سجلت نقابة ثانويات الجزائر مؤشرات إيجابية من مراكز تصحيح امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2024، توحي بتحقيق نتائج مرضية بالنسبة للشعب العلمية، سيما شعبة العلوم التجريبية، مع إحراز تقدم طفيف بالنسبة لشعبة الآداب مقارنة بما تم تحقيقه السنة الماضية.
كشف المكلف بالإعلام لدى نقابة ثانويات الجزائر فواز مذكور في تصريح «للنصر» عن تلقي تقارير أولية عن طريق الأساتذة المصححين المنتمين للنقابة حول النتائج المسجلة من قبل المترشحين لنيل شهادة البكالوريا عبر عديد المراكز، تشير في مجملها إلى استمرار طلبة الشعب العلمية في إحراز تقدم ملموس في النتائج، مقارنة بشعبتي الآداب واللغات، معتقدا بأن المحتوى المناسب للمواضيع ساهم في تحسين النتائج مقارنة بالدورة السابقة.
وأكد المتدخل بأن النقابة لا يمكنها توقع النسبة الوطنية للنجاح في البكالوريا، بل هي تقدم فقط قراءة شاملة للتقارير التي بلغتها من مختلف مراكز التصحيح عبر الأساتذة المنخرطين في صفوفها الذين شاركوا في العملية بعد أن تم إدراجهم ضمن قائمة الأساتذة المصححين من قبل الوزارة الوصية.
وأضاف الأستاذ مذكور بأن المعطيات التي تم جمعها منذ انطلاق عملية التصحيح، من خلال العلامات المسجلة في شتى المواد والشعب تشير إلى تحسن ملحوظ لدى طلبة الشعب العلمية، على رأسهم طلبة شعبة العلوم التجريبية الذين استطاعوا رفع مستوى الأداء بالنسبة لمن حضر جيدا للامتحان، ولم يعتمد على التكهنات والتوقعات.
وأوضح المصدر بخصوص شعبة الآداب بأن المعطيات الأولية تؤكد تحسن النتائج المحققة مقارنة بالدورة السابقة، بفضل المستوى العام للمواضيع، غير أنها تبقى أقل نسبيا مقارنة بالشعب العلمية، مرجعا ذلك إلى طبيعة الشعبة في حد ذاتها التي لا تقوم على العلوم الدقيقة، بما يجعل من الصعب جدا منح العلامة الكاملة للطالب مهما كان مستوى الإجابة على الأسئلة.
كما عبر الأستاذ فواز مذكور عن تفاؤله بخصوص النتائج التي ينتظر أن يحققها طلبة شعبة الرياضيات، سيما في ظل الاهتمام البارز من قبل وزارة التربية الوطنية لترقية الشعبة من أجل تشجيع الالتحاق بها من قبل تلاميذ الطور الثانوي، خاصة بعد استحداث ثانوية وطنية للرياضيات، وكذا إنشاء تخصص قائم بحد ذاته في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في مادة الرياضيات على مستوى القطب التكنولوجي بسيدي عبد الله بالعاصمة.
وأضاف المكلف بالإعلام بنقابة ثانويات الجزائر بأن أداء طلبة شعبة الرياضيات كان أفضل نوعا ما مقارنة بطلبة شعبة تقني رياضي، الذين اشتكوا خلال اجتياز امتحان شهادة البكالوريا من صعوبة موضوع المادة الأساسية، مجددا التأكيد بأن النتائج النهائية ستكون بحوزة الوزارة الوصية، التي تشرف على كافة مراحل عملية التصحيح وحجز النقاط واحتساب المعدلات، بالتنسيق مع الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات.
وأرجع المتحدث الصعوبات التي أثارها الطلبة خلال اجتياز البكالوريا إلى المنهجية المعتمدة في الدروس الخصوصية التي رسخت لدى المترشحين روح الاتكالية والتكاسل، بدفعهم إلى الاعتماد على ما يقدمه الأستاذ بدل الإلمام بالمقرر الدراسي، من أجل تحقيق التحصيل العلمي الذي يمكن الناجحين من تبوء مقاعد الجامعة باستحقاق، ويجنبهم الرسوب في السنوات الأولى جامعي، جراء عدم التحكم في جزء هام من الدروس.
ويعتقد الأستاذ مذكور أيضا بأن الظروف الجيدة التي سار في ظلها الموسم الدراسي المنصرم، وتجاوز آثار الأزمة الصحية لكورونا، كان من ضمن العوامل الرئيسية التي ساعدت على تحسين أداء المترشحين لنيل شهادة البكالوريا، فضلا عن محتوى المواضع التي كانت بإجماع من الطلبة في المتناول وذات صلة بالمقرر.
لطيفة بلحاج