تقترب شركة سوناطراك من إبرام صفقة نفطية جديدة بمنطقة الشمال الشرقي لتيميمون، مع العملاق الطاقوي الفرنسي «توتال إنرجي»، وذلك بعد الاتفاق بين الطرفين على تنفيذ برنامج عمل يهدف إلى تقييم وتطوير موارد المحروقات بالمنطقة، في خطوة من شأنها أن تعزز احتياطيات البلاد من المحروقات، وتدعم الخطط الرامية إلى زيادة الصادرات وتأمين احتياجات عملائها.
وقّعت شركة سوناطراك وشركة توتال إنرجي، أمس، مذكرة تفاهم تجسد رغبة الطرفين في تعزيز شراكتهما وتوسيع مجالات تعاونهما. وأوضحت سوناطراك في بيان لها، أن هذه المذكرة تنخرط في مسعى تنفيذ برنامج عمل يهدف إلى تقييم وتطوير موارد المحروقات بمنطقة الشمال الشرقي لتيميمون، وذلك اعتمادا على منشآت المعالجة القائمة بالمنطقة.
وأضاف البيان ذاته، أن المذكرة تهدف إلى وضع أطر التعاون بين الطرفين بغرض إبرام عقد محروقات في رقعة الاهتمام المحدد، وذلك في ظل القانون رقم 19-13 المنظم لأنشطة المحروقات. وذَكّر البيان أن سوناطراك وتوتال إنرجيز، تقومان باستغلال الرقع التعاقدية المتواجدة بكل من تي.أف.تي 2 وتي.أف.تي جنوب وتيميمون وبركين في إطار عقود الشراكة القائمة.
تهدف مذكرة التفاهم إلى وضع أطر للتعاون بين الطرفين بغرض إبرام عقد محروقات في مربع تيميمون، في ظل القانون رقم 19-13 المنظم لأنشطة المحروقات. وكانت سوناطراك وتوتال إنرجي قد بدأتا في 2018 إنتاج الغاز من حقل تيميمون بجنوب غرب الجزائر، بطاقة تقارب 5 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا (30 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا).
وتدير سوناطراك أعمال تطوير حقل تيميمون بحصة 51 بالمائة وتوتال بنسبة 37,75 بالمائة وسيبسا الإسبانية 11.25 بالمائة، وينتج حقل تيميمون الغاز من 37 بئرًا متصلة بمنشأة لمعالجة الغاز ترتبط بخط أنابيب يُستعمل في نقل الغاز من حقول جنوب غرب الجزائر إلى حاسي الرمل.
ترتبط شركة سوناطراك وتوتال إنرجي بعقود شراكة، إذ تستغلان الرقع التعاقدية الموجودة بكل من تي أف تي 2 وتي أف تي جنوب وتيميمون وبركين في إطار عقود الشراكة القائمة، ووقّعت توتال وسوناطراك خلال العام الماضي 3 صفقات، من بينها عقدان في مجال المحروقات، وعقد لتمديد شراء الغاز المسال الجزائري حتى عام 2024، بإجمالي 2 مليون طن سنويًا، ومذكرة تفاهم في مجال الانتقال الطاقي والطاقات المتجددة.
وتتضمن صفقة الجزائر وتوتال الفرنسية ضخ استثمارات بقيمة 332 مليون دولار في منطقة «تي إف تي 2»، بما يسمح باسترجاع 43 مليار متر مكعب من الغاز، و4.3 مليون طن من المكثفات، و5.7 مليون طن من غاز النفط المسال.
كما تُقدَّر الاستثمارات في العقد الثاني الخاص بـ"تي إف تي" جنوب الجزائر بنحو 407 ملايين دولار، بما يسمح باسترجاع 11.5 مليار متر مكعب من الغاز، و1.3 مليون طن من المكثفات، و1.6 مليون طن من غاز النفط المسال.
ومن المتوقع أن يتجاوز الإنتاج المشترك للرقعتين 100 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا بحلول عام 2026، مقابل الإنتاج الحالي البالغ 60 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا. كما تضمنت صفقة سوناطراك الجزائرية وتوتال الفرنسية تمديد الالتزامات التعاقدية لبيع وشراء الغاز الطبيعي المسال، إذ يؤكد الطرفان تعزيز شراكتهما التجارية التي تسمح بأداء دور رئيس في تموين السوق الفرنسية والأوروبية بالغاز، والإسهام بالأمن الطاقي للمستهلكين.
و وضعت تقارير دولية، الجزائر ضمن كبار مصدري الغاز المسال في إفريقيا، حيث تُظهر قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في إفريقيا تَصدُّر كل من نيجيريا والجزائر إمدادات القارة السمراء إلى السوق العالمية خلال الربع الأول من العام الجاري، وتوضح البيانات أن إجمالي حجم صادرات الغاز المسال الأفريقية تراجع إلى 9.94 مليون طن خلال المدة من جانفي حتى نهاية مارس 2024، مقابل نحو 10.79 مليون طن في الربع نفسه من عام 2023.
يشار إلى أن هناك 7 دول مصدّرة للغاز الطبيعي المسال في إفريقيا، بحصّة تبلغ 15.5 بالمائة من طاقة الإسالة العالمية، وتضم القائمة كلًا من (الجزائر، ونيجيريا، ومصر، وأنغولا، والكاميرون، وموزمبيق، وغينيا الاستوائية). ويعود السبب الرئيس في تراجع صادرات الغاز المسال الإفريقية إلى الانخفاض الكبير الذي سجلته مصر على أساس سنوي خلال الربع الأول، بنسبة وصلت إلى 78.2 بالمائة، بالإضافة إلى تراجع سجلته أنغولا والكاميرون.
وحلّت الجزائر في قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في إفريقيا خلال المدة المرصودة بحجم صادرات نما إلى 3.01 مليون طن، مقابل 2.91 مليون طن في الربع المقارن من عام 2023. ومع التراجع الكبير في حجم صادراتها، جاءت مصر بالمركز قبل الأخير في قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في إفريقيا خلال الربع الأول من 2024، بحجم بلغ 0.41 مليون طن، مقابل 1.88 مليون طن في الربع نفسه من العام الماضي.
ع سمير
