خطفت بطلة الملاكمة إيمان خليف الأضواء في أول ظهور لها في أولمبياد باريس 2024، بعد نجاحها صبيحة الخميس الماضي بقاعة أرينا، في تخطي منافستها الإيطالية أنجلينا كاريني في ثوان معدودات، لتقتطع بذلك بطاقة التأهل للدور ربع النهائي، وتصبح على بعد منازلة واحدة فقط لنيل ميدالية أولمبية، وجدد وزير الشباب والرياضة أمس، التأكيد على وقوف الجزائر خلف البطلة في مواجهة حملة غير أخلاقية تستهدفها.
وتأهلت خليف (66 كلغ) عن جدارة واستحقاق، بعد انسحاب منافستها أنجلينا كاريني، خلال الجولة الأولى من المنازلة ( 46 ثانية )، متأثرة بقوة لكمات البطلة الجزائرية التي كانت في قمة تركيزها، ولم يُظهر عليها التأثر بالحملة المسعورة التي استهدفتها في الأيام القليلة الماضية، في محاولة لإقصائها من الألعاب الأولمبية الحالية التي تتطلع خلالها لمعانقة الذهب، وكتابة التاريخ.
وستكون إيمان خليف، رمز الشجاعة والتحدي، على موعد عشية اليوم (16.20)، لخوض منازلة الدور ربع النهائي، عندما تلاقي المجرية أنا لوكا هاموري المتأهلة على حساب النجمة الأسترالية ويليامسون، وستكون القاعة التي ستحتضن هذا النزال الهام بالنسبة لبطلة الملاكمة الجزائرية ممتلئة عن آخرها، بعد نفاد التذاكر في وقت قياسي، حيث من المتوقع أن تحظى خليف بدعم كبير من طرف الجماهير الجزائرية المتعاطفة معها، عقب الحملة الشرسة التي استهدفتها من طرف الإعلام الغربي الذي عمل جاهدا لإقصائها من هذه الألعاب. خليف المشاركة في الألعاب الأولمبية لثاني مرة في مسيرتها ( أنهت أولمبياد طوكيو في المركز 5)، تتطلع للذهب الأولمبي، حيث تدرك أن تخطي عقبة المجرية هاموري اليوم سيفتح أمامها الأبواب لإنهاء المنافسات في المرتبة الأولى، ولو أنها تبقى مطالبة بالحيطة والحذر، خصوصا وأنها باتت مستهدفة من الجميع، نظير مستوياتها القوية التي جعلتها المرشح الأبرز لحصد المعدن النفيس. جدير ذكره، أن ابنة مدينة تيارت قد خاضت 50 نزالا منها 37 انتصارا و9 هزائم.
اللجنة الأولمبية الدولية تُنصف رمز الشجاعة والتحدي
وأخرجت الحملة المسعورة التي تعرضت لها ابنة الجزائر ( خليف) اللجنة الأولمبية الدولية عن صمتها، حيث نشرت بيانا سهرة أمس الأول عبر موقعها الرسمي على شبكة الأنترنت، توضح فيه أنه لا توجد قضية اسمها ملاكمات غير مؤهلات للمشاركة في المنافسات، وأكدت التزامها بضمان امتثال جميع الرياضيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 لقواعد الأهلية والتوافق، بمن فيهم البطلة إيمان خليف المهضوم حقها في بطولة العالم الأخيرة بالهند 2023، عندما تم استبعادها من خوض المنازلة النهائية لأسباب واهية.
ويأتي بيان اللجنة الأولمبية الدولية لينصف صاحبة 25 عاما، وينتصر لها، خصوصا وأن الهجمات التي طالتها لم تقتصر على وسائل الإعلام الغربية فقط، بل بلغت حد المسؤولين الذين راحوا يتهجمون على إيمان دون وجه حق، على غرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ووزيرها ماتيو سالفيني اللذين شككا في تغريدتين لهما في عدالة المواجهة، في سلوكات لا يمكن إخراجها من دائرة العنصرية.
وكانت وسائل إعلام فرنسية، قد حاولت هي الأخرى التقليل من قيمة الفوز الرائع المحقق من قبل خليف، من خلال البحث عن الاصطياد في المياه العكرة، ونشر الإشاعات التي ردت عليها بقوة إيمان فوق الحلبة، من خلال الإطاحة بمنافستها في أقل من 46 ثانية.
بطلات عالميات يدافعن عن ابنة الجزائر
ولم تكن اللجنة الدولية الأولمبية الوحيدة التي انتصرت لإيمان، على اعتبار أن العديد من البطلات العالميات في مختلف الرياضات قد دافعن عن الملاكمة الجزائرية، على غرار بطلة العالم للملاكمة النسوية، الإيرلندية ايمي برودهورتس التي كتبت عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس»: الكثير من الناس تراسلني بشأن إيمان خليف، شخصيا لا أعتقد أنها قامت بشيء من أجل الغش، لقد ولدت هكذا، وذلك خارج عن نطاقها»، وتابعت:» رؤية أنها خسرت أمام 9 ملاكمات من قبل، دليل يوضح كل شيء»، وكانت البطلة الإيرلندية قد شاركت بعدها صور لخليف وهي طفلة صغيرة، وأرفقت التغريدة بعبارة :» أرجوكم حملة الكراهية باتت سخيفة». بينما كانت البطلة الأولمبية في السباحة، الإيطالية فيدريكا بيليغريني، في الموعد هي الأخرى، ووقفت إلى جانب إيمان، وكتبت:» إن حملة الاضطهاد، والتضليل هذه حول إيمان تجعلني أتقيأ،..قبل كل مسابقة يتم إجراء اختبارات على الرياضيين، وإذا كانت هنا اليوم، فذلك لأنها اجتازت هذه الاختبارات»، وتابعت:» أنجيلنا كارينا تأثرت بالفوضى الإعلامية، ولقد اتصلت بها قبل يوم المنازلة، وقالت إنها مستعدة، ولكن أثناء النزال لم تكن كذلك، بعكس الجزائرية التي كانت في قمة تركيزها». وكان الصحفي الإيطالي المشهور أندريا فيانيلو، قد استغرب هو الآخر الحملة المسعورة ضد إيمان خليف، مشيرا إلى أن البطلة الجزائرية قد سبق لها شهر مارس الماضي إجراء تربص تحضيري رفقة بطلات إيطاليات دون أن يعترض عليها أحد، وكتب عبر منصة «إكس»:» إيمان خليف تدربت مع ملاكمات إيطاليات في «أسيزي» ولم تعترض أي واحدة منهن، قصة حزينة وغير أولمبية».
هاموري تستفز إيمان وتلعب دور الضحية !
وفي خرجة غير متوقعة، نشرت الملاكمة المجرية أنا لوكا هاموري التي ستلاقي إيمان خلف عشية اليوم، «ستوري» استفزازيا عبر حسابها على موقع «أنستغرام»، تحاول من خلاله التأثير على معنويات البطلة الجزائرية التي دشنت غمار المنافسة في ألعاب باريس بقوة، عقب إطاحتها بالإيطالية كاريني في أقل من 46 ثانية، وأعادت المجرية نشر صورة لإحدى صديقاتها تتضمن منازلة مرتقبة في الألعاب الأولمبية تجمع بين سيدة ورجل ذي عضلات قوية، وكأنها تُلمح للمنازلة التي ستجمعها بخليف التي لم تعد مستهدفة من الإعلام الغربي فقط، بل وصل الأمر إلى منافساتها، اللائي أصبحن يتحججن بأشياء واهية لتبرير الخسائر المنتظرة أمام ابنة مدينة تيارت التي لا تبالي بهذه الحملة المسعورة.
وتحاول هاموري لعب دور الضحية، في شاكلة ما حدث مع كاريني التي عوض أن تبحث عن أسباب فشلها الذريع في مواجهة خليف وتهربها من مصافحتها في سلوك غير رياضي، راحت تتحدث عن مغالطات لكسب تضامن الأسرة الرياضية واللجنة الأولمبية التي صفعتها ببيانها الأخير.
خليف: سأبقى مركزة على هدفي
تحدثت وصيفة بطلة العالم عام 2022، عن تأهلها للدور المقبل من الألعاب الأولمبية باريس، ونظرتها لمنازلة اليوم أمام المجرية هاموري، وقالت:» انتصار أول مستحق ومنتظر، وقد كانت الملاكمة الإيطالية ( كاريني) تحاول إخراجي من نطاق المنازلة، غير أنني كنت محضرة بشكل جيد من كل النواحي، وكما تعلمون الألعاب الأولمبية هي أكبر محفل رياضي في العالم، وتكون خلالها الحرب من جميع الجبهات، وأشكر الشعب الجزائري على وقفته إلى جانبي، وأنا أحضر للمنازلات المقبلة، ولدي منازلة قوية منتظرة أمام البطلة الأسترالية ويليامسون أو المجرية هاموري وأنا سأحاول مشاهدة النزال ( قبل تأهل هاموري)»، وتابعت:» بوادر الخير بدأت تظهر، وإن شاء الله أكون عند حسن ظن الجمهور الجزائري، ولم لا أنجح في الوصول إلى الهدف المنشود».
أما مدرب خليف، السيد محمد شعورة، فقد قال عن تأهل لاعبته:» أولا نحن سعداء بتأهل إيمان، الذي عملنا عليه،..بطلتنا كانت في كامل تركيزها، وهذه المنازلة فاتحة خير، ولقد جئنا إلى باريس بهدف وحيد وبحول الله سنصل إليه». سمير. ك