اتفق عديد المترشحين لنيل شهادة التعليم المتوسط على المستوى المقبول للمواضيع المدرجة في اليوم الثاني لهذه الامتحانات، التي تمحورت حول الدروس المقررة، وشكل موضوع مادة الرياضيات مصدر أمل بالنسبة للكثيرين في تحقيق نتائج حسنة، بعد أن كانت هذه المادة تمثل هاجسا لدى الكثير من الممتحنين.
سارت امتحانات شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2024 أمس في أجواء هادئة وترتيبات محكمة عبر مجمل مراكز الإجراء الموزعة على التراب الوطني، دون تسجيل أي عقبات أو إشكالات حالت دون تمكن المترشحين من الالتحاق بقاعات الامتحان في الموعد، أو اجتياز المواد المقررة في اليوم الثاني.
وغادر المترشحون مراكز الإجراء عقب انقضاء الفترة الصباحية وهم يعبرون عن رضاهم للسير الحسن للامتحانات، وسط إجماع للمستوى المقبول للمواضيع التي كانت على العموم في المتناول، خاصة بالنسبة لمادة الرياضيات التي تشكل هاجسا للكثير من المعنيين باجتياز الامتحانات الرسمية، من بينها شهادة التعليم المتوسط.
وتضمن موضوع الرياضيات تمارين متدرجة من حيث الصعوبة، لتمكين كافة التلاميذ من حلها، علما أن الفريق المكلف بإعداد مواضيع الامتحانات الرسمية يحرص خلال أداء مهمته على إدراج أسئلة تكون في متناول التلاميذ متوسطي المستوى، مع تفادي الأسئلة المبهمة أو الغامضة التي قد تشتت ذهن الممتحنين.
وتعد مادة الرياضيات من بين المواد الأساسية التي تحدد مصير التلميذ، وكيفية توجيهه في الطور الثانوي، كما تعد هذه المادة مركز اهتمام الوزارة التي اتخذت مؤخرا جملة من التدابير من أجل ترقية تدريس الرياضيات لاسيما في المرحلة الثانوية، بهدف تشجيع التلاميذ المتفوقين على التخصص فيها.
وكان بدوره موضوع مادة اللغة الإنجليزية محل رضا أغلب المترشحين، لاسيما من المهتمين بإتقان اللغات الأجنبية، واتفق الكثير منهم على سهولة الموضوع، بفضل ما تضمنه من أسئلة واضحة ومباشرة مما سمح لأغلبهم بتخطي الفترة الصباحية لنهار أمس بأريحية، مؤكدين بأن الأداء الجيد مرهون بالتحضير الجيد للامتحان خلال السنة الدراسية.
وتنفس المترشحون الصعداء بعد إنهاء الامتحان في مادة التاريخ والجغرافيا في الفترة المسائية، بفضل محتوى الموضوع الذي دار حول فصول المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وفق ما تم تناوله خلال العام الدراسي في مادة التاريخ التي تعد من مواد الهوية الوطنية التي تكتسي أهمية خاصة، إذ تخصص لها الوزارة الحجم الساعي المناسب في كافة الأطوار التعليمية.
وتطرق موضوع الجغرافيا إلى النزوح الريفي والأمن الغذائي و سبل الحفاظ على الغطاء النباتي، وهي من قضايا الساعة والرهانات المطروحة، ومن المواضيع التي يمكن التفاعل معها بموجب ما يحوز عليه التلميذ من ثقافة عامة واطلاع على مواضيع الساعة، إلى جانب ما تم تحصيله من معلومات خلال العام.
تبدد المخاوف من اجتياز الامتحانات الرسمية
وتبددت مخاوف تلاميذ السنة الرابعة متوسط من اجتياز أول امتحان رسمي بالنسبة لهم، بفضل المرافقة التي قدمها المؤطرون وكذا الأولياء، فضلا عن التنظيم المحكم للعملية، والحضور اللافت لأعوان الأمن على مستوى مداخل مراكز الإجراء، وحفظ النظام العام، والوقوف ضد أي ممارسات قد تعيق السير الحسن للامتحان، مما عزز الشعور بالاطمئنان لدى المترشحين.
ومكنت الترتيبات المحكمة التي قامت بها الوزارة الوصية في إطار التحضير للامتحانات الرسمية المترشحين من تجاوز كافة العقبات، لاسيما بعد أن أيقنوا بأن الامتحان الرسمي لا يختلف عن الاختبارات العادية، ويجب التحضير الجيد له من أجل تحقيق معدل مرتفع يتيح لهم اختيار أفضل الشعب.
ويعكس السير العادي لامتحانات شهادة التعليم المتوسط للدورة الحالية الجهود التي بذلت خلال العام الدراسي من قبل الأسرة التربوية من وزارة وأساتذة وأولياء لإنجاح الامتحانات الرسمية التي تتوج السنة الدراسية، وتعطي صورة تقييمية لأداء القطاع من خلال النتائج المحققة في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط.
ويذكر أيضا بأن حالة الاستقرار على مستوى القطاع ساعدت من جانبها على إتمام المقرر الدراسي وتنفيذ مختلف المستويات التعليمية في الموعد، وقد مكن ذلك التلاميذ المعنيين من الإعداد في ظروف عادية لاجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط، في انتظار تنظيم امتحانات شهادة البكالوريا ابتداء من الأحد المقبل.
ويجري صبيحة اليوم المترشحون لنيل شهادة التعليم المتوسط الامتحان في مادتي العلوم الطبيعية والفرنسية، واللغة الأمازيغية في الفترة المسائية بالنسبة للمعنيين بدراسة هذه المادة، على أن يتم الشروع في تصحيح أوراق الامتحان يوم 11 جوان الجاري، بعد تجميعها وتشفيرها، وتوجيهها إلى مراكز التصحيح.
لطيفة بلحاج