كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، أمس، عن إطلاق برنامج لإنتاج اللقاحات محليا بالتنسيق مع معهد باستور، الذي لن يقتصر دوره مستقبلا على جمع اللقاحات وتوزيعها على المصالح الاستشفائية.
وأفاد وزير الصحة خلال زيارة عمل وتفقد لمعهد باستور بالعاصمة بأن الجزائر ظلت منذ الاستقلال وعلى مدار أكثر من ستين سنة تستورد مختلف اللقاحات من الخارج، مؤكدا بأن الوقت قد حان للشروع في إنتاج هذه المواد محليا، بهدف توفير نسبة 50 بالمائة من الاحتياجات الوطنية من هذه الأدوية كمرحلة أولى. وأوضح المتدخل بأن بعث صناعة اللقاحات في الجزائر سيكون بالتعاون مع مجمع صيدال، باعتباره النواة الأساسية لهذا البرنامج الهام، وللمخطط الرامي إلى تطوير اللقاحات، وذلك بالشراكة مع معهد باستور الذي ظلت مهامه مقتصرة على استيراد اللقاحات وتوزيعها على المصالح الاستشفائية والوحدات الصحية، على غرار اللقاحات الموجهة للرضع ومكافحة الزكام الموسمي.
وكشف من جهته المدير العام لمجمع صيدال وسيم قوادري في ذات المناسبة، عن التوقيع على عقد أولي مع معهد باستور للانطلاق في إنتاج بعض اللقاحات محليا، ما تزال الجزائر تستوردها من الخارج إلى غاية اليوم.
وسيتضمن العقد المزمع التوقيع عليه بعد شهر رمضان الحالي، الشروع رسميا في إنتاج عدد من اللقاحات ذات الطابع الاستراتيجي، من بينها اللقاح المضاد للزكام الموسمي، متوقعا بأن تتوفر الكميات اللازمة في السوق مع نهاية شهر جويلية المقبل، بما يحقق الطلب على هذه المواد.
وأضاف المصدر بأن البرنامج القائم يتضمن أيضا انتاج اللقاح الخاص بالأطفال، وهو عبارة عن ستة لقاحات في لقاح واحد، على أن يتم تجسيد هذا المشروع الطموح بالشراكة مع معهد سانوفي باستور ومعهد باستور الجزائر، بعد التوقيع على الاتفاقية بين الأطراف المعنية.
ويتكون اللقاح الخاص بالأطفال من 6 لقاحات في لقاح واحد، سيشرع في تصنيعه مباشرة بعد تجسيد مشروع إنتاج اللقاح الخاص بالزكام الموسمي، علما أن الجزائر تستورد سنويا كميات معتبرة من اللقاحات الخاصة بالرضع والأطفال وكذا المضادة للزكام عن طريق معهد باستور، لفائدة الفئات الهشة من أجل حمايتها من مضاعفات المرض، خلال انتشار العدوى في موسم البرد.
وأضاف مدير مجمع صيدال في ذات السياق، بأنه في غضون نهاية السنة الجارية سيتمكن المجمع من إنتاج عدة لقاحات ذات تركيبة بسيطة يمكن تصنيعها بسهولة محليا، تجسيدا لتعليمات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الرامية إلى تحقيق الأمن الصحي، عن طريق التخلص تدريجيا من استيراد الأدوية من الخارج، لا سيما بالنسبة للأدوية الاستراتيجية، إلى جانب اللقاحات بمختلف أصنافها. ويذكر بأن الجزائر أطلقت برنامجا مماثلا لإنتاج اللقاح المضاد لكوفيد 19، بعد أن زاد الطلب عليه عالميا، مما جعل مختلف الدول غير المنتجة للقاح تواجه صعوبات في الحصول على الكميات الكافية للحد من العدوى وحماية الفئات الهشة، سيما بعد اتخاذ قرار تعميم حملة التلقيح على قسم واسع من الأفراد من قبل المنظمة العالمية للصحة للقضاء على الجائحة.
ويعد تحقيق الأمن الصحي من ضمن التحديات التي رفعتها السلطات العمومية عبر اتخاذ عدة تدابير للنهوض بالصناعة الصيدلانية في الجزائر، من بينها إعادة بعث مجمع صيدال ليستعيد مكانته في مجال صناعة الأدوية محليا، فضلا عن منح تسهيلات للقطاع الخاص للمساهمة بدوره في تحقيق الأهداف المسطرة في هذا المجال.
لطيفة بلحاج