أشاد دبلوماسيون وسفراء لدى الجزائر، أمس الأربعاء، بالاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الذي دعت إليه الجزائر، بهدف إعطاء صيغة تنفيذية لقرارات محكمة العدل الدولية فيما يخص الإجراءات المؤقتة المفروضة على الاحتلال الصهيوني بخصوص عدوانه على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
جاء ذلك خلال ندوة حول التضامن مع فلسطين نظمتها جريدة المجاهد بحضور دبلوماسيين وسفراء من فلسطين وجنوب إفريقيا وفنزويلا وكوبا وناميبيا، إضافة إلى ممثلين من البرلمان بغرفتيه ووزارة الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج.
وفي هذا الصدد، أشار سفير دولة فلسطين لدى الجزائر، فايز أبو عيطة، إلى الدعوى التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني لارتكابه مجازر إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، إلى محكمة العدل الدولية، التي «كانت أمام اختبار حقيقي للعدالة والإنسانية».
وأضاف أبو عيطة أن هذه المبادرة تعتبر محطة تاريخية حقيقية في مسار القضية الفلسطينية، معتبرا قبول محكمة العدل الدولية بهذه الدعوى هو تسليم وإقرار بوجود جرائم إبادة جماعية تستحق التحقيق فيها واتخاد مواقف تجاهها.
وندد بالوضع الكارثي الذي يعيشه أهالي القطاع وخاصة في منطقة رفح، من انعدام للماء والغداء والدواء، مشددا على أن هذا الحصار المفروض والظروف الصعبة هو بمثابة «إبادة جماعية».
وأشاد السفير الفلسطيني بمواقف الجزائر الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وثمن عاليا التوجيهات السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بطلب عقد اجتماع طارئ بمجلس الأمن الدولي ، لإعطاء صيغة تنفيذية لقرارات محكمة العدل الدولية فيما يخص الإجراءات المؤقتة المفروضة على الاحتلال الصهيوني بخصوص عدوانه على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه الجهود التي ستقودها الجزائر في المجلس، ستكون إضافة نوعية لخدمة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الصهيوني.
من جهتها، أكدت سفارة جنوب إفريقيا بالجزائر، على لسان ممثلها، سيلو باتريك رانكوميسي، أن عدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل على غزة، أجبر بلاده على طلب التدخل القانوني الدولي ضمن ولاية محكمة العدل الدولية.
وأكد أن الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية يمثل انتصارا حاسما لسيادة القانون الدولي ومعلما هاما في البحث عن العدالة للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن جنوب إفريقيا ستقوم بإخطار مجلس الأمن الدولي رسميا بأمر المحكمة، عملا بالمادة 41 (2) من النظام الأساسي للمحكمة.
وشدد ممثل جنوب إفريقيا على أن حق النقض الذي تمارسه الدول بصفة فردية لا يجب أن يسمح بإحباط العدالة الدولية وخاصة في ظل الوضع المتفاقم في غزة نتيجة عدوان الاحتلال المتواصل وانتهاكه اتفاقية منع الإبادة الجماعية.
ونوه إلى أن جنوب إفريقيا ستواصل العمل ضمن مؤسسات الحوكمة العالمية لحماية الحقوق، بما في ذلك الحق الأساسي في الحياة للفلسطينيين في غزة والسعي من خلال بذل كل الجهود للحفاظ على الوجود الفلسطيني وإنهاء كل أعمال الفصل العنصري والإبادة الجماعية التي يعتمدها الكيان المحتل.
الجزائر وقفت ولا تزال تقف بجانب الشعب الفلسطيني
بدوره، أشاد مدير «المشرق وجامعة الدول العربية» بوزارة الخارجية، عبد الكريم ركايبي، بمسعى الجزائر لتحقيق المصالحة الفلسطينية والتي تتجلى في مبادرة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون في لم شمل الفلسطينيين، في مؤتمر استضافته الجزائر، توج بمصالحة تاريخية للفصائل الفلسطينية والتوقيع على إعلان الجزائر.
وأشار السيد ركايبي في كلمته إلى أن الجزائر التي وقفت ولا تزال تقف بجانب الشعب الفلسطيني تدين وتستنكر بشدة هذه الإبادة الجماعية والاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وتدعو المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لوقف هذه الجرائم والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغداء وتحذر من أن الفشل في معالجة القضية الفلسطينية سيدفع إلى مزيد من التصعيد في مناطق أخرى من العالم.
وأضاف المتدخل أن الجزائر ستواصل نضالها الدؤوب لنصرة الشعب الفلسطيني في كل المحافل الدولية، لاسيما في المعركة القانونية التي أطلقتها دولة جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية من أجل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
كما ندد سفير دولة اليمن بالجزائر، علي محمد علوي اليزيدي بالمجازر المتواصلة التي يرتكبها الكيان المحتل بحق الشعب الفلسطيني منذ السابع أكتوبر من العام الماضي، في قطاع غزة وقصف المستشفيات والملاجئ.
وأشاد السفير اليمني بدور المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن أرضها المحتلة ضد الكيان الصهيوني، داعيا جميع الدول إلى دعمها، ووقف هذه المجازر والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والغداء.
كما أعرب سفير دولة فنزويلا لدى الجزائر، خوان أرياس بلاثيو، عن دعمه لموقف جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الصهيوني، مؤكدا أن بلاده تضم صوتها للبلدان التي تدعوا للسلام في فلسطين ولشعبها.
وفي السياق ذاته، أشارت سفيرة ناميبيا لدى الجزائر، باندوليني كاينو، إلى دعم بلادها لدفاع الشعب الفلسطيني عن أرضه ضد الاحتلال الصهيوني الذي استهدف المستشفيات والمنازل والملاجئ والمدنيين العزل بقطاع غزة.
وأكدت مساندة بلادها للخطوات الشجاعة التي اتخذتها دولة جنوب إفريقيا لدى محكمة العدل الدولية ضد الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال ودعت مجلس الأمن إلى متابعة قرارات المحكمة الدولية، مشددة على استمرار ناميبيا في الدعوة لوقف العدوان وضمان حقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
من جهته، أشاد سفير كوبا لدى الجزائر، أرماندو فيرغارا بوينو بمبادرة الجزائر طلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن اليوم بشأن قرارات العدل الدولية ضد الكيان المحتل.
وأدان السفير الكوبي عدوان الاحتلال المتواصل على غزة وحجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مؤكدا في نفس الوقت موقف بلاده المبدئي والداعم للقضية الفلسطينية من خلال الوصول إلى حل عادل وإنهاء العدوان الصهيوني على أساس إنشاء دولة فلسطين ذات السيادة.
(وأج)