• إطلاق الطبعة الأولى من الجائزة الكبرى لأكاديمية العلوم والتكنولوجيات
أكد رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، البروفيسور محمد هشام قارة، أول أمس الخميس من قسنطينة، أن التعليمات الصارمة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد مكنت الهيئة من النهوض بعد سنوات من الجمود، حيث أعلن عن الإطلاق الرسمي للطبعة الأولى من الجائزة الكبرى للأكاديمية الموجهة للباحثين الشباب من مركز البحث في البيوتكنولوجيا، فيما استعرض أعضاء الهيئة تفاصيل الجائزة وشروط المشاركة.
واختار القائمون على الأكاديمية مركز البحث في البيوتكنولوجيا بولاية قسنطينة لتنظيم يوم إعلامي للإعلان الرسمي عن إطلاق “الجائزة الكبرى للأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات”، حيث قدم مدير المركز، البروفيسور عمار عزيون، كلمة الترحيب الأولى وأكد فيها أن المركز مفتوح للأكاديمية على مدار السنة، كما دعا أعضاء الأكاديمية إلى القيام بجولة عبر مخابر المركز للاطلاع على ما تحتوي عليه من تجهيزات مستغلة في الأبحاث التي تصب في الميادين الاستراتيجية للدولة، على غرار الأمن الغذائي والأمن الصحي والبيئة والأمن الطاقوي.
ونبه رئيس الأكاديمية، البروفيسور محمد هشام قارة، في كلمته، بأن الدعوة إلى الترشح للطبعة الأولى من الجائزة تأتي بعد استكمال الهيئة لجميع المراحل والإجراءات القانونية اللازمة لتكوينها، إذ أدرجت كهيئة استشارية في الدستور، فضلا عن صدور القانون الخاص بها في سنة 2022 ونظامها الداخلي وهيكلها التنظيمي اللذين صدرا مؤخرا أيضا، مثلما أوضح.
وأضاف المتحدث أن استكمال هيكلة الأكاديمية يأتي بفضل التعليمات الصارمة التي وجهها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، “ما مكن الهيئة من النهوض بعد تجميد دام لعدة سنوات”، مشيرا إلى أن الاعتراف الممنوح للأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات سيساهم في تحقيق برنامج رئيس الجمهورية لتنفيذ المشاريع الهادفة لتنويع الاقتصاد الوطني مع مراعاة التطورات العلمية والتكنولوجية وتشجيع الابتكار. وقدم المتحدث نبذة عن تاريخ الأكاديمية التي أنشئت في سنة 2015، حيث تأسست بستة وأربعين عضوا من شخصيات جزائرية مرموقة في الداخل والخارج، توفي ثلاثة منهم، بالإضافة إلى شخصيات علمية أجنبية، فيما أوضح رئيس الأكاديمية أنها هيئة مستقلة تعتبر مرجعية في جميع مجالات العلمية والتكنولوجية، كما أن عضوية الأكاديمية تعتبر أعلى رتبة فخرية في هرم العلوم والتكنولوجيا، حيث يكتسبها صاحبها مدى الحياة، مشيرا إلى أن الأعضاء اختيروا من قبل لجنة تحكيم دولية.
وتطرق الدكتور محمد خوجة، نائب رئيس الأكاديمية، في مداخلته الأولى إلى دور أكاديميات العلوم عبر العالم، حيث تحدث عن تاريخها كمؤسسات علمية ومفهوم تنظيمي في مجال العلوم، فيما عرض قائمة بمجموعة من الجزائريين الذين يشغلون مناصب عضوية في أكاديميات علوم عبر العالم، فضلا عن إشارته إلى أربعة أعضاء من الأكاديمية الجزائرية الذين وردوا ضمن تصنيف جامعة ستانفورد لأفضل العلماء في العالم لعام 2021. وصرح نائب رئيس الأكاديمية للنصر على هامش مداخلته، أن عضوية الهيئة ستوسع في أفق السنوات الخمس القادمة لتضم 200 عضو جزائري دائم، و50 عضوا من جنسيات أجنبية، ليصبح العدد الإجمالي 250 عضوا، مضيفا أن الأكاديمية ستسعى إلى نشر فكرة أهمية إنشاء أكاديميات أخرى في العلوم الإنسانية والاقتصادية، والعلوم الطبية التي تشمل الباحثين في الطب والصيدلة وجراحة الأسنان وغيرهم.
ولفت المتحدث إلى أن هذه الجهود ترمي إلى إنشاء جمعيات علمية متميزة ومتفوقة لبعث الحركية العلمية والاقتصادية والسياسية في البلاد، فيما أوضح بأن الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات تؤدي عدة مهام، من بينها تقديم الخبرة والاستشارة للسلطات العمومية ومؤسسات الدولة وحتى الخاصة، بالإضافة إلى العمل على تبسيط المعارف والعلوم للمجتمع من خلال لقاءات مع مختلف الفئات، كما أوضح أنها قامت بنشاط معتبر خلال السنوات الأخيرة عبر ولايات مختلفة. ونبه الدكتور خوجة بأن الأكاديمية بدأت تحصد ثمار نشاطها، خصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة بعد بعثها وتنظيم هيكلتها من خلال القوانين الصادرة.
أما عضو الأكاديمية البروفيسور سامية بن عباس، فتحدثت في مداخلتها عن السنوات العشر للأكاديمية وتفاصيل نشأتها، حيث أوضحت أنها تضم 11 امرأة باحثة في مجالات علمية مختلفة، إلا أنها نبهت أن اختيار الباحثات لعضوية الأكاديمية لم يكن خاضعا لمقاربة النوع، وإنما تم الاختيار وفقا لمعايير السيرة العلمية لجميع الأعضاء، كما استعرضت العديد من الأنشطة التي أنجزتها الأكاديمية.
تفاصيل الجائزة وشروط المشاركة فيها
من جهته، قدم البروفيسور عز الدين لونيس، مداخلة استعرض فيها تفاصيل الجائزة وكيفية المشاركة فيها، حيث قال إن شروطها تقوم على الامتياز العلمي، بحيث أن العمل ينبغي أن يقدم مساهمة علمية أصيلة ومبتكرة في مجال العلوم والتكنولوجيات، كما يجب أن يظهر مستوى علميا متميزا في مجال التخصص على الصعيدين الوطني والدولي، موضحا أن هذا الأمر يشمل الاطلاع على نوعية المنشورات العلمية للمشاركين وأثر أبحاثهم في المجالات المعنية. وأضاف المصدر نفسه أن المشاركة في المسابقة تتطلب سيرة ذاتية يستعرض المشارك فيها إنتاجه العلمي للسنوات العشر الأخير وأفضل خمس منشورات في المجلات من الصنف «أ» و»أ+»، بالإضافة إلى البراءات المسجلة والمصادق عليها والمستغلة.
ويتمثل المعيار الثاني للجائزة في أصالة البحث ومستوى الابتكار فيه، حيث يجب أن تكون أفكاره ومفاهيمه جديدة، كما يجب أن يستعرض المشارك الجوائز الوطنية والدولية التي حصل عليها. أما المعيار الثالث فيتمثل في نشاط المشارك في التعاون العلمي ونقل المعرفة، إذ ينبغي عليه أن يستعرض مشاركاته في ترأس المشاريع الوطنية والدولية وغيرها، فضلا عن تقييم أثر الأبحاث التي قام بها. ويقوم قانون المسابقة على إحدى عشرة مادة، حيث تحمل المادة الأولى التسمية الرسمية للمسابقة الموسومة بـ»الجائزة الكبرى للأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات»، فيما تنص المادة الثانية على أن قيمة الجائزة عبارة عن مبلغ تحدده الأكاديمية، كما تحدد المادة الثالثة مجالات المسابقة المذكورة في مداخلات الأعضاء.
وتنص المواد الأخرى على أن فتح المشاركة للباحثين الجزائريين فقط، حيث يجب أن تكون أبحاثهم منجزة في الجزائر، فضلا عن ضرورة ألا يتجاوز سن المشارك الأربعين سنة بتاريخ 31 ديسمبر 2024، في حين تنص المادة السادسة على أن إيداع المشاركات يتم عبر منصة رقمية. أما عملية اختيار الفائزين فتمر عبر سبع مراحل، حيث يعين أعضاء لجنة التحكيم من الأكاديمية، بينما حدد آخر أجل للمشاركة بتاريخ 10 سبتمبر 2024، كما سيتم تسليم الجائزة للباحث الفائز بمناسبة الجمعية التي تعقد كل سنة. وقد ذكر رئيس الأكاديمية أن الجائزة الموجهة للشباب تصب في تجسيد التزامات رئيس الجمهورية في شقها المتعلق بتشجيع الابتكار والشباب.
ويذكر أن اللقاء افتتح بإشراف من الأمين العام لولاية قسنطينة، محرز معمري، نيابة عن والي قسنطينة، كما قدم فيه المدير الجهوي لوكالة الأنباء الجزائرية، ممثلا عن وزير الاتصال، كلمة أكد فيها التزام وسائل الإعلام بمرافقة الإعلان عن الجائزة للحرص على وصول المعلومة للباحثين، كما حضر اللقاء ممثل عن وزارة الصناعة، بالإضافة إلى أعضاء من غرفتي البرلمان والمجلس الشعبي الولائي.
سامي .ح