أكد، رئيس جبهة المستقبل ، فاتح بوطبيق، أمس السبت من قسنطينة، مشاركة حزبه في الاستحقاقات الرئاسية المقبلة، لكنه أبرز بأن الفصل النهائي في مرشح الحزب أو دعم شخصية أخرى سيكون على الأرجح بعد استدعاء الهيئة الناخبة، كما ذكر بأن المجال مفتوح أمام كل المبادرات السياسية ، داعيا إلى التخلي عن الأنانية الحزبية و التأسيس لعمل سياسي جماعي مشترك، لإنجاح الرئاسيات .
ورافع ، رئيس حزب المستقبل فتح بوطبيق في كلمته أمام إطارات حزبه بالمركز الثقافي عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، من أجل الحفاظ على استقرار الجبهة الداخلية في ظل التحولات التي يعرفها العالم، كما أشاد، بالاستقرار الاجتماعي الذي تعرفه الجزائر لاسيما في شهر رمضان الماضي والذي تجسد في مساهمة الدولة في الحفاظ على القدرة الشرائية ونوه المتحدث أيضا، بالإصلاحات الاقتصادية التي تعرفها البلاد، وهو ما برز في بعث مشاريع استثمارية كبرى على غرار منجم غار جبيلات.
وقال رئيس جبهة المستقبل، إن الحزب قد عرف نضجا سياسيا أكبر واكتسب نظرة جديدة، تتمثل في كيفية المساهمة في الحفاظ على الاستقرار والاستشراف للمستقبل والحرص على ما يخدم الأمة، ولهذا فقد تم التركيز، كما صرح، على أهمية تفعيل العمل السياسي المشترك بين مختلف الأطياف السياسية، إذ أن الهدف هو تقوية الطبقة السياسية والحفاظ على المكتسبات وكذا الولوج إلى عالم الإصلاح بما يخدم الأمة ويقصر المسافات الزمنية ، مشيرا إلى الانتخابات الرئاسية محطة مفصلية في العمل السياسي وجبهة المستقبل ثمنت التمسك بالمسار الدستوري واحترام المواعيد الدستورية، وهو من شأنه أن يعزز الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، كما أنه يفوت الفرص على من وصفهم بنافثي السموم في الجزائريين.
وأكد رئيس الحزب، أن الجزائر تخطو خطوات كبيرة في مجال الإصلاحات السياسية والاجتماعية، وكذا على مستوى الجبهتين الداخلية والخارجية، وهو ما يتطلب فتح نقاش سليم وبعث أدوات الحوار بين مختلف التيارات السياسية ، مبرزا أن فلسفة الحزب السياسية تهدف إلى التخلي عن أنانيتها الحزبية لصالح مصلحة الوطن في إطار رؤية جماعية، لأن التشرذم، مثلما قال ، سيشكل إرادة سياسية لن تكون في مستوى التطلعات .
ورافع المتحدث، إلى انتخابات رئاسية بحلة جديدة تمنح الجزائر ،كما قال، مناعة سياسية وقوة وهدوءا اجتماعيا.
وأكد الدكتور بوطبيق، مشاركة جبهة المستقبل، في الاستحقاقات إيمانا، كما ذكر، بأهمية هذا الاستحقاق ومختلف المواعيد الانتخابية الأخرى، أما طريقة المشاركة، فقد أوضح، أن المجلس الوطني سيد وسيتخذ القرار المناسب، لكنه ذكر، بأنه لا يوجد أي حرج في تدعيم أي مرشح أو برنامح آخر خارج الحزب، كما أن المجال مفتوح للمشاركة في أي مبادرة وطنية ، مؤكدا أن جبهة المستقبل قد تبنت مبدأ العمل السياسي المشترك، لاسيما في ظل الظروف الدولية الراهنة، التي تفرض اتحاد بين مختلف المشارب السياسية .
ولفت المتحدث، إلى أن الحزب هدفه الوصول إلى السلطة، لكنه يستطيع أن يمارسها عن طريق برنامج سياسي أو بشخصية أخرى خارج الحزب، مبرزا أن الجزائر بحاجة إلى ورشات إصلاح سياسية كبيرة والبلاد بحاجة إلى تعبئة كل الجهود الوطنية من أجل استكمال مسيرة الإصلاح.
وبخصوص الإعلان عن موعد قرار الحزب النهائي، فقد ذكر رئيس جبهة المستقبل، أنه قد يكون بعد استدعاء الهيئة الناخبة، وقد تم تشكيل لجنة الاستشراف الانتخابي من أجل التحضير الجيد للانتخابات، من خلال العمل على حث المواطنين على المشاركة القوية في الرئاسيات ، لأن الإرادة الشعبية، مثلما أكد، تمنح رئيس الجمهورية القوة لاتخاذ قرارات ثورية على مختلف الأصعدة، مشيرا إلى الانتخابات والمشاركة فيها ستقدم صورة إيجابية عن الجزائر لدى المجتمع الدولي.
وأكد المتحدث، على ضرورة التخلي عن العزوف السياسي، وقال بأنه لا يؤثر على شرعية الانتخابات أو مؤسسات الدولة، لكن المشاركة القوية تمارس دورا مهما في فعالية القرارات السياسية ، كما من شأنها أن تشكل مناعة وطنية فضلا عن كونها تقدم صورة قوية عن الجزائر، مقدما مثالا بمساندة الشعب الجزائري لمؤسسات الدولة في القضية الفلسطينية والتي منحت ،مثلما قال، قوة واحتراما للدبلوماسية الجزائرية في مجلس الأمن الدولي، وهو ما يجب أن يكون في مختلف المجالات لاسيما في الاقتصاد. لقمان/ق