دخلت مشاريع الطاقة الشمسية في الجزائر مرحلة جديدة، مع تنفيذ خطوة تاريخية وتحقق أول مرحلة لتجسيد البرنامج الطموح لتطوير الطاقات المتجددة في البلاد، ما يسمح بالمضي نحو تحقيق مستقبل طاقوي آمن، عن طريق تعزيز الاستغلال الأمثل للطاقات النظيفة والمتجددة، ولاسيما مصادر الطاقة الشمسية وفقا للقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلاد، ما يسمح بتنويع المزيج الطاقوي والحفاظ على الموارد الغازية وخلق قيمة اقتصادية إضافية.
خطت الجزائر خطوة هامة في مسعى تطوير الطاقات المتجددة وبالأخص الشمسية، بالتوقيع على مراسيم التوقيع على العقود المتعلّقة بالشركات والمتعاملين، الذين رست عليهم مناقصة إنجاز مشروعي الـ «2000 ميغاواط» و«صولار1000» من الطاقة الشمسية الكهروضوئية. ضمن برنامج وطني يستهدف إنجاز 15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول 2035، عبر أكثر من 40 ولاية. وهي العملية التي أشرف عليها وزير القطاع محمد عرقاب بحضور أعضاء في الحكومة ومسؤولين في مجال الطاقة.
وأوضح الوزير عرقاب، أنه بتوقيع عقود إنشاء محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ستخطو الجزائر اليوم خطوة حاسمة وتحقق أول مرحلة لتجسيد البرنامج الطموح لتطوير الطاقات المتجددة في البلاد، ناهيك عن السير نحو تحقيق مستقبل طاقوي آمن بفضل القيادة الرشيدة للسيد رئيس الجمهورية، عن طريق تعزيز الاستغلال الأمثل للطاقات النظيفة والمتجددة، ولاسيما مصادر الطاقة الشمسية وفقا للقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلاد، والذي حان وقت استغلالها لتنويع مزيجنا الطاقوي والحفاظ على مواردنا الغازية وخلق قيمة اقتصادية إضافية.
وأوضح عرقاب، أنه زيادة إلى الجانب الطاقوي وتلبية احتياجاتنا المتزايدة من الكهرباء بطريقة نظيفة ومستدامة والمساهمة بشكل كبير في الانتقال الطاقوي، فإن هذه المشاريع العملاقة، تندرج في ديناميكية تنمية اقتصادية مستدامة من خلال خلق آلاف فرص العمل ونقل التكنولوجيا والتقنيات المتطورة في مجال الطاقات النظيفة.
كما أوضح وزير الطاقة، أن التوقيع على مشاريع إنجاز محطات شمسية للمناقصتين 2023 لمجمع سونلغاز، والتي تأتي بطاقة إجمالية تقدر بـ 3000 ميجاواط، حيث تتمثل المناقصة الأولى في انجاز 15 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بمجموع 2000 ميجاواط، تتراوح قدرتها من 80 إلى 220 ميغاواط، موزعة عبر 12 ولاية عبر الوطن (بشار، المسيلة، برج بوعريريج، باتنة، الأغواط، غرداية، تيارت، الوادي، تقرت، المغير، بسكرة واولاد جلال).
أما المناقصة الثانية (سولار 1000) تشمل على 5 محطات كهروضوئية بمجموع 1000 ميجاواط، تتراوح قدرتها من 50 إلى 300 ميغاواط، موزعة عبر 5 ولايات من الوطن (الأغواط، ورقلة، تقرت، الوادي، وبشار). وأوضح الوزير عرقاب، أن هذه المرحلة تشكل منعطفًا حاسمًا، حيث سنقوم للمرة الأولى في تاريخ الجزائر بإنشاء 3000 ميغاواط من الطاقة الشمسية في آن واحد عبر محطات عملاقة لم تنجز بعد في الجزائر.
إعادة بناء نموذج طاقي جديد وفعّال
وذكر عرقاب أن التحول العالمي للطاقة يفرض بلوغ عالم بنموذج اقتصادي واجتماعي أكثر كفاءة في استعمال الطاقة وأكثر احترامًا للبيئة، مشددًا على أن الجزائر ملزمة، ضمن هذا المنظور، بالتأقلم مع هذا التحوّل. وأوضح أن هذا الأمر يستدعي إعادة بناء نموذج طاقي جديد وفعّال يعتمد على استغلال الموارد المتاحة بشكل عقلاني، والدمج بين الطاقات التقليدية والحديثة مع إعطاء الأهمية للطاقة المتجددة، ما يمكّن من ترسيخ الأمن الطاقوي والقومي للبلاد، والعمل على استغلال المزيج الطاقي من أجل الحفاظ على الموارد الغازية وخلق قيمة اقتصادية إضافية.
وأشار في السياق ذاته، إن بدء تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر يندرج كذلك في سياق عزم البلاد لتصبح منتجًا مهمًا للطاقة الكهربائية ومُصدرًا موثوقًا للكهرباء للبلدان المجاورة ولأوروبا، وبكفاءة عالية، كما هي اليوم مُورد آمن وموثوق للغاز.
ويعدّ إنجاز 3 آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية في الجزائر، على حدّ تعبير الوزير، فرصة إضافية للشركات الوطنية الخاصة والعمومية منها لتطوير الإدماج الصناعي من أجل مواكبة عجلة تنمية القطاع الصناعي بصفة عامة، سواء في مجال التنفيذ، أو مجال تصنيع المعدّات والأدوات، وكذلك مجال الخدمات. وقال، إن المشروع يسمح بتجسيد شَراكات بين مؤسسات وطنية وأجنبية، ستؤدي بالتأكيد إلى بناء وتعزيز قدرات الموارد البشرية ونقل التكنولوجيا في هذا المجال، بقيمة مضافة عالية.
وأضاف الوزير عرقاب، أنه زيادة إلى الجانب الطاقي وتلبية احتياجات الكهرباء المتزايدة بطريقة نظيفة ومستدامة والمساهمة بشكل كبير في الانتقال الطاقي، فهذه المشروعات العملاقة في ديناميكية تنمية اقتصادية مستدامة من خلال خلق آلاف فرص العمل ونقل التكنولوجيا والتقنيات المتطوّرة في مجال الطاقات النظيفة».
وفي كلمته، أكد المسؤول الأول لسونلغاز، مراد عجال، أن إمضاء العقود المتعلقة بإنجاز المشروعين ستتم مع عشر شركات أو تجمع شركات، منها شركتين جزائريتين وثلاث شركات جزائرية في تجمع مع شركات أجنبية، وذلك لإنجاز عشرين محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة إجمالية تقدر ب 3000 ميغاواط، كما أن العقود ستشمل التصميم، الهندسة، أعمال الهندسة المدنية، التوريد، النقل، التجميع، التدريب، الاختبار ووضع حيز الخدمة.
مراحل تنفيذ المشروع
يأتي انطلاق تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر نتيجة لإعلان المناقصة المعلَنة بتاريخ 24 فبراير/شباط 2023، إذ بلغ عدد المتقدمين 140 شركة. ليتم وبتاريخ 24 جويلية وفي جلسة علنية تنظيم عملية فتح أظرفة العروض التقنية، حيث قد عرفت الجلسة مشاركة 28 شركة، قدّمت 90 عرضا لتخلص العملية إلى قبول 77 عرضا. بشكل مؤقت، من بينها 18 عرضا لشركات جزائرية و09 أخرى مقدمة من مؤسسات مشتركة و50 عرضا مقدما من قبل شركات أجنبية.
وأتبعت هذه العملية، بجلسة فتح أظرفة العروض المالية وذلك بتاريخ 25 سبتمبر، والتي جرت بحضور ممثلين عن المؤسسات المشاركة، وتحت إشراف محضر قضائي. حيث بلغ عدد العروض 73 عرضا، من إجمالي 77 عرضا تم قبوله خلال عملية فتح الأظرفة الخاصة بالعروض التقنية، لنصل اليوم إلى المرحلة الأخيرة من الجزء الأول من إطلاق المشروع، و المتعلّقة بتوقيع العقود مع 15 شركة من بينها جزائرية وأجنبية و أخرى مشتركة، و ذلك طبقا لأحكام الصفقات المطبقة على شركات مجمّع سونلغاز ، و التي تمنح الصفقة لهذه الشركات فيما يتعلق بالتصميم و الهندسة وأعمال الهندسة المدنية و التوريد و النقل و التجميع و التدريب و الاختبار ووضع 15 محطة للطاقة الشمسية و الكهروضوئية بسعة 2000 ميغاواط حيز الخدمة، بما في ذلك أشغال توصيلها بشبكة نقل الكهرباء .
ع سمير