أنهى المترشحون أمس اجتياز امتحانات شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2024، وسط إجماع على سهولة المواضيع، وعدم خروجها عن سياق المقرر الدراسي، مع إشادة من الأولياء بالتنظيم المحكم للعملية التي سارت في أجواء هادئة وتنظيم محكم.
أجرى أزيد من 818 ألف مترشح آخر امتحانات شهادة التعليم المتوسط، في مادتي العلوم الطبيعية والفرنسية في الفترة الصباحية، وكذا الامتحان في اللغة الأمازيغية بالنسبة للمعنيين بدراسة هذه المادة، في ظل نفس الترتيبات التي طبعت هذه الدورة منذ انطلاقها يوم الاثنين الماضي عبر أكثر من 3 آلاف مركز إجراء موزع على التراب الوطني.
وغادر المترشحون قاعات الامتحان عقب انقضاء الفترتين الصباحية والمسائية والأمل يحدوهم بتحقيق معدلات مرضية، والتقت مواقف أغلبهم عند الاتفاق على المستوى الجيد للمواضيع، مما مكنهم من تجاوز التوتر والقلق الذي سيطر عليهم في البداية، وساعدهم على التفاعل بشكل عادي مع الامتحانات منذ انطلاقها في يومها الأول.
وكان موضوع مادة العلوم الطبيعية في المتناول على غرار موضوع مادة اللغة الفرنسية، وجاء كلاهما وفق ما درسه التلاميذ خلال السنة مع الأساتذة، بحسب ما تم رصده من انطباعات لدى المترشحين، الذين عبروا عن ارتياحهم لاجتياز هذه الامتحانات في ظروف حسنة، متوقعين تحقيق نتائج مرضية مقارنة بمستوى الأداء الذي أظهروه من انطلاق الدورة.
وتم رصد نفس الانطباعات عبر مراكز الإجراء بمختلف الولايات من بينها الوادي، التي أكد فيها المترشحون على سهولة المواضيع، لاسيما موضوع اللغة الفرنسية بالنسبة لمن يسعى للتخصص في اللغات الأجنبية، في حين تباينت الآراء حول امتحان العلوم الطبيعية ما بين من اعتبره سهلا وفي المتوسط.
كما عبر غالبية المترشحين في ولاية تبسة عن ارتياحهم لسهولة الأسئلة، خاصة في اللغة الفرنسية، وسجلت «النصر» تفاؤلا لدى التلاميذ بتحقيق النجاح، مؤكدين بأن مواضيع اليوم الثالث أثلجت صدورهم، كما أكد مدير التربية للولاية من جانبه على نجاح هذه الدورة.
وكشف من جهته مدير التربية لولاية تيزي وزو أحمد لعلاوي بأن الامتحانات جرت في ظروف عادية وسادها الهدوء والتنظيم المحكم، وأن عدد الغيابات بلغ 211 مترشحا، مؤكدا عدم تسجيل أي حالة غش، كما عبر المترشحون عن رضاهم لمستوى المواضيع التي كانت في المتناول، خاصة موضوع اللغة الفرنسية. وأكدت امتحانات شهادة التعليم المتوسط لمجمل المترشحين بأن التحضير المسبق والعمل الدؤوب منذ بداية الموسم الدراسي كفيل بتحقيق النجاح وتخطي الصعاب، وأن الامتحانات الرسمية لا تختلف عن الاختبارات الفصلية، فكليهما يستندان إلى المقرر السنوي، ويعتمدان على المراجعة والمجهود الشخصي.
وغادر المترشحون مراكز الإجراء مع إتمام آخر الامتحانات التي كانت في اللغة الأمازيغية في الفترة المسائية، في أجواء خاصة طغى عليها الارتياح لتخطي أول عقبة في المشوار الدراسي، لاسيما وأن المواضيع كانت في المتناول وخالية من الأخطاء والغموض، مما عزز التوقعات بتسجيل تحسن ملموس في نتائج امتحانات شهادة التعليم المتوسط لهذه الدورة، بناء على ما تم رصده من ردود أفعال إيجابية لدى المترشحين منذ اليوم الأول.
وغابت عن الامتحانات مظاهر الغش بفضل الحملات التحسيسية التي تم إطلاقها لفائدة المترشحين، وكذا الإجراءات العقابية التي تم إقرارها ضد المتورطين في عمليات الغش، فقد انصب الجميع على تقديم أفضل أداء في امتحانات شهادة المتوسط لهذه السنة، والاستعانة بما تم تلقيه من تعلمات خلال الموسم، وفي إطار المراجعة المستمرة.
وكانت الروح التنافسية ظاهرة بين المترشحين لاسيما المتفوقين والطامحين إلى التميز، وتحقيق معدلات مرتفعة تضمن لهم الانتقال إلى الطور الثانوي عن جدارة واستحقاق، إذ لم يكف مترشحون عن المراجعة إلى غاية فتح المراكز والاستعداد للالتحاق بقاعات الامتحان، خشية نسيان بعض المعطيات أو التفاصيل المحورية.
ولم تعق الظروف المناخية التي تعرفها المناطق الجنوبية للبلاد جراء الارتفاع الطفيف في درجات الحرارة التلاميذ من اجتياز الامتحانات في ظروف عادية، على غرار باقي الولايات، بفضل تجهيز قاعات الامتحان بالمكيفات الهوائية، وتوزيع المياه على المترشحين، وتوفير وسائل النقل لفائدة الممتحنين الذين يقطنون خارج مراكز المدن بمبادرة من المجالس البلدية.
وبإتمام آخر امتحانات شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2024 يكون قطاع التربية الوطنية قد اجتاز أول محطة قبل اختتام الموسم الدراسي الحالي بنجاح، في انتظار الشروع في تنظيم امتحانات شهادة البكالوريا ابتداء من الأحد المقبل، التي تعد حدثا اجتماعيا وتربويا هاما ومرحلة مفصلية بالنسبة للأقسام النهائية، فإما الانتقال إلى مقاعد الجامعة، أو التخصص في أحد مسارات التكوين المهني، أو إعادة السنة بالنسبة لمن تتوفر فيهم الشروط.
وينتظر أن يشرع في تصحيح أوراق امتحانات شهادة التعليم المتوسط يوم 11 جوان المقبل، باعتماد التصحيح المزدوج، وانتقاء أساتذة أكفاء وذوي خبرة ، مع تدريبهم على التصحيح النموذجي وكيفية تطبيق سلم التنقيط، بهدف إحداث توافق بين مختلف مراكز التصحيح.
لطيفة بلحاج