دخل المرشحون للانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر المقبل، المرحلة الأخيرة من التحضيرات قبل دخول غمار الدعاية الانتخابية التي ستنطلق منتصف الشهر الجاري، حيث بدأت بإعداد المداومات الانتخابية وتعيين المكلفين بإدارة الحملة الانتخابية، ووضع اللمسات الأخيرة على البرامج استعدادا لتقديمها وعرض تفاصيلها خلال التجمعات الانتخابية التي سينشطها المترشحون أو الداعمون لهم، وكذا عبر الوسائل الإعلامية ووسائط التواصل الاجتماعي في ظل تحول منصات التواصل إلى أدوات فعالة في الترويج للخطاب السياسي الموجه لفئة الشباب لحثها على الانخراط في المسار الانتخابي.
يعكف المرشحون للانتخابات الرئاسية على وضع اللمسات الأخيرة لبرامج الدعاية الانتخابية وضبط كل الترتيبات المتعلقة بتسيير الحملة ماديا وبشريا، من خلال ضبط الترتيبات الخاصة بالتمويل والامتثال للضوابط التي حددتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وتفادي التمويلات المشبوهة والهبات، وكذا ضبط الترتيبات المتعلقة بالكوادر التي ستتولى إدارة الحملات الدعاية من خلال تعيين مدراء الحملة مركزيا وعلى المستوى المحلي والاستعداد لفتح المداومات على المستوى الوطني.
وبهذا الخصوص، وقع اختيار المترشح الحر للانتخابات الرئاسية، عبد المجيد تبون، على إبراهيم مراد ليكون مديرا لحلمته الانتخابية، وسيتولى التنسيق بين القوى والأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدني الداعمة للمترشح عبد المجيد تبون، لتنشيط حملته الدعائية في الولايات.
ومن المرجح أن يركز الرئيس في حملته على مواصلة مسيرة الإصلاحات التي أطلقها عقب وصوله إلى قصر المرادية عام 2019، مع تثمين الإنجازات المحققة من تعهداته الـ54، خاصة مع النتائج الإيجابية المسجلة على الصعيد الاقتصادي من خلال الارتفاع المسجل في الدخل القومي، وكذا التطور الحاصل في الشق الاجتماعي بعد الزيادات في الأجور والمنح ما ساهم في تحسين القدرة الشرائية، تضاف اليها النتائج المحققة في عديد القطاعات الأخرى.
بالموازاة مع الحملة الدعائية التي سيتم ضبطها على مستوى مديرية الحملة الانتخابية، تواصل الأحزاب السياسية الداعمة للمترشح الحر عبد المجيد تبون عقد لقاءاتها الجوارية في الولايات من أجل حشد الدعم لمرشحها والتأكيد على أهمية تحقيق الاستمرارية وكذا المشاركة في الاقتراع. من جانبه اختار المرشح عبد العالي حساني، رئيس حركة مجتمع السلم، أحمد صادوق، مديراً لحملته الانتخابية. وسيشرف صادوق على التنسيق والتحضير للتجمعات الشعبية لمرشح الحزب عبد العالي حساني، الذي دعا إطارات الحزب لتفادي خطابات “التيئيس” خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2024. مؤكدا على ضرورة تقديم اقتراحات وحلول من شأنها استعادة ثقة الجزائريين خلال فترة الحملة الانتخابية، بعيدا عن التراشق اللفظي وكل السلوكيات المنبثقة عن “العهد البائد”.ويبدأ حساني حملته الانتخابية من ولاية تبسة يوم 15 أوت، وهو تاريخ انطلاق الحملة الانتخابية، لتستمر في نفس اليوم بتجمع انتخابي بولاية عناية لتنتهي بتجمع انتخابي بالجزائر العاصمة يوم 03 سبتمبر، وذكر حساني شريف، أن برنامجه يقوم على خمس أولويات وخمسة محاور و62 تعهدا، وهو رقم يشير إلى سنة استقلال الجزائر عن المستعمر الفرنسي. وقال إن أولوياتنا هي “إصلاح النظام السياسي وتحقيق الشراكة السياسية الوطنية الواسعة القائمة وتصحيح النموذج الاقتصادي والتنموي الحالي وصياغة نموذج اقتصادي صاعد وصيانة كرامة وحرية المواطن وتثمين الثروة البشرية الوطنية وحماية الجبهة الاجتماعية وتصحيح اختلالات التنمية ودعم وتعزيز محورية الجزائر في المحيط الإقليمي والدولي وحمايتها من التهديدات والثبات في دعم القضية الفلسطينية”.
أما التعهدات الـ62، فتتمحور في 5 محاور أساسية، هي “حفظ الوطن وتقوية مؤسساته وحماية سيادته من خلال إصلاح نظام الحكم وتعزيز الإصلاح الدستوري والتشريعي والمؤسساتي وتثبيت قواعد الحكم الراشد واعتماد الإدارة الإلكترونية؛ خدمة المواطن وصيانة حقوقه، وصون كرامته، وتحقيق رضاه وضمان حريته وحماية حقوقه وترقية صحته وحماية قدرته الشرائية وتوفير سكنه وضمان توظيفه؛ تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال اقتصاد متنوع ومستدام يحقق الرفاه بمعايير نمو مرتفعة وبيئة أعمال جاذبة واستثمار داعم للتنمية، تعزيز عناصر التنمية الاجتماعية أسرة مستقرة ومجتمع متماسك؛ الارتكاز على التنمية الثقافية لتطوير المعارف والعلوم، ترسيخ الانتماء، وتحفيز والإبداع والابتكار وتشجيع البحث وحماية الذاكرة الوطنية وتهذيب المحتوى”.
بدوره يواصل الأفافاس استعداداته للحملة الانتخابية، حيث نصب القيادي في الحزب جمال بلول مديرا للحملة الانتخابية للمترشح يوسف أوشيش، الذي شرع في ضبط عقارب ساعته على برنامج الحملة الانتخابية التي سيديرها الحزب والتي ستقود مرشحه عبر كامل التراب الوطني للدفاع عن مواقفه.
وبهذا الخصوص، أنهت جبهة القوى الاشتراكية إعداد برنامجها الانتخابي في انتظار المصادقة النهائية عليه يوم 10 أوت الجاري من قبل أعضاء المجلس الوطني للأفافاس، أشرف على إعداده قيادات في الحزب ومختصون، كما اتفق الحزب مبدئيا على تنظيم ما يزيد عن 45 تجمعا شعبيا في الولايات في إطار الحملة الانتخابية، على أن تتضمن التجمعات الشعبية مناقشات مع المواطنين للاستماع إلى تطلعاتهم وتقديم الحلول الممكنة للمشكلات التي تواجههم، ويسعى الحزب، من خلال هذه الحملة، إلى تعزيز التواصل المباشر مع الناخبين.
كما يعول مرشح الأفافاس على الشباب لتغيير المعادلة الانتخابية، حيث سيسعى إلى مخاطبتهم لدفعهم للانخراط بقوة في العملية الانتخابية. وقال أوشيش خلال تنصيب مجلس الشباب التابع لمداومة الحملة الانتخابية، إن “أي ديناميكية وطنية ولاقترانها بالحيوية والحركية فإنها ترتبط ارتباطا وثيقا بعنصر الشباب”. ومن هذا المنطلق، قال إن “التعويل على الشباب يزداد رفقة كل شرائح المجتمع لإنجاح حملتنا الانتخابية وننتظر منهم الإسهام الحاسم خلالها خصوصا فيما تعلق بمجالات تعد حكرا عليهم كونهم أبناء عصرهم وهنا أقصد كل ما يعني الابتكار، التكنولوجيات الحديثة وإيصال صوتنا عبر شبكات التواصل ناهيك عن ضمان الفعالية في
الميدان”. ع سمير