الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

تسهيلات الدولة وجهود صناع المحتوى تُحدِث ثورة في قطاع كان نائما: الجزائر تتحول إلى قبلة هامة للسياح الأجانب

تعيش الجزائر طفرة سياحية كبيرة في السنوات الأخيرة، من خلال التوافد الكبير للزوار الأجانب على مختلف ولايات الوطن، ما يُترجم بارتفاع نسبة الإقبال على المواقع الأثرية والسياحية بقرابة 20 بالمئة، بفضل ما تزخر به بلادنا من موروث ثقافي وتاريخي متنوع ومصنف عالميا، جعلها تنافس عدة دول. ويؤكد الخبراء أن هذه الطفرة تعود بالأساس إلى الجهود التي بذلتها السلطات العمومية عبر التسهيلات القانونية المُقدّمة في مجال الاستثمار السياحي، وكذلك التحفيزات الخاصة بمنح التأشيرة وتكاليف النقل الجوي والبحري، إضافة إلى الدور الذي لعبه المؤثرون وصانعو المحتوى في فتح أعين سياح العالم على الجزائر.

إعداد: حاتم بن كحول

وارتفع عدد السياح الذين زاروا مختلف المناطق بالجزائر خلال السنة الجارية، حيث أكد وزير السياحة والصناعات التقليدية، ياسين حمادي، مؤخرا، أن عدد السياح الذين توافدوا على الجزائر خلال النصف الأول من سنة 2024 وصل إلى 800 ألف سائح، ومن المتوقع أن يفوق عددهم مع نهاية العام مليوني سائح، خاصة وأن موسم الاصطياف لم ينطلق فعليا إضافة إلى احتفالات نهاية السنة، ما يرشح تسجيل أرقام تعتبر الأكبر في تاريخ السياحة الجزائرية.
لعبت الدولة الجزائرية دورا محوريا وبارزا في حالة الانتعاش التي تعرفها مختلف المناطق السياحية، بعد أن قامت بإطلاق إجراءات شجعت الأجانب على السفر لزيارة الجزائر، أبرزها تخفيف إجراءات الحصول على التأشيرة، وخفض ثمن تذاكر الطيران خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى تنظيم نشاطات تهدف إلى ترقية قطاع السياحة وتوجيه ومساعدة أصحاب الوكالات السياحية من أجل تقديم أفضل الخدمات، وكذا إنجاز مشاريع سياحية ضخمة على غرار الفنادق والمتنزهات. وقد صنف موقع «سكاي سكانر»، الجزائر كوجهة سياحية أقل تكلفة في العالم لسنة 2024، وحسب الموقع فإنها تعتبر أفضل وجهة وفي المرتبة الأولى كأحد أفضل الخيارات السياحية للمسافرين الباحثين عن تجربة فريدة مع أقل الأسعار سواء المتعلقة بتذاكر الطيران أو الفنادق والسفر داخليا.
الجزائر ضمن أحسن الوجهات السياحية في العالم

كما صنفت الصحيفة الأمريكية «نيويورك تايمز»، الجزائر ضمن قائمة أفضل 52 وجهة سياحية في العالم تستحق الاكتشاف خلال العام الماضي، وخلال تقريرها الذي صنع الحدث، ركزت الصحيفة على الصحراء الجزائرية وتحديدا منطقة «طاسيلي» ونصحت عشاق السياحة والاستكشاف بزيارتها في أقرب فرصة، مشيرة إلى أن مساحتها تصل إلى 8 أضعاف حجم متنزه «يلوستون» بالولايات المتحدة الأمريكية والذي يعد قبلة للسياح من كل العالم.
وساهمت استضافة الجزائر لعدة محافل رياضية خلال السنوات الأخيرة في إنعاش الحركية السياحية، خاصة وأن تنظيم مثل هذه المنافسات الإقليمية والقارية سمح بالتعرف على أهم ما تزخر به الجزائر من ثروات سياحية وثقافية وتاريخية، لاسيما وأن وهران كانت قبلة لدول البحر الأبيض المتوسط، وكذا تنظيم بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين والتي أقيمت على مستوى 4 ولايات هي عنابة وقسنطينة والجزائر العاصمة ووهران، كما هو الحال مع بطولة كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة وكأس العرب للناشئين وكأس شمال إفريقيا وغيرها من البطولات التي زادت شعبية المناطق السياحية.
وصرّح وزير السياحة والصناعة التقليدية، مختار ديدوش، عند زيارته لولاية قسنطينة قبل أسابيع، أن الدولة تدعم المشاريع السياحية على غرار القرى المائية والشواطئ الاصطناعية ومدن الألعاب وغيرها من المرافق التي تعتبر مقصدا للعائلات، وخاصة التي توفر نفس معايير الترفيه والاستجمام الموجودة في المناطق الساحلية، وأكد على ضرورة الاستثمار في مشاريع مشابهة لها على مستوى المناطق المحاذية للولايات الساحلية، وهو ما يشجع أكثر على زيارة مختلف الولايات، كما ساهمت الوزارة في الترويج للسياحة من خلال استضافة العديد من المؤثرين وصناع المحتوى العرب خلال مناسبات عدة، لتسهيل عملهم في الترويج السياحي للجزائر وهو ما تم في الفترة الأخيرة.
صناع محتوى ومؤثرون يُحدِثون ثورة في السياحة الجزائرية

ولعب المؤثرون الجزائريون والأجانب دورا بارزا أيضا، في الترويج للسياحة المحلية، عبر وسائل بسيطة متمثلة في كاميرا أو هاتف ذكي وأداة مثبِّتة، أو طائرة «درون» في أفضل الأحوال، لتمكن هذه الأدوات من إحداث ثورة في قطاع السياحة الذي تحول اليوم لأكثر القطاعات نشاطا بعد ركود دام لسنوات طويلة، وساهم هؤلاء الشباب في إخراج الجزائر للعملاق السياحي النائم بداخلها لتظهر للعالم مرتدية ثوبا يمزج بين جمال البحر الأبيض المتوسط والسهول الخضراء الخلابة والجبال الشاهقة والصحراء الساحرة.
واستفاد قطاع السياحة من التطور التكنولوجي متمثلا في الرقمنة ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي التي حولت العالم من دول كبيرة موزعة على كرة أرضية، إلى قرية صغيرة يسهل فيها معرفة كل كبيرة وصغيرة على بعد آلاف الكيلومترات، كما أصبحت مهمة الأجانب في اكتشاف الجزائر سهلة جدا، يكفي فقط إدخال عبارة «السياحة في الجزائر» في محرك البحث «غوغل» أو في مواقع أخرى لتظهر آلاف المعلومات.
ويمكن لكل شخص بمختلف قارات العالم، أن يطّلع على أدق التفاصيل الخاصة بالسياحة في الجزائر المعروفة بتنوعها الجغرافي، مما يتيح فرصة مزج الزيارة بين المناطق الساحلية أو السهول والجبال أو الصحراء، لتكون بعض الولايات الوطنية قبلة للآلاف من السياح خلال آخر سنتين، على غرار العاصمة ووهران وقسنطينة وجانت وغيرها من المناطق التي أثارت إعجاب كل زائريها.
ورغم ما تزخر به الجزائر، إلا أن الكثير من السياح كانوا يجهلون مقوماتها السياحية، خاصة بالنسبة للأوربيين والآسيويين والأمريكيين، ليُحدِث المؤثرون وصناع المحتوى الجزائريون ثورة حقيقية في هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة، مستغلين منصات التواصل الاجتماعي للترويج للسياحة وإظهار مختلف المناطق في أبهى حلة، حيث وجد هؤلاء تفاعلا كبيرا على المستوى المحلي أو العالمي، شجعهم أكثر على مواصلة مهمتهم التطوعية وتطوير أعمالهم أكثر، خاصة بعد خلق منافسة فيما بينهم لتنتقل فيما بعد إلى صناع محتوى أوروبيين وعرب.
وسلك «الرحالة الرقميون» طرقا معبدة بأفكار جديدة ومبتكرة لتفعيل خاصية استقطاب السياح الأجانب، من خلال استغلال كل المزايا المتاحة للمنصات التفاعلية بعرض صور و»فيديوهات» و»هاشتاغ» ومقاطع «ستوري» لقيت تفاعلا من ملايين المستخدمين، ليكون بذلك هؤلاء الشباب العاشق للمغامرة ركنا من أركان قيام السياحة الجزائرية وعنصرا بارزا في مسايرة الجزائر لتطور الرقمنة ووسائل الاتصال الحديثة.
«كبسة زر» مكنت من اكتشاف الجزائر!
وأخذ العشرات من صناع المحتوى على عاتقهم مسؤولية الترويج للجزائر سياحيا، وكانت هذه المبادرة عبارة عن تحد بالنسبة لهم في بادئ الأمر، خاصة وأنهم يستعملون وسائل بسيطة لا تزيد عن هاتف ذكي أو كاميرا، إلا أن التفاعل الكبير معهم جعلهم يحاولون أكثر للوصول إلى أكبر نسبة من تعبئة السياح الأجانب وخلق رغبة استكشاف وجهات جديدة في نفوسهم، ليتحول التحدي إلى حقيقة ويرتفع عدد السائحين بمختلف مناطق الوطن.
وتمكن هؤلاء المبدعون من التعريف بمختلف المقومات الطبيعية والسياحية وبالموروث الثقافي والتاريخي المتنوع الذي تزخر به «الجزائر القارة»، بإجراء بسيط جدا لا يتعدى كبسة زر على كلمة «نشر» بهاتف نقال أو جهاز حاسوب، لتكون هذه الكبسة عبارة عن تحول سياحي كبير في بلد لم يستفد سابقا من كامل إمكانياته السياحية بسبب ظروف قاهرة. ويستعمل «الانفلونسرز» طرقا مشوقة لجذب المشاهدين، ما جعل ردود الأفعال في الغالب إيجابية ومشجعة، على غرار صانع المحتوى خبيب، الذي نشر فيديو في ولايته قسنطينة بشكل رائع مستعملا أسلوب التشويق والترغيب، مثلما فعل عند تواجده على الجسور المعلقة وكذا بعض الكهوف المطلة على الشلالات.
تفاعل كبير مع فيديوهات لمناطق أبهرت العالم

ويعتبر خبيب كواس من أفضل صناع المحتوى على المستوى العربي، خاصة وأنه ساهم بشكل كبير في الترويج للسياحة الوطنية، من خلال عشرات الفيديوهات بمختلف المناطق والتي سمحت للملايين من متابعيه باكتشاف بعض الولايات الجزائرية، وقد فاز بجوائز منها أفضل محتوى سياحي على الفايسبوك من طرف الاتحاد العربي للإعلام السياحي، كما شارك شباب آخرون في الترويج للسياحة على غرار مدور سليمان الفائز بجائزة أحسن صانع محتوى في إفريقيا ممثلا للجزائر في مسابقة قارية أقيمت في السنغال سنة 2022، وتوج أيضا بجائزة ثاني أفضل فيديو ترويجي للسياحة في الجزائر متحصل عليها من طرف وزارة السياحة والصناعة التقليدية.
وشاركت أسماء أخرى في التعريف بالجزائر لمختلف البلدان العالمية، على غرار قاسم وإيستر، اللذين يعتبران أشهر ثنائي من بين المؤثرين في الجزائر خاصة وأنهما يجسدان قصة جميلة تروي مغامرات ابن الجلفة وزوجته الايطالية المسلمة القادمة من صقلية، إضافة إلى مهدي شطاح، وكذا الثنائي «جزائريان يسافران»، وهما زوجان ينشران مغامراتهما في مختلف مناطق الوطن، و»الدقس» الذي يعتمد أسلوبا بسيطا يسهل من التعريف بمختلف المناطق السياحية الداخلية، شأنه شأن إحسان، محمد جمال طالب ونور براهيمي وغيرهم كثير. واستقبل الثنائي قاسم وإيستر «كازواست» عدة صناع محتوى ومؤثرين قدموا من أوروبا، وأشرفا على مرافقتهم خلال زياراتهم إلى مختلف المناطق السياحية وخاصة في صحراء الجزائر الخلابة، على غرار صانع محتوى كرواتي وآخر هولندي والعديد من الأوروبيين الذين انبهروا بجمال الجزائر واستغربوا عدم زيارتها من قبل وعدم معرفتهم بهذا البلد القارة، وهو ما يجعل قاسم وإيستر أحسن سفيرين للجزائر سياحيا.
وتعمد بعض صناع المحتوى الأوروبيين، إظهار فيديوهات حقيقية وعلى المباشر من أجل تعريف مواطنيهم ومتابعيهم بالتفاصيل الدقيقة منذ الحصول على التأشيرة إلى غاية نهاية عطلتهم بالجزائر، من خلال تصوير لحظة النزول من الطائرة عند القدوم ثم المرور على مختلف المصالح في المطار والتسهيلات التي يجدونها أثناء العملية، إضافة إلى الترحيب الكبير الذين يلقونه من طرف المواطن البسيط الذي يرحب كثيرا بكل الضيوف بطريقته الخاصة، وهو ما أعجب كثيرا عشاق السياحة. ولقي مقطع فيديو نشرته مؤثرة فرنسية عند عودتها إلى بلدها بعد زيارة سياحية في قسنطينة، تفاعلا كبيرا من متابعيها عبر كل بقاع العالم، حيث فاق عدد المشاهدات أكثر من مليون مشاهدة، وقالت هذه المؤثرة إنها لم تصدق ما شاهدته خلال تواجدها في الجزائر، وقامت بإعداد فيديو يظهر مقاطع من زيارتها لقسنطينة، وخاصة عند تواجدها أسفل الجسور المعلقة مقابل الشلالات، مرورا على درب السياح، فيما نصحت متابعيها بزيارة الجزائر في أقرب فرصة لأنهم لن يندموا على ذلك، بل سيكتشفون عالما آخر يكاد يكون من الخيال حسب وصفها. ولقي مقطع الفيديو الذي نشرته هذه الشابة الفرنسية، رواجا كبيرا، خاصة وأن قسنطينة تعتبر من أكثر الولايات السياحية جذبا للأجانب على المستوى الوطني، بعد نجاحها في استقطاب آلاف السياح من أوروبا خلال الفترة الماضية.
بساطة المواطن الجزائري وعفويته تُثير إعجاب السياح

وزار الجزائر خلال السنوات الأخيرة العشرات من صناع المحتوى، بعد أن بدأت هذه الوجهة تجذب السياح كثيرا، وبعد انتشار فيديوهات تظهِر المعالم السياحية المختلفة والمتنوعة، وكان من السباقين صناع المحتوى العرب على غرار المصريين محمود إبراهيم، محمود حجازي وعلي سعيد، وكذلك الرحالة القطري خالد الجابر الذي دامت رحلته في الجزائر 4 أشهر، إضافة إلى اليوتوبر الأردني جو حطاب، وآخرين من السعودية ودول عربية أخرى، واستمتع هؤلاء بالتواجد في مختلف المناطق الجزائرية، وتفاجؤوا كثيرا لاختلاف الثقافات والعادات بين منطقة وأخرى. واندهش العرب والأوروبيون من كرم وضيافة الجزائريين، خاصة وأن كل صناع المحتوى سبق لهم وأن استقبِلوا في منازل السكان المحليين على غرار يوتوبر سعودي تناول ألذ وأشهى الأطباق التقليدية في قسنطينة على غرار الشخشوخة و»البقلاوة» و»الجوزية»، كما هو الحال مع صناع محتوى مصريين لقوا الترحاب في كل الولايات التي زاروها، وهو ما أدهش كثيرا ضيوف الجزائر الذين أكدوا في فيديوهاتهم أنهم لما يصادفوا شعبا كريما كالشعب الجزائري، وأوضحوا أن المواطن الجزائري لا ينظر للسائح على أنه مصدر للمال بل كضيف وجب إكرامه. وساهمت الشخصية البسيطة للمواطن الجزائري وتعامله بكل عفوية مع الضيوف الأجانب في زيادة إقبال السياح، وخاصة فيديو لصانع محتوى فرنسي شهير، أكد أنه يأكل ويشرب في ولاية قسنطينة مجانا، لأن المواطنين أو التجار يرفضون تلقي مقابل مادي بعد علمهم أن المشتري أجنبي، وقال الشاب «الشعب الجزائري لا يصدق، يمنحونني الطعام والشراب مجانا لأنني أجنبي».

كما أكد مؤثرون عرب أن بإمكانهم المكوث في الجزائر لمدة 10 سنوات دون تكبد أي عناء مادي، لأن الشعب مضياف ولا يترك فرصة لهم من أجل تسديد مقابل شيء تم اقتناؤه، وهو ما أثار دهشة الكثير منهم، ليصنع شاب الحدث بعد أن ساعد مؤثرا أجنبيا خلال حمل الحقائب وتوفير وسيلة نقل، ورفض بعدها أخذ أي أموال من السائح وهو ما أدهش الأجنبي كثيرا، خاصة وأن الجزائري اعتبر ذلك إهانة له.
الشخشوخة تسيل لعاب الفرنسيين وإيطاليون يتلذذون بالحمص

وصنع سائحان إيطاليان الحدث عند عودتهما إلى بلدهما، بعد أن قام أحدهما بنشر صورة للثنائي وهما يتناولان الطبق التقليدي «الحمص دوبل زيت»، بمطعم شعبي في حي رحبة الجمال، والمعروف بطهي الحمص، واستفسر عشرات الآلاف من الإيطاليين من ناشر الفيديو عن مكان الزيارة وعن الأطباق ولذتها والمناطق السياحية المتاحة، ليقبِل عدد كبير من الزوار الإيطاليين على ولاية قسنطينة خلال الأيام القليلة الماضية لاستكشاف مختلف المعالم، على غرار الموقع الأثري «تيديس» الذي أعجبوا به كثيرا لتشابهه مع موقع آخر في روما، ما جعلهم يلتقطون صورا للمكان وهم يحملون غلاف كتاب يظهر نفس المنطقة تقريبا ولكن في روما الإيطالية، كما أسال طبق «الشخشوخة» لعاب الفرنسيين بعد أن تذوقوه في قصر أحمد باي.
تسهيل منح التأشيرة يُنعش القطاع

ونشر السياح فيديوهات ترويجية بطريقة مختلفة، حيث عرّفوا بكل التسهيلات والطرق الأمثل لنيل تأشيرة دخول الجزائر، إضافة لمختلف الولايات الساحلية والمواقع السياحية الموجودة، وأبرز المأكولات الشعبية وأسعارها وطريقة التنقل بين مختلف المدن، وكل التفاصيل التي يحتاجها أي سائح أجنبي لزيارة الجزائر، مؤكدين أن الشعب الجزائري مسالم ومضياف.وتغيرت فكرة الأجانب عن السياحة، حسب ما لاحظناه خلال زيارتهم لقسنطينة، فأصبحت المواقع الشهيرة والفنادق وناطحات السحاب والمرافق الترفيهية، غير مطلوبة، وصاروا يفضلون المناطق الطبيعية بين الجبال والصخور، والأحياء القديمة التي أنجزت في فترة التواجد العثماني في الجزائر، على غرار زيارة سياح إيطاليين وروسيين وأمريكيين وهولنديين وبريطانيين، للأزقة العتيقة بقسنطينة القديمة على غرار «السويقة» و»القصبة»، أين استمتعوا باستكشاف الأسواق الشعبية، كما أصروا على تناول بعض الوجبات التقليدية مثل الحلوى على مستوى محلات قديمة ومتواضعة.
تكيف مع التطور الرقمي

وأشرفت الدولة على توفير كل الظروف الملائمة لأصحاب الوكالات السياحية والتكفل بأبرز انشغالاتهم، وذلك بهدف تسهيل مهمة مسايرتهم للتطور الحاصل في مجال السياحة، حيث أصحبت الوكالات تبتكر طرقا حديثة للترويج لمختلف المناطق، مستعمِلة مختلف مواقع التواصل الاجتماعي على غرار «فيسبوك» و»أنستغرام» و»تيك توك»، إضافة إلى عرض أسعار تنافسية خاصة بتذاكر الطيران والفنادق. كما دخلت حيز الخدمة مؤخرا، تطبيقات تتكفل بمهمة المرشد السياحي بالنسبة للأجانب، حيث تتيح عدة مزايا لمستخدميها بداية بمساعدة السائحين على اختيار وجهتهم دون عناء التنقل والسؤال، وبالتالي اقتصاد الجهد والوقت، إضافة إلى مشاركة تجارب السفر مع سياح سبق لهم زيارة نفس المناطق، مع منح تفاصيل حول التجارب والآراء والتقييمات، كما تقدم تطبيقات أخرى تفاصيل تاريخية واجتماعية وسياحية وجغرافية واقتصادية ورياضية عن كل منطقة، ناهيك عن تطبيق خاص بحالة الطقس يقدم دليلا شاملا لزيارة الجزائر.

* المستشار في التسيير السياحي والفندقي مراد قزار
السياحة الشاطئية الجزائرية أصبحت أكثر تنافسية بين دول المتوسط
أكد المستشار في التسيير السياحي والفندقي، مراد قزار، أن جهود الدولة الجزائرية ساهمت في إنعاش قطاع السياحة في الفترة الأخيرة، وذلك بعد عقود من الركود الذي فرضته الأزمات الأمنية والاقتصادية، وبعدها جائحة كورونا.
وأضاف قزار بأن قطاع السياحة كان قد شهد طفرة بداية من سنة 2002، من خلال تطور الجانب الفندقي، وخاصة مشاريع إنجاز هياكل الإيواء ذات 4 و5 نجوم، لتحدث انتعاشة سياحية بفضل ارتفاع سعر المحروقات، كما تطورت السياحة في تلك الفترة من حيث الاستقبال، بعد تدفق المستوطنين الأوروبيين القدامى أو كما تتم تسميتهم «الأقدام السوداء»، وساهم هذا التوافد في ارتفاع الإقبال على الجزائر من قبل شرائح أخرى من السياح الأجانب.
لكن بداية من سنة 2007، تراجعت الجزائر كقِبلة سياحية، لتصل إلى مرحلة انعدام السياح نهائيا في فترة جائحة كوفيد 19، كما أدى تراجع أسعار النفط سنة 2014 إلى ركود بالقطاع، لتشهد الجزائر قبل سنوات قليلة عودة سياحية قوية، خاصة بعد تسهيلات الحصول على التأشيرة وتحفيزات أخرى خاصة بالنقل الجوي والبحري، مثلما يبرز السيد قزار.
من جهة أخرى فإن الجائحة وما صاحبها من غلق للحدود، دفع بالسائح الجزائري للتصالح مع الوجهة الداخلية ومنها السياحة الشاطئية التي عادت للانتعاش بنفس مستوى سنوات الثمانينيات. ويبقى أساس عودة المقصد الجزائري بالسوق الدولية، يؤكد الخبير، هو الجهود المبذولة في تطوير البنية التحتية في مجال الاستثمار الفندقي، والعرض الثقافي المادي واللامادي الذي تزخر به الجزائر، إضافة إلى تراجع قيمة الدينار ما جعل قيمة الاستهلاك السياحي أقل تكلفة بالنسبة للسائح الأجنبي مقارنة بدول أخرى، كما ثمن المتحدث استضافة الجزائر لعدة تظاهرات رياضية وثقافية خلال آخر سنتين، ما ساهم في إخراج وهران للأضواء وغيرها من الولايات الأخرى.
وأضاف قزار في اتصال بالنصر، أن السياحة الشاطئية الجزائرية أصبحت أكثـر تنافسية في سوق البحر الأبيض المتوسط، وهو حلم كان بعيد المنال واعتبره البعض مستحيلا، إلا أن بعض المدن الساحلية أضحت اليوم تستقطب الكثير من الزوار من داخل وخارج الوطن على غرار تونسيين وليبيين اختاروا الجزائر كوجهة سياحية لهم على غير العادة.

* الباحث في علم الاجتماع عبد الله دراع
حسن الضيافة سلوك فطري يميز الشعب الجزائري
أكد الباحث في علم الاجتماع، الدكتور عبد الله دراع، أن الشعب الجزائري قد يكون الوحيد والاستثناء من بين بقية شعوب العالم، ممن تحكمه منظومة سلوكية خاصة تجاه السياح الأجانب.
وأوضح دراع في حديثه للنصر، أنه في الغالب يرى سكان منطقة معينة، السياح على أنهم مصدر للمال، فيما يقوم الفرد الجزائري بإنفاق ماله الخاص على السائح في معادلة عكسية، وذلك في سبيل إكرام الضيف، كما يقوم الكثير من المواطنين بمختلف الولايات بفتح أبوابهم في وجه الضيوف الأجانب كشكل من أشكال الكرم وحسن الضيافة، دون البحث عن تلقي أي عائد مادي أو معنوي.وتابع الأستاذ الجامعي بأن هذا الأمر نابع من فطرة ونشأة المواطن الجزائري الذي ترعرع على أسس الضيافة وعدم استغلال الأجنبي وابتزازه ماديا من أجل كسب قطع نقدية معدودة، وأضاف الدكتور، أن قيم الضيافة والإكرام تشكل منظومة سلوكية وثقافية تميز الجزائري عن غيره، وانعكس هذا حتى على تعامله مع السائح الذي يفترض أنه قدم إلى البلد لإنفاق المال مقابل استفادته من خدمات.
ح.ب

* الخبير والمستشار الاقتصادي عبد القادر سليماني
قانون العقار الاقتصادي الجديد يمنح الأولوية للاستثمار السياحي
أكد الخبير والمستشار الاقتصادي، عبد القادر سليماني، أنه يجب أن يكون للسياحة دور إيجابي في الاقتصاد الوطني، موضحا أن نسبة مساهمتها في الناتج الخام الداخلي لا تمثل سوى 2 بالمئة، في وقت تخطط فيه الدولة لرفع قيمة الناتج الداخلي الخام إلى 400 مليار دولار، وبالتالي يتطلب ذلك تضافر جهود مختلف القطاعات من أجل المساهمة فعليا في هذا الناتج.
وأضاف المتحدث، أن السياحة الداخلية وجب أن تكون أكثـر ديناميكية، خاصة بعد الجهود المبذولة من طرف الدولة، متمثلة في تعليمات رئيس الجمهورية القاضية بمجانية الشواطئ ومراجعة أسعار الفنادق وغيرها من القرارات التي وجب أن تُدعم بوضع إستراتيجية وطنية للصناعة السياحية في الجزائر عن طريق تحفيز ودعم الاستثمار وتدعيم ولوج الشركات العالمية المالكة للسلاسل الفندقية والمنتجعات السياحية، مضيفا أن قانون العقار الاقتصادي الجديد يمنح الأولوية للاستثمار في المجال السياحي.
كما أفاد الخبير أن توافد السياح الأجانب على الجزائر ارتفع كثيرا، بعد تسجيل أزيد من 3 ملايين سائح خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن الرهان يبقى رفع هذا العدد أكثـر، ولن يتم ذلك إلا بتضافر الجهود فيما يخص الطيران والنقل البحري والفندقة، إذ أن هياكل الإيواء تستوعب حاليا أزيد من 150 ألف سرير وهي بحاجة للدعم أكثـر، وذلك بفتح المجال أمام الاستثمار السياحي في مجالات متنوعة، على غرار السياحة الساحلية والجبلية والصحراوية والثقافية والتاريخية والدينية.

ونبه سليماني، إلى أن إنعاش قطاع السياحة لا يقتصر فقط على الوزارة الوصية، وإنما يتطلب تجند الجميع لرسم إستراتيجية وطنية للنهوض بالقطاع ضمن ما يسمى بالصناعة السياحية، إضافة إلى ضرورة تدعيم الوكالات السياحية لهذا التوجه، خاصة في ظل التسهيلات التي تقدمها الدولة في منح تأشيرات مباشرة من المطارات، مثل مطار جانت، إضافة إلى تحفيز دخول المغتربين باشتراط بطاقة التعريف الوطنية فقط.
وأضاف المستشار الاقتصادي، أن الجزائر تتوفر على 7 مواقع مصنفة من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو»، دون إغفال المواقع الخلابة الأخرى، منبها بضرورة اعتماد كل ولاية على نفسها في جلب السياح عبر الاستثمار المحلي، وهو ما تدعمه الوكالة الجزائرية للاستثمار. كما أكد المتحدث وجوب تجنّد المصارف والبنوك لأجل تدعيم الاستثمار السياحي، إضافة إلى تنظيم نشاطات ثقافية ورياضية وبيئية وترفيهية في مناطق تواجد الفنادق والمنتجعات والقرى السياحية، وغرس ثقافة الانفتاح على السياحة لدى المواطن الجزائري ولدى المسؤولين المحليين، إلى جانب التسويق للسياحة في الجزائر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاعتماد على المؤثرين وصناع المحتوى في هذا المجال. ح.ب

الرحالة الجزائري بلقاسم في حوار للنصر
نجني ثمار الترويج لسياحتنا وجمال الجزائر أبهر أشهر الرحالة في العالم
أكد الرحالة الجزائري الشهير، بلقاسم بن عروس، صاحب صفحة «كاسواست»، التي تعرض محتوى رحلاته مع زوجته، أن الإقبال الكبير للسياح الأجانب على بلادنا خلال هذا العام هو ثمرة عمل دؤوب قام به صناع المحتوى في الفترة الأخيرة، مثمنا الإجراءات المتخذة لتسهيل دخول السياح الأجانب، وتوقع بلقاسم في حوار للنصر، أن تكون الجزائر من أحسن الوجهات السياحية في العالم خلال سنوات قليلة مقبلة، موضحا أن أشهر الرحالة في العالم انبهروا بجمالها، وهم يرغبون اليوم في برمجة زيارة أخرى لاكتشاف المزيد عن هذا «البلد القارة».
حاوره: حاتم بن كحول
تُعتبر وزوجتك أشهر ثنائي جزائري رحالة عبر العالم، كم عدد الدول التي تنقلتما إليها في إطار السياحة؟
سافرنا إلى 56 دولة موزعة عبر مختلف بقاع العالم، ما مكننا من اكتشاف تنوع واختلاف الثقافات، لقد كانت تجاربنا أكثر من رائعة خلال تلك الزيارات وستبقى راسخة في أذهاننا مدى الحياة.
كرم الضيافة زاد من إقبال السياح
كنتما السباقين إلى الترويج للسياحة الجزائرية، كيف يمكن مقارنتها مع الدول التي قمتما بزيارتها؟
ترويجنا للسياحة الجزائرية كانت نقلة نوعية، لأن بلادنا تعتبر واحدة من أجمل البلدان في العالم من حيث التنوع السياحي، ولكن وجب التنبيه إلى أمر مهم وهو أن الخدمات المقدمة تبقى بعيدة عن مقارعة أكبر البلدان السياحية عالميا، ومازلنا بحاجة إلى التحسين أكثر.
هل تظن أن هذه النقائص يمكن معالجتها في المستقبل القريب؟
بطبيعة الحال، بما أن الدولة الجزائرية تعمل بجد من أجل تطوير هذا القطاع، فيمكن الوصول إلى المبتغى، بعد إجراءات منح تأشيرة خاصة عند الوصول للوكالات السياحية، وهي واحدة من الإجراءات المهمة التي تسهل علينا عملية الترويج للسياحة الجزائرية عبر العالم.

أكيد أنك زرت بعض الولايات الجزائرية، كيف كانت تجربتك مع السياحة الداخلية؟
سافرت إلى عديد الولايات الجزائرية، ومثلا زوجتي الأجنبية «إيستر» زارت أزيد من 30 ولاية. حقيقة التنوع السياحي والثقافي والتاريخي الذي تزخر به بلادنا يجعلها تتميز، خاصة وأنها تتشكل من ساحل وهضاب وسهول وصحراء، تجعلك مناظرها تنغمس وتندمج معها وكأنك في عالم جديد، ناهيك عن اختلاف العادات والتقاليد من منطقة إلى أخرى.
يبدو أن تجربتكما بمختلف الولايات جعلتكما تروجان للسياحة الجزائرية
نعم فكرنا في أن نستقطب زملاءنا وأصدقاءنا الذين سافروا من قبل برفقتنا إلى مختلف دول العالم، على غرار الهولندي توم الذي يعتبر من أشهر الرحالة عبر العالم، إضافة إلى الكرواتيين كريشين وآلان.
كيف كانت ردود أفعالهم بعد اكتشاف مناطق سياحية في الجزائر؟
بداية برمجنا زيارة الهولندي توم للجزائر قبل عامين، وجسدناها في صحراء الجزائر. كانت ردة الفعل إيجابية أين انبهروا بصحرائنا الكبرى، وأكدوا لي أنهم لم يسبق وأن زاروا صحراء مماثلة، وأوضحوا أنها مختلفة عن بقية الصحاري المنتشرة في العالم.
لكن تجاربهم السياحية جعلت منهم يعرفون خبايا الصحراء، فما المختلف في صحرائنا؟
نعم زرنا من قبل عدة صحاري في السعودية وتونس وناميبيا وغيرها، ولكن الصحراء الجزائرية مميزة ومختلفة لأنها تمكنك من اكتشاف 4 إلى 5 مناظر مختلفة يوميا وذلك في صحراء واحدة، كما أن طبيعة تضاريسها المختلفة والمتنوعة تجعلك ترغب في اكتشاف المزيد. أظن أن زملائي انصهروا داخل جمال تلك المناطق وكانت التجربة موفقة ورائعة بالنسبة لنا ولهم.
التنوع السياحي يصنع تميز الجزائر
تزخر الجزائر بمقومات سياحية مختلفة في الشمال، فهل سافرت رفقة أصدقائك إلى إحدى الولايات الشمالية؟
نعم بطبيعة الحال، فقد سافرنا رفقة الهولندي توم إلى ولاية وهران، وأعجب كثيرا بها، كما سبق وأن قلت فإن الجزائر تزخر بتنوع سياحي قل ما نجده في البلدان الأخرى.
كيف كان تعامل الأشخاص الذين صادفتموهم أثناء تواجدكم في الجزائر خاصة وأنهم لم يتعودوا كثيرا على تواجد سياح أجانب؟
بكل صراحة، لقد انبهر أصدقائي بطيبة وكرم الجزائريين لدرجة لا تصدق، وإلى حد اليوم يرغب صديقي توم في زيارة أخرى للجزائر لاكتشاف المزيد من المناطق. لقد منحتَني الفرصة لأوضح نقطة مهمة. يظن الكثير من الأشخاص أن طريقة تعامل الجزائريين مع السياح واستقبالهم الحار، تُعد نقطة ضعف في السياحة الجزائرية، خاصة بمنح بعض الأغراض مجانا للضيوف، ولكن الأصح أنها نقطة قوة وتعتبر بداية السياحة بالبلاد، لأن السياحة دائما ما تنطلق بحفاوة استقبال الضيوف، خاصة وأننا لا نعتبر بلدا سياحيا بامتياز، وهي عوامل تجعل المواطن البسيط يتصرف بكل عفوية ولطف وود مع الأجنبي.
إظهار طريقة تعامل الجزائريين مع السياح، رفع كثيرا من الإقبال على الجزائر مؤخرا وتجلى ذلك من خلال ردود أفعال الأجانب مع الفيديوهات التي ننشرها.
إجراءات تسهيل منح التأشيرة مهمة للترويج
هل ترى أن الترويج لاستضافة أصدقائك الرحالة زاد من الإقبال على الجزائر؟
بطبيعة الحال، أعتبر أن تلك الفيديوهات، وما أظهرته من تنوع سياحي للجزائر، كانت نقطة انطلاقة فعلية للكثير من الرحالة العالميين الذين تواجدوا في الجزائر بعد رحلتنا مع أصدقائنا سنة 2023، وأظن أنها كانت انطلاقة رائعة وبداية جديدة للسياحة الجزائرية، ولو تتصل بأصحاب الوكالات السياحية في الجنوب فأكيد أنك لن تجد مكانا شاغرا من شدة الطلب. لقد التقيت خلال تواجدي في الصحراء عدة سياح أجانب قدموا من مختلف الدول على غرار بلغاريا وبولندا وروسيا وفرنسا وهولندا والصين وخاصة إيطاليا، وأصبح هناك طلب على زيارة الجزائر من عدة بلدان أخرى.

هل هذا يعني أن الجزائر في طريقها للتحول إلى بلد سياحي بامتياز في قادم السنوات؟
بالفعل أؤكد ذلك، وأتوقع أن تكون الجزائر واحدة من أجمل الوجهات السياحية في العالم، لأنها تفتح أبوابها حاليا للعالم من أجل اكتشافها، وبعد سنتين أو أقل ستشاهدون الجزائر تتوفر على تأشيرة خاصة أو عادية بإجراءات سهلة ستستقطب السياح أكثر. توجهنا للسياحة يسير في الطريق الصحيح بنسبة مئة بالمئة لأن الجزائر تتوفر على الإمكانيات المختلفة لاستقطاب السياح.
الجزائر ستكون من أبرز الوجهات السياحية في العالم
هل لديك كلمة أخيرة تريد قولها؟
أشكركم كثيرا على هذا الحوار. أتمنى من كل قلبي أن تتحول الجزائر في المستقبل القريب إلى وجهة سياحية عالمية، وأنا متأكد من حدوث ذلك لا محالة، وأعد متابعي صفحتي «كاسواست» بفيديوهات أخرى عن الجزائر مستقبلا، كما أني سأواصل عملية الترويج للسياحة الداخلية لأن بلدي تستحق ذلك لما تزخر به من إمكانيات سياحية وتاريخية وثقافية ستجعل منها من أهم الوجهات السياحية على المستوى العالمي.
ح.ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com