توج المنتخب الوطني العسكري لكرة القدم صبيحة أمس، بالميدالية الذهبية للنسخة 6 للألعاب العالمية العسكرية، المقامة بمدينة ميونغ بيونغ بكوريا الجنوبية، إثر فوزه في النهائي على نظيره العماني، في مباراة إضطر فيها «الكومندوس الأخضر» إلى لعب 120 دقيقة قبل إعتلاء منصة التتويج، لأنها انتهت في وقتها الرسمي بالتعادل الأبيض، لكن «الجيش» الجزائري حسم الأمور في الحصتين الإضافيتين، بفضل «الجوكير» أسامة درفلو الذي وقع ثنائية.
تتويج «القدم» الجزائرية بالذهب في دورة ميونغ بيونغ، مكنها من إستعادة التاج العالمي الذي كانت قد أحرزته في ريو دي جانيرو قبل 4 سنوات، وتنازلت عنه في دورة أذربيجان 2013 للمنتخب العراقي، لتكون بذلك النخبة الوطنية العسكرية قد أحرزت اللقب العالمي الثاني في تاريخها.
هذا الإنجاز تجسد ميدانيا بعد مباراة بطولية أدتها العناصر الوطنية في ساعة مبكرة من يوم أمس بالمركب الرياضي «كافاك» بمدينة ميونغ بيونغ، لأن «الجيش» الجزائري تسلح بالإرادة الفولاذية و «النيف» و أبدى إصرارا كبيرا على التتويج بالذهب، في حين كان منتخب سلطنة عمان يبحث عن أول لقب عالمي في تاريخه، و قد عمد الناخب الوطني يونس إفتيسان إلى المراهنة على نفس التشكيلة التي كانت قد واجهت كوريا الجنوبية في ختام دور المجموعات، مع الإستثمار فقط في عودة المدافع عبد الحكيم نمديل بعد إستنفاذه العقوبة الأوتوماتيكية، لتعويض بن شريفة، و كذا إقحام زكرياء حدوش كأساسي بدلا من بن قابلية، مع تجديد الثقة في الحارس صالحي، و ثلاثي الدفاع بن طيب، شرشار و بن عيادة، ليتشكل خط الوسط من 4 عناصر، و يتعلق الأمر بكل من ياي، رحال، حدوش و داود فريد، في الوقت الذي أسند فيه العمل الهجومي للثنائي عبيد محمد أمين و يوسف معمر، و هي «الترسانة»التي إصطدمت بمنافس فضل التجمع في منطقتي الدفاع و الوسط، مع العمل على سد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس رياض سبيت العلوي.
و لئن كانت العناصر الجزائرية قد فرضت ريتمها و كانت الأكثر تحكما في الكرة، مع المبادرة إلى صنع اللعب، فإن غياب النجاعة الهجومية أمام مرمى المنافس دفع بالمدرب يونس إفتيسان إلى القيام ببعض التغييرات إنطلاقا من منتصف الشوط الثاني، في محاولة لإعطاء «ديناميكية» أكثر للقاطرة الأمامية، و ذلك بإقحام بن قابلية مكان رحال و بعده حمزاوي عكاشة بديلا لحدوش، إلا أن دار لقمان ظلت على حالها، و السيطرة الجزائرية لم تترجم إلى أهداف، حيث بقي التعادل الأبيض ساري المفعول إلى غاية إطلاق الحكم الأمريكي قيقر مارك ويليام صافرة نهاية الوقت الرسمي.
بصمة المدرب يونس إفتيسان إتضحت أكثر خلال «الكوتشينغ» الذي قام به مع إنطلاق الشوط الإضافي الأول، لما أقحم المهاجم أسامة درفلو بديلا لزميله محمد أمين عبيد، و هو التغيير الذي كان نجحا، لأن درفلو كان بمثابة «الجوكير» الذي قلب موازين اللقاء، إذ نجح في إفتتاح باب التسجيل و هز شباك الحارس رياض سبيت العلوي في الدقيقة 105، أثناء إحتساب الوقت الممدد من هذا الشوط، قبل أن يكون هدف التأكيد و التتويج من نفس اللاعب في الدقيقة 112، الأمر الذي جعله رجل اللقاء دون منازع، لأن الثنائية التي أمضاها عبدت الطريق نحو المنصة، لترفرف الراية الجزائرية عاليا في سماء الأراضي الكورية، و تكرر بذلك النخبة الوطنية «سيناريو» الملحمة التي صنعتها قبل 4 سنوات في ريو دي جانيرو.
للإشارة فإن الميدالية البرونزية في هذه الدورة عادت لمنتخب البلد المنظم كوريا الجنوبية، إثر فوزه في اللقاء الترتيبي على نظيره المصري بنتيجة (3 / 2)، لأن «الشمشون» الكوري كان يراهن على عاملي الأرض و الجمهور لإنتزاع أول لقب عالمي له، لكن حلمه تبخر على يد الجزائريين، ليكتفي بالنحاس، مادام الذهب أصبح جزائريا في هذه المنافسة.
صالح فرطــاس
بعد تتويجه بكأس العالم
بوتفليقة وقايد صالح يهنئان المنتخب العسكري
بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تهنئة الى كافة أعضاء المنتخب الوطني العسكري لكرة القدم و طاقمه المسير لفوزه في المباراة النهائية للبطولة العسكرية العالمية على المنتخب العسكري العماني.
و جاء في برقية الرئيس بوتفليقة :"تابعت باهتمام بالغ فوزكم في المباراة النهائية للبطولة العسكرية العالمية على المنتخب العسكري لسلطنة عمان الشقيقة فبعثتم بهذا الفوز في نفوس جمهوركم داخل الوطن و خارجه بهجة و سرورا بالغين".
و أضاف رئيس الدولة قائلا: " لقد أثبتم أنكم الأجدى والأجدر بالفوز وأديتم مشوارا رياضيا حافلا بالانتصارات و بالروح الرياضية العالية و بالفنيات الكروية الباهرة التى مكنتكم من النجاح والمواصلة بكل عزم و ارادة و ثبات".
وواصل رئيس الجمهورية قائلا:"ان الأوسمة التى زينت بها صدوركم قد زينت صدور كل محبي الرياضة في الجزائر الذين سرهم أن تحتفظوا بلقبكم العالمي و بمكانتكم الريادية في هذه الالعاب الرياضية و يرجون منكم السير على هذا المنوال لتحقيق المزيد من الانتصارات و ليس ذلك عليكم بصعب المنال".
"و قد سعدت بأن تكون المباراة النهائية في هذه المنافسة العالمية --يقول الرئيس بوتفليقة- بين منتخبين شقيقين جديرين بالاحترام و لكن سعادتي بلغت أقصاها بفوزكم المبين". من جهته هنأ نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش في برقية التهنئة "يطيب لي أن أتوجه إليكم بتهاني الحارة بمناسبة تتويجكم بكل جدارة واستحقاق بكأس العالم العسكرية التي جرت فعالياتها بكوريا الجنوبية في شهر أكتوبر 2015 ونيلكم ميدالية ذهبية" .
واضاف الفريق قايد صالح ان تتويج الفريق الوطني العسكري لكرة القدم باللقب العالمي "جاء بعد مشوار بطولي دون تعثر وعقب سلسلة من الانتصارات المتتالية في نهائيات هذه الكأس العالمية مانحا الجزائر عامة والجيش الوطني الشعبي خاصة ثاني كأس العالم في تاريخ الرياضة الوطنية بعد الذي تحقق بالبرازيل سنة 2011".
اللواء مقداد بن زيان (مدير الرياضات العسكرية)
التتويج باللقب العالمي دليل على أن الكرة الجزائرية ما تزال بخير
اعتبر اللواء مقداد بن زيان مدير الرياضات العسكرية بوزارة الدفاع الوطني التتويج باللقب العالمي دليلا ميدانيا قاطعا على أن كرة القدم الجزائرية تبقى دوما في الريادة على الساحة العالمية، بعد الإنجاز المحقق قبل 4 سنوات، و أشار إلى أن ظفر «القدم» بالذهب جاء ليؤكد على التطور الكبير الذي تعرفه الرياضة العسكرية في الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، تجسيدا للسياسة المنتهجة من طرف القيادة العليا للبلاد.
اللواء بن زيان أوضح في مداخلة له ظهيرة أمس عبر أمواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية مباشرة من كوريا الجنوبية أكد بأن تتويج المنتخب العسكري باللقب العالمي مفخرة لكل الجزائريين، لأن الراية الوطنية رفرفت عاليا في هذه التظاهرة الرياضية، مضيفا بأن هذا الإنجاز تحقق بفضل تضحيات جبارة من كل أفراد المنتخب، على إعتبار أن الفوز بكل المباريات لم يكن بالأمر السهل، لكن إحساس اللاعبين بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم كانت كافية ـ حسبه ـ «لتحقيق الهدف الذي كنا قد سطرناه عند مغادرة أرض الوطن».
إلى ذلك إعتبر اللواء بن زيان المنتخب العسكري لكرة القدم قدوة لكل الجزائريين، الذين من حقهم ـ كما قال ـ « أن يفتخروا بجيل من الشبان تمكن من التتويج باللقب العالمي للرياضة العسكرية، و هو ما يتماشى و المكانة المرموقة لكرة القدم الجزائرية في الساحة العالمية، سيما بعد إنجاز المنتخب «المدني» في مونديال البرازيل 2014، و عليه فإن النتائج الميدانية المسجلة تدل على أن الكرة الجزائرية ما تزال بخير، و تعد بمستقبل أفضل».
و ختم مدير الرياضات العسكرية بوزارة الدفاع الوطني كلمته بالتأكيد على أن أهم مكسب في مثل هذه المواعيد الكبرى يكمن في النجاح في جعل الراية الوطنية ترفرف عاليا، و ذهبية كرة القدم ليست الإنجاز الوحيد للرياضيين الجزائريين في دورة كوريا الجنوبية، بل هناك ذهبيات أخرى في رياضات الجيدو، ألعاب القوى و الملاكمة، لكن إنجاز منتخب كرة القدم كان الأبرز، بالنظر إلى الشعبية الكبيرة لهذه الرياضة في أوساط الجزائريين.
ص / فرطـــاس
يونس إفتيسان (مدرب المنتخب العسكري)
حققنا الهدف المسطر و عزف النشيد الوطني بكوريا أهم مكسب للجزائر
أكد المدرب يونس إفتيسان بأن تتويج تشكيلته باللقب العالمي كان بعد عناء كبير، و قد كانت ثمار تلك المجهودات عزف النشيد الوطني بصوت مرتفع في كوريا الجنوبية، و هو المشهد الذي إعتبره إفتيسان الأكثر تأثيرا في نفسية الجزائريين، على إعتبار أن التعلق الكبير بالجزائر، و التشبع بالروح الوطنية، يجعل المشاعر تهتز بمجرد ترديد «قسما» و رؤية العلم الوطني يرفرف عليا في أي بلد من الكرة الأرضية، الأمر الذي عشناه ـ كما قال ـ «بجوراحنا و بكثير من التأثر، مع ذرف الدموع خلال مراسيم تسلم الميداليات، في لحظات تاريخية لا يمكن أن تنسى».
إفتيسان أوضح في تصريح للإذاعة الوطنية أمس أن النخبة الوطنية كانت قد دخلت هذه التظاهرة بنية تكرار «السيناريو» المحقق قبل 4 سنوات البرازيل، و ذلك بوضع الميدالية الذهبية كهدف رئيسي، مع التفكير بجدية في الألوان الجزائرية و مسؤولية الدفاع عنها، ليضيف بأن المشوار لم يكن سهلا، كون التتويج تحقق بعد إحراز 5 إنتصارات.
و خلص إفتيسان إلى القول بأن هذا الإنجاز تحقق بفضل تظافر الجهود، لأن وزارة الدفاع الوطني و مديرية الرياضات العسكرية عملت على توفير كافة الظروف التي سمحت بالتحضير الجيد لهذه المنافسة، كما أن اللاعبين كانوا في مستوى الحدث، رغم أن بعض الصعوبات إعترضتهم، خاصة في مباريات المجموعة، لأن التأهل إلى النهائي كان على حساب منتخبات كانت مرشحة للتتويج باللقب أمثال كوريا الجنوبية و فرنسا.
ص / فرطـــاس
لاعب المنتخب العسكري يوسف معمر للنصر
الكأس هديتنا للشعب الجزائري وفخور بتسجيل 3 أهداف في الدورة
أعرب المدافع يوسف معمر عن سعادته الكبيرة للتتويج بمونديال «العسكر»، مشيرا في اتصال هاتفي الذي جمعه بالنصر من كوريا الجنوبية، بأنه يهديه لكافة الشعب الجزائري الذي ساندهم منذ انطلاق الدورة.
بالمقابل أشار لاعب مولودية بجاية بأنه فخور بنجاحه في تسجيل ثلاثية كاملة رغم، أنه ينشط في محور الدفاع.
هنيئا التتويج بمونديال «العسكر» ؟
أنا سعيد للغاية بهذا الإنجاز الرائع الذي لم يتحقق بسهولة، كوننا واجهنا صعوبات بالجملة خلال هذه البطولة، والبداية بمباراة فرنسا التي كدنا أن نقصى فيها بسبب الظلم التحكيمي الفاضح، حيث قام بطرد زميلنا بلهادي ووضعنا في مأزق حقيقي، ولكن إرادتنا كانت كبيرة، وتجاوزنا كل هذه السلبيات، لا يجب أن نفكر الآن في مثل هذه الأمور، خاصة وأنها ستفسد فرحتنا بهذه الكأس الغالية.
كيف كانت مباراة عمان التي حسمتموها في نهاية الوقت الإضافي؟
المباراة لم تكن سهلة على الإطلاق، بالنظر إلى أننا واجهنا فريقا منظما على جميع الأصعدة، لقد خلق لنا صعوبات كثيرة، واضطررنا للاحتكام إلى الوقت الإضافي، الذي مكننا من حسمها لصالحنا، عقب نجاحنا في تسجيل هدفين عن طريق زميلنا درفلو.
لقد تفوقنا بفضل الجاهزية البدنية، مقارنة بالمنافس الذي ظهر على لاعبيه التعب، ...صحيح أن اللقاء كان صعبا للغاية، ولكن نحن من منحنا الأمل للمنتخب العماني بعد أن أضعنا عدة فرص سهلة على مدار الشوطين.
هل توقعتم التتويج في ظل وجود منتخبات قوية كالبلد المنظم كوريا الجنوبية وعمان ومصر؟
لا يجب أن تنسوا بأننا نملك تشكيلة متميزة، تضم ألمع لاعبي البطولة الوطنية. لقد تنقلنا إلى كوريا بنية استعادة اللقب العالمي الذي ضاع منا في أذربيجان، والحمد لله نجحنا في الوصول إلى مبتغانا، وتمكنا من خطف هذه الكأس الغالية بجدارة واستحقاق، خاصة وأننا نجحنا في الفوز على كل من البلد المنظم كوريا الجنوبية، وكذا المنتخب العماني الذي يتشكل من لاعبي المنتخب الأول.
وماذا بخصوص العمل الذي قام به المدرب إفتيسان؟
المدرب إفتيسان قام بعمل جبار منذ انطلاق التحضيرات، حيث نجح في اختيار التعداد المناسب، كما تمكن من ضبط الخطط اللازمة خلال المباريات التي لعبناها، حيث فاجأ المنافسين بعدة أساليب تكتيكية، وهو ما مكننا من الفوز بجميع المواجهات.
أنهيت الدورة هدافا للمنتخب الوطني، ما تعليقك؟
سعادتي لا توصف بالتتويج الغالي، كما أنني سعيد أيضا لأنني اختتمت الدورة كهداف للمنتخب الوطني رفقة زميلي عبيد، حيث سجل كل منا 3 أهداف، صحيح أنني مدافع، ولكنني أنهيت الدورة ضمن قائمة الهدافين، وهذا يعد شرف بالنسبة لي وبالنسبة لفريقي مولودية بجاية.
لمن تهدي هذه الكأس الغالية؟
أهدي هذه الكأس الغالية للوالدين الكريمين، بالنظر إلى مساندتهم الدائمة لي، كما أهديها إلى كافة الشعب الجزائري الذي دعمنا منذ انطلاق الدورة، حيث كنا نتلقى التشجيعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما زاد من رغبتنا في العودة باللقب إلى الجزائر.
حاوره: مروان. ب