قال مدير مركز جي أس أم للأبحاث والدراسات بموسكو، الدكتور آصف ملحم، بأن موثوقية الجزائر وقوتها تؤهلانها لإنجاح قمة البلدان المصدرة للغاز التي ستحتضنها الجزائر نهاية شهر فيفري، موضحا بان قمة الجزائر ستكون لها خصوصية بالنظر لقدرة الجزائر على تقديم الكثير بالنظر إلى الاحترام الذي تحظى به بفضل تمتعها بعلاقات ممتازة مع الدول المصدرة للغاز والدول المستهلكة على حد سواء.
أكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي أس أم للأبحاث والدراسات بموسكو، أن انعقاد قمة الغاز بالجزائر مهمة جدا وستحمل الدول المشاركة على التشاور في كل المجالات وبحث المشاكل التي تتعلق بالغاز، واعتبر بان القمة ستكون بمثابة انطلاقة لوضع وثيقة عمل تنظم عمل المنتدى.
وأوضح المتحدث، خلال ندوة نظمتها الإذاعة الوطنية حول قمة الدول المصدرة للغاز، بان قمة الجزائر ستكون لها خصوصية بالنظر لقدرة الجزائر على تقديم الكثير بالنظر إلى الاحترام الذي تحظى به بفضل تمتعها بعلاقات ممتازة مع الدول المصدرة للغاز والدول المستهلكة على حد سواء. مؤكدا بأن موثوقية الجزائر وقوتها تؤهلانها لإنجاح قمة البلدان المصدرة للغاز التي ستحتضنها الجزائر نهاية شهر فيفري.
واعتبر الخبير الطاقوي، بان المعهد الدولي للغاز الذي ستحتضنه الجزائر يشكل تحولا هاما في الميدان التكنولوجي كما سيكون ملتقى للباحثين في العالم،والمجال العلمي واسع ولن يتوقف ووجود الكفاءات العلمية هو الأساس لتطوير أي عملية بحثية والجزائر تمتلك المؤهلات اللازمة لتفعيل هذه الالية.
لا خلاف بين الجزائر وموسكو
من جانب آخر، نفى الدكتور ملحم وجود تنافس بين الجزائر وروسيا حول سوق الغاز، لاختلاف الأسواق التي تورد إليها الدولتان، وفي روسيا هناك تقدير وتثمين كبير للجزائر وسياستها ومواقفها و التي تحظى باحترام كبير والعلاقة بين البلدين ستنعكس بشكل كبير على نجاح هذا المنتدى كما قال.
واعتبر الخبير الطاقوي، أن تأثير الصراعات على سوق الطاقة «نقطة مبالغ فيها وتستثمر فيها الدول الغربية أساسا لخدمة مصالحها»، مشيرا إلى أن الواقع بين أن ما حدث بعد توقف قناة السويس وما يحدث في البحر الأحمر وحتى الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى ارتفاع مرحلي للأسعار ثم عادت إلى الاستقرار وبالتالي فقد أصبح العالم يحسن التعامل مع هذه الأزمات التي لن تتوقف.
و عاد الدكتور آصف ملحم، إلى الظروف الجيوسياسية التي تنعقد فيها هذه القمة مثل ما يحدث في شرق آسيا و النزاعات المختلفة كما هو الحال في البحر الأحمر والحرب الروسية الأوكرانية وغيرها من النزاعات في العالم، لذلك ستفضي مخرجات القمة إلى وثيقة عمل للدول المشاركة.
واعتبر المتحدث أن الانتقال الطاقوي يتم بوتيرة بطيئة جدا والقول بنهاية الطاقات الأحفورية كالغاز، مقولة تجانب الحقيقة لأن هذا الانتقال الطاقوي يتطلب ربما 100 عام لأنه يحتاج إلى تهيئة خاصّة وهياكل قاعدية ملائمة.
وبخصوص الهيدروجين الأخضر أكد أن الجزائر لها الإمكانات لإنتاج هذه الطاقة بامتلاكها صحراء واسعة وطاقة شمسية غير منتهية، فعلى الجزائر المضي في هذا المسعى ما يؤهلها مستقبلا لتصدير الهيدروجين وليس الغاز فقط.
من جهته قال الدكتور محمد خوجة، أنّ الغاز يظل طاقة نظيفة معترف بها دوليا وبالتالي سيبقى يستخدم كمزيج طاقوي في مختلف المجالات. وعاد إلى الموضوع البيئي بحيث اوضح انّ الانبعاثات الغازية الملوثة يتسبب فيها النفط اساسا ومنه ضرورة البحث عن البديل واللجوء إلى الحلول التي توفرها التكنولوجيا الحديثة.
وأوضح المتحدث بان الدراسات تؤكد أن النجاعة الطاقوية تتجه نحو استخدام الوسائل الأقل استهلاكا للطاقة ومن بين وسائل التقليل من هذه الانبعاثات السامة تخفيض الاعتماد على النقل البحري للطاقة التي تشكل مصدرا رئيسا للتلوث. كما تناول موضوع التحول التكنولوجي بحيث أن المواثيق الأممية تحتم على الدول المتطورة في تحويلها التكنولوجيا والخبرات.
وأشار إلى بعض الملفات التي يمكن طرحها خلال قمة الجزائر، على غرار إنتاج الغاز في افريقيا، مضيفا بان افريقا توجد بها عدد من الدول منتجة للغاز ورغم أن لها مقدرات كبيرة للاكتفاء الطاقوي فانها تبقى رهينة الدول الأجنبية إضافة إلى امتلاكها لمقومات إنتاج الطاقات النظيفة.
وعاد الدكتور خوجة إلى التجربة الرائدة للجزائر في مجال تمييع الغاز و الشروع في تصديره في الستينات بداية بإنجلترا ثم إلى دول أخرى. مشيرا إلى أن الجزائر مطالبة بالبحث عن مكامن جديدة من خلال تحقيق استكشافات جديدة لاسيما في البحر للحفاظ على قدرتها التصديرية بالإضافة إلى ترشيد الاستهلاك الداخلي وربما اللجوء إلى استغلال الغاز الصخري واستغلال شبكة الأنابيب الموجودة من أجل إيصال الغاز الإفريقي مثل الغاز النيجيري وحتى الموريتاني والسنغالي.
و أكد الدكتور محمد خوجة، مدير البحث بالمعهد الجزائري للبترول، أن الدول المنتجة للغاز تريد تأكيد سيادتها على هذه الطاقة التي عانت من الاختلالات في سوق الغاز بفعل الأزمات والصراعات الدولية ما يحتم على قمة الجزائر أن تكون فضاء للتشاور بينها لضمان مصالحها وضمان استقرارها
ع سمير