أبان أعوان الحماية المدنية لدى تدخلهم لإخماد حرائق الغابات المندلعة الجمعة الفارط بولاية تيزي وزو بمنطقة جبلية مأهولة ذات كثافة نباتية عالية، عن قدرة كبيرة على التحليل والتكيف مع الوضع، وفق ما ذكره مسؤولون بهذا الجهاز.
وأوضح المدير الفرعي للإعلام والإحصائيات بالمديرية العامة للحماية المدنية، الرائد نسيم برناوي، والمكلف بالاتصال بمديرية الحماية المدنية لتيزي وزو، الرائد كمال بوشاقور، في تصريح لوأج، أن هذه القدرة على التحليل والتكيف و الخبرة المكتسبة في الميدان المدعمة بالتكوين المستمر و رقمنة القطاع، «مكنت من إخماد النيران بالأربعاء ناث إيراثن وبني دوالة، دون تسجيل ضحايا، بالرغم من الحرارة العالية والرياح والتضاريس جد الوعرة».
كما أشارا إلى أن مصالح الحماية المدنية قامت بتقييم حجم الحرائق وحاجياتها من وسائل الإطفاء و الإعانة الضرورية فور تلقيها بلاغ اندلاع الحرائق.
وشدد الضابط برناوي على أهمية التحضير والتكوين المستمر للأعوان بالشكل الذي يرفع من جاهزيتهم للتدخل في أي وقت، لافتا إلى استفادتهم من برنامج تكويني خاص بالمخاطر الكبرى، بما فيها حرائق الغابات.
وأشار أنه يجري إعلامهم بكل المستجدات الطارئة في القطاع، من خلال تنظيم مناورات ميدانية بالتنسيق مع القطاعات المعنية بهدف تقييم مدى فعالية التنسيق وسرعة الاستجابة للوضع.
وأضاف الرائد برناوي في ذات السياق أن أعوان الحماية المدنية «مدربون للاستجابة السريعة للتنبيهات بالخروج بعد أقل من دقيقة من البلاغ، كما لديهم جاهزية كبيرة للتكيف مع أي ظروف طارئة أثناء التدخل».
ونوه نفس المسؤول بالمناسبة بـ «احترافية» زملائه بتيزي وزو، من خلال «سرعتهم في تقييم الوضع وطلب التعزيزات التي تم تجنيدها على الفور، إذ تم توفير كل الوسائل في نفس الليلة (الجمعة)».
بدوره، أبرز الرائد بوشاقور مدى التحكم في الوضع من خلال «حسن تموقع وسائل التدخل، حيث تم تنصيب ما بين 5 إلى 6 مركبات إطفاء و إمداد بكل نقطة إستراتيجية».
وأشاد الضابط برناوي أيضا بمساهمة «جهود رقمنة القطاع سارية المفعول منذ أكثر من أربع سنوات في تحسين فعالية التدخلات».
وأبرز أهمية العمل الاستباقي، من خلال تموقع الأرتال المتنقلة لولايتي النعامة والبيض بالبويرة وتيزي وزو، لافتا إلى استقدام الطائرات القاذفة للمياه (كنادير) المتمركزة بمستغانم، منذ أسبوع (إثر رفع التنبيه بموجة الحر)، إلى مطار هواري بومدين (الجزائر العاصمة) من أجل التدخل بالمنطقة الوسطى الشرقية للبلاد، المصنفة كمنطقة معرضة للحرائق.
وفي سياق متصل، أكد الرائد بوشاقور أن مديرية الحماية المدنية بتيزي وزو بادرت منذ انطلاق حملة مكافحة حرائق الغابات بنشر وسائلها عبر كل الولاية بالشكل الذي يسمح بالوصول بسرعة إلى أي موقع في حالة نشوب حريق.
جهود ضخمة و التضامن هو العنوان في الميدان
وفي ما يخص الصعوبات المواجهة في الميدان، خص الرائدان برناوي وبوشاقور بالذكر « التضاريس الوعرة لمناطق الحريق المتميزة بالمنعرجات و المنحدرات، إلى جانب وجود السكنات بها وانعدام الرؤية للتدخل الجوي، ما يجعل التركيز أكثر على العمل الميداني الذي يتطلب مجهودا بدنيا كبيرا»، حسبهما.
ولم يفوت الضابط بوشاقور الفرصة للتنويه «بالعمل اليدوي الكبير الذي قام به أعوان الإطفاء في الميدان و اضطرارهم إلى سلوك منحدرات ممتدة على 800 متر و هم حاملون كل معداتهم (مضخات ومعاول و مجارف)، قصد إطفاء قطع الحطب المشتعلة التي كانت تأبى في بعض الأحيان أن تنطفئ بالماء، ما استلزم قطعها ودفنها».
وحيا الضابطان التضامن الفعال للمواطنين الذين رافقوا أعوان الحماية المدنية في جهود الإطفاء وفتحوا لهم منازلهم لتسهيل مهامهم، والسماح لهم برؤية أفضل للحريق من خلال شرفاتهم.
كما عبرا عن أملهما في ارتفاع هذا الحس التضامني في الجانب الوقائي من خلال عمليات التنظيف الرامية إلى الحد من خطر النيران. وتمت بالمناسبة دعوة الحركة الجمعوية والمنظمات الأخرى إلى المساهمة في التكريس الفعال للثقافة الوقائية، من خلال اقتراح جائزة في هذا الميدان، على شاكلة جائزة أنظف قرية بالولاية.
وبعد تعبيره عن شكره الخالص للسكان على تجندهم، دعا الرائد برناوي مواطني تيزي وزو إلى «التحلي باليقظة و الحذر و البقاء متضامنين».
(وأج)