كشف وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، أمس، عن بلوغ المؤشر الوطني للتسجيل في السنة الأولى ابتدائي للأطفال في سن التمدرس، نسبة 98.9 بالمائة من مجموع المعنيين بالالتحاق بالأقسام لأول مرة في شهر سبتمبر المقبل، قائلا إن جهودا مشتركة تم إطلاقها مع الولاة للتقصي بشأن النسبة المتبقية من الأطفال المعنيين بالدراسة.
وأكد وزير التربية الوطنية في ندوة صحفية نشطها بولاية البويرة على هامش زيارة عمل لمرافق القطاع مصحوبا بوزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون، بأن عملية الرقمنة ساهمت في إنجاح تسجيل التلاميذ الجدد عبر مختلف المؤسسات المعنية، موضحا بأن العملية مست 98.9 بالمائة من الأطفال البالغ سنهم ست سنوات، المعنيين بالدخول لأول مرة إلى المدرسة في بداية الموسم المقبل.
وأفاد المتدخل بأن بلوغ المؤشر الوطني للتسجيل في السنة الأولى ابتدائي تم بلوغه في شهر جوان المنصرم عوض شهر أكتوبر بفضل استعمال الرقمنة، التي مكنت الأولياء من تسجيل أبنائهم عن بعد دون عناء التنقل إلى المؤسسة التعليمية لتقديم الملف الإداري الذي يضم عددا من الوثائق، إذ جرت العملية عبر الأرضية الرقمية للوزارة في سلاسة تامة، تزامنا مع استعداد القطاع لاختتام الموسم الدراسي المنصرم.
وأفاد عبد الحكيم بلعابد بأن قطاعه توجه لولاة الجمهورية من أجل التدخل وضم النسبة المتبقية من الأطفال في سن التمدرس إلى زملائهم الذين سيلتحقون بمقاعد الدراسة بعد انقضاء العطلة الصيفية، مؤكدا بأنه سنويا يتم إحصاء حوالي 1 بالمائة من الأطفال الذين يتخلفون عن التسجيل في السنة الأولى ابتدائي في المواعيد المحددة رغم توفر شرط السن.
وكشف الوزير في هذا السياق عن إطلاق جهود مشتركة مع ولاة الجمهورية ورؤساء الدوائر والبلديات للتقصي بشأن فئة الأطفال الذين لا يتمدرسون، من أجل اقتفاء آثارهم والتعرف عليهم، لاسيما وأن التوصل إليهم ليس بالأمر الصعب بفضل العمل البيني والمعلوماتي مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية التي مكنت وزارة التربية الوطنية من الملفات الخاصة بالأطفال غير المسجلين في المؤسسات التعليمية، لاسيما بالجزائر العميقة.
كما تطرق بلعابد إلى التحضيرات الخاصة بالسنة الدراسية المقبلة، كاشفا عن استعداد القطاع لاستلام 459 مطعما مدرسيا، فضلا عن تجهيز 1700 مدرسة ابتدائية بلوحات رقمية في الدخول المدرسي المقبل، مع العمل على تشييد أزيد من 600 مؤسسة تعليمية جديدة على المستوى الوطني، في إطار احترام معايير الجودة خلال إنجاز هذه المرافق البيداغوجية.
وأكد المصدر بشأن التوظيف في قطاع التربية الوطنية بأن الوزارة تسهر على إيجاد منصب لكل خريج من المدارس العليا للأساتذة، إذ تمنح الوزارة الأولوية في التوظيف لهذه الشريحة من الأساتذة الذين يتم تكوينهم من قبل قطاع التعليم العالي والبحث العلمي لتدريس تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة في مختلف المواد، وكذا لسد العجز بالمؤسسات التعليمية جراء خروج الأساتذة على التقاعد.
كما تلجأ الوزارة إلى توظيف متخرجين من الجامعات عن طريق الانتداب، وكذا عبر فتح مسابقات للتوظيف كلما استدعى الظرف ذلك، في حين تظل الأولية في التوظيف لخريجي المدارس العليا، غير أنه مع محدودية المنتوج الذي تقدمه هذه المؤسسات مقابل العدد المتزايد للتلاميذ، يجعل وزارة التربية مضطرة للاستعانة بخريجي الجامعات، مع ضمان تكوينهم في مجال البيداغوجيا قبل استلام مناصبهم.
وأفاد بلعابد خلال الندوة الصحفية بأن الدخول المدرسي المقبل سيكون ناجحا بكل المقاييس، إذ تعد النتائج المسجلة في شهادة البكالوريا دورة جوان 2024 إلى جانب تحسن نسبة التلاميذ المسجلين في أقسام السنة الأولى ابتدائي مؤشرا إيجابيا على الظروف الحسنة التي ستحيط ببداية العام الدراسي المقبل 2024/2025.
لطيفة بلحاج