أكد رئيس مجلس الأمة، السيد صالح قوجيل، أمس الإثنين، أن الجزائر تعتزم، بناء على توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إدراج موضوع «المرأة والسلم والأمن» كإحدى الأولويات التي ستصبو إلى تحقيقها خلال فترة عضويتها بمجلس الأمن الأممي.
وفي كلمة بمناسبة يوم برلماني حول «إسهامات المرأة في ترسيخ قيم حفظ السلم والأمن الدوليين: نضالات المرأة الجزائرية في ثورة التحرير نموذجا»، قرأها نيابة عنه نائب رئيس مجلس الأمة، السيد محمد رضا أوسهلة، قال السيد قوجيل بأن الجزائر «التي تم انتخابها بجدارة واستحقاق لشغل منصب عضو غير دائم بمجلس الأمن للأمم المتحدة خلال الفترة 2024-2025، وبناء على توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تعتزم إدراج موضوع (المرأة والسلم والأمن) كإحدى الأولويات التي ستصبو إلى تحقيقها»، وستساهم خلال هذه الفترة في «تعزيز دور ومكانة المرأة في مجالي السلم والأمن».وينطلق حرص واهتمام الجزائر بهذا الموضوع --يضيف رئيس مجلس الأمة-- من «التجارب الخاصة التي مرت بها عبر مختلف المحطات التاريخية في سعيها الدائم كدولة مصدرة للسلم والاستقرار وتضع هذه المفاهيم ضمن المبادئ الأساسية لسياستها الخارجية».وتابع مؤكدا بأن جهود الجزائر الرامية لتعزيز دور المرأة في السلم والأمن، تندرج وفقا للقرار 1325 الصادر سنة 2000 عن مجلس الأمن الأممي وبما يتكيف مع التحولات الجيوسياسية العالمية الراهنة التي شكلت --كما قال-- «عامل دفع للدبلوماسية الجزائرية، بغرض ضمان المكانة التي تليق بمقام الجزائر تحت القيادة المتبصرة والحكيمة لرئيس الجمهورية، في سياق دولي متحول تحكمه التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والأمنية، وبخاصة في مجال الطاقة، الذي باتت الجزائر تعد من الفواعل الأساسية ضمن المعادلة الطاقوية العالمية ولعل احتضانها مؤخرا، القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، لخير دليل على ذلك». وبخصوص إحياء الذكرى للقرار سالف الذكر، اعتبر السيد قوجيل المناسبة سانحة ذات «دلالة مميزة»، لإبراز دور المرأة الجزائرية في مسار بناء الجزائر وفرصة لتجديد حرص بلادنا على التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وكذا تجديد دعمنا الثابت للدور الذي يجب أن تضطلع به هذه المنظمة وكذلك لاستعراض الانجازات والتحديات». وأشار بالمناسبة إلى أن ما يشهده العالم حاليا «يعد مناقضا بشكل مطلق لمقاصد الميثاق الأممي بالنظر لما تعانيه اليوم، كل من المرأة الفلسطينية في غزة و المرأة الصحراوية».
وفي سياق تطرقه، من جهة أخرى، إلى مساهمة المرأة الجزائرية في صناعة تاريخ الجزائر، استذكر رئيس مجلس الأمة ملحمات المرأة الجزائرية التي «كافحت الاستعمار وصنعت أمجادا يضرب بها المثل جهويا وقاريا ودوليا»، لافتا في نفس الوقت إلى ما أقره رئيس الجمهورية بشأن صون موضوع الذاكرة من خلال ترسيم اليوم الوطني للذاكرة الموافق للثامن ماي من كل سنة.كما ذكر بـ «نضال المرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية وفي تشييد البلاد بعد الاستقلال وكذا في مكافحة الإرهاب الهمجي في خضم العشرية السوداء، دافعة بذلك الغالي والنفيس في سبيل إعلاء راية الدولة الجزائرية، منتزعة على كل المستويات وبكل جدارة واقتدار المكانة المرموقة للمرأة كاملة غير منقوصة، لتشارك في كتابة تاريخ بلادنا العريق، سابقه، راهنه وقادمه».
ولم يفوت رئيس مجلس الأمة سانحة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة يوم 8 مارس، ليثمن «عاليا» الخطوات والأشواط التي قطعتها الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية على طريق «التمكين للمرأة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا بموجب التعديل الدستوري للفاتح من نوفمبر 2020 ، وتنفيذا لالتزاماته الـ54».