انتقد باحثون جزائريون ، أمس، غياب إستراتيجية اتصالية واضحة من السلطات المعنية في الجزائر، في مجال استغلال التراث الثقافي الثري للمدن الجزائرية و الترويج لها إعلاميا و بشكل يساهم في تنمية السياحة و الاقتصاد.
و شارك أمس باحثون و مختصون في علوم الإعلام و الاتصال و علم الاجتماع و الاقتصاد و التعمير ، من عدة دول هي، الجزائر و تونس و قطر و الإمارات و فرنسا و لوكسمبورغ، في ملتقى دولي بكلية الهندسة المعمارية بجامعة قسنطينة 3، من تنظيم مخبر علم الاجتماع الاتصالي بالتنسيق مع وحدة البحث حول المناطق الناشئة و المجتمع.
حيث ركز الباحثون الجزائريون في مداخلاتهم حول غياب الدور التي يفترض أن تقوم به السلطات في الترويج لصورة المدن و التسويق لها بصورة جيدة و فعالة من خلال الاعتماد بشكل أساسي على تراثها الثقافي المادي و اللامادي، و ذلك عن طريق مختلف القنوات و الوسائط الاتصالية، كما هو معمول به في الكثير من دول العالم.
و أبرز أحد الباحثين الدور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في التسويق للمدن، حيث قام بعرض دراسة قام بها حول دور “الفايسبوك” في الترويج للتراث الثقافي و المخزون السياحي لبعض المدن، و أعطى مقارنة قام بها بين الصفحتين الرسميتين على الفايسبوك لكل من مدينتي وهران بالجزائر و باريس بفرنسا، مؤكدا بأن هذه الأخيرة تحظى بتسيير منهجي من قبل مختصين في مجال الإعلام الاجتماعي، حيث تعرف تفاعلا كبيرا، بين زوار الصفحة و المشرفين عليها، بالنظر إلى المادة الإعلامية المقدمة و التي تعمل على جذب السياح بدرجة أولى، فيما أوضح بأن صفحة مدينة وهران تسير بطريقة تقليدية، و ما ينشر عبرها لا يساعد تماما على جذب الزوار أو تنشيط الحركة السياحية بالمدينة، و أشار الباحث إلى غياب إستراتيجية تسويقية للمدن في الجزائر، حيث دعا الجهات المعنية إلى إعادة النظر في الاتصال داخل الإدارة المحلية و ذلك من خلال إنشاء مناصب لمختصين في اتصال الجماعات.
و في مداخلة أخرى انتقدت باحثة، ما أسمته عدم استغلال الموروث الثقافي القسنطيني، في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و أكدت بأنه من يطلع على برنامج التظاهرة يعتقد بأن قسنطينة لا تمتلك موروثا ثقافيا يعود إلى مئات السنين، و قالت الباحثة بأن الجهات المعنية مطالبة بالتسويق للمدن من خلال الترويج لإرثها الثقافي و الحضاري من خلال عرض صورها عبر مختلف الوسائط التي باتت توفرها الوسائل التكنولجية الحديثة.
كما عرض متدخلون أجانب، التجارب المختلفة للدول التي قدموا منها، في تسويق صورة المدن و إبراز موروثها الثقافي، بشكل ساهم بشكل فعال في تنشيط السياحة الثقافية و سياحة الآثار و التراث المادي بهذه البلدان.
للإشارة فإن الملتقى توج بعقد اتفاقية شراكة بين جامعة قسنطينة 3 و مديرية السياحة لولاية قسنطينة، سيتم بموجبها التعاون و تبادل الأفكار في مجال التسويق للمدينة و استغلال موروثها الثقافي.
عبد الرزاق.م