضراب، التجار وأصحاب الحرف والعمال في المؤسسات الفرنسية، الميناء والسكة الحديدية، كما وصل صدى الإضراب، حتى إلى بعض المناطق في الصحراء الجزائرية.
وأضاف في السياق ذاته، أن كل قطاعات وفئات المجتمع الجزائري تقريبا، شاركت في هذا الإضراب ، الذي كان له التأثير الجيد على الثورة، حيث اصطدمت فرنسا بهذا الاحتضان للثورة الجزائرية وفي قلب العاصمة، لافتا إلى أن القوات الفرنسية من العسكر والاستخبارات أو الشرطة، كانت تقوم عنوة بفتح المحلات.
وبالنسبة للصدى الإعلامي، أوضح الباحث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر الدكتور لزهر بديدة، أن كل الصحف العالمية الموجودة في العاصمة، نقلت صدى هذا الإضراب ونجاحه، خاصة لدى الأوساط الجزائرية والتي استجابت واحتضنت جبهة التحرير الوطني و بالتالي الثورة الجزائرية، مضيفا أن رد الفعل الفرنسي كان عنيفا.
وأكد الباحث، أن الاضراب كان محطة فارقة في تاريخ الثورة التحريرية وساهم في تدويل القضية الجزائرية، مشيرا إلى أن جبهة التحرير الوطني، بينت أن قطاعات المجتمع الجزائري ومنها العاصمة، محتضنة للثورة وملتزمة بما تقول وما تأمر به جبهة التحرير الوطني، بالمقابل تقوم فرنسا، بالعنف وبمحاولة مصادرة الرأي والصوت الجزائري و الإجرام ضد الجزائريين المطالبين فقط بحق تقرير المصير.
وأوضح في هذا الإطار، أن هذا الاضراب وما تمخض عنه استعملته، جبهة التحرير الوطني في التدويل والتعريف بالقضية الجزائرية والضغط على فرنسا للإسراع في حل القضية الجزائرية في أقرب الآجال وفق رؤية جبهة التحرير الوطني.
مراد - ح