تعهد مرشح جبهة القوى الاشتراكية للانتخابات الرئاسية، يوسف أوشيش، أمس الأحد، برفع الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون إلى 40 ألف دج، وتسقيف الأسعار سيما المواد واسعة الاستهلاك لحماية القدرة الشرائية وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلى جانب تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الأمن القومي.
نشط السكريتير الأول للأفافاس ومرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة يوسف أوشيش بمدينة مليانة بولاية عين الدفلى صبيحة أمس تجمعا شعبيا بحضور مواطنين ومناضلين ومتعاطفين مع الحزب، عرض خلاله محاور البرنامج الانتخابي للأفافاس تحت شعار «رؤية» الذي يرتكز على تقوية الجبهة الداخلية ومؤازرة الفئات الهشة ودعم القدرة الشرائية وتعزيز الأمن القومي.
وقال أوشيش بأنه يسعى عبر الترشح للانتخابات الرئاسية إلى إعادة الأمل للمواطنين، والتأسيس لمنهج جديد من خلال تجسيد البرنامج الانتخابي للحزب الذي يحمل شعار «رؤية» في حال فوزه بكرسي الرئاسة، بما سيمنح شعاع أمل للشباب للانخراط في العمل السياسي، ويعيد لهم الثقة في مؤسسات الدولة.
ورهن المتدخل تجسيد طموح الأفافاس الذي عبر عنه من خلال البرنامج الانتخابي بالتعبئة الشاملة والواسعة للمواطنين من أجل المشاركة بقوة في الاستحقاق القادم، ومساندة برنامج مترشح التغيير أي «الأفافاس»، الذي يحمل حسبه رؤية جديدة لصالح الجزائر والشعب كافة، معتقدا بأن «البلاد ما تزال تتخبط في نفس المشاكل»، وبحاجة إلى تنمية اقتصادية و اجتماعية، وهي أهداف لا يمكن بلوغها إلا في حال ما إذا تحمل المواطنون المسؤولية، كما تحملها المجاهدون إبان الثورة التحريرية، على رأسهم الراحل حسين أيت أحمد.
وأشاد المتدخل بمدينة مليانة التاريخية التي درس بها المجاهد المرحوم مؤسس الأفافاس آيت أحمد لمدة سنة كاملة في مرحلة التعليم الثانوي، قائلا إن المنطقة التي أنجبت إطارات ووطنيين أحرار يمكنها أن تكون سندا لمشروع جزائر الحريات والتغيير والتنمية والازدهار الذي يحمله الحزب.
وخاطب أوشيش الحضور مؤكدا بأنه جاء إلى مليانة ليشارك أبناءها بعض الأفكار والرؤى التي يراها ذات أهمية قصوى لتحقيق الأهداف المنشودة، التي ظل الأفافاس يدافع عنها على مر العقود و السنوات، بعيدا عن لغة الخشب و الديماغوجية، موضحا بأن نضال الحزب ونشاطه في المحفل السياسي دليل على تمسكه بتجسيد التزاماته المعروفة و المتجددة، من خلال التعبير عنها والتأكيد عليها في مختلف المناسبات، دون انتظار المواعيد الانتخابية للترويج لها.
وقال المترشح للانتخابات الرئاسية القادمة إن برنامج «رؤية» لحزب جبهة القوى الاشتراكية يقترح ضمن محاوره تدابير فعلية وواقعية لتحسين القدرة الشرائية للمواطن، ورفع الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون إلى 40 ألف دج، وإعادة التأسيس لمنحة تمس الطبقات المهمشة في المجتمع، تعادل قيمتها نصف قيمة الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون، أي 20 ألف دج.
كما التزم المتحدث في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية القادمة بتسقيف الأسعار للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين وتحسينها، سيما في ما يتعلق بالمواد واسعة الاستهلاك، إلى جانب إمكانية تجميد الأسعار إن اقتضى الأمر لتفادي الأزمات، فضلا عن العمل بجد لاسترجاع هيبة الدولة في الميدان التجاري، كي تقوم بمهامها في ضبط السوق ومكافحة المضاربة والاحتكار.
وقال أوشيش بأنه آن الأوان لإعادة الهيبة لمؤسسات الدولة، وكي تكون السلطة للدولة وحدها، وأن تكون هذه السلطة مستمدة من القانون المستمد بدوره من الشعب، مؤكدا بأنه لا يمكن الدفاع عن الأمن القومي وبناء جبهة وطنية متينة قادرة على التصدي لمن يريد ضرب استقرار الوطن إذا لم يمنح للجزائريين والجزائريات الفرصة للمشاركة في تسيير الشأن اليومي، وفرض الرقابة على الشأن العام.وأضاف منشط التجمع الشعبي بمليانة بأن برنامج «رؤية» لجبهة القوى الاشتراكية يتلخص في 30 محورا رئيسيا، وهو برنامج «طموح وثري جاء في كتيب يتضمن 38 صفحة، يمكن الاطلاع على تفاصليه عبر منصات التواصل وصفحات الحزب من قبل المهتمين سيما الناخبين»، ويتطرق البرنامج حسب المترشح للرئاسيات عن جبهة القوى الاشتراكية، إلى مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية و الاجتماعية، وكذا الأمن القومي والوضع الجيواستراتيجي والسياسة الخارجية للبلاد في ظل الظرف الدولي الراهن، وأيضا إلى المشهد الثقافي والفني.
وتقترح جبهة القوى الاشتراكية عبر برنامج «رؤية»، يقول أوشيش، إحداث القطيعة مع التسيير الأحادي، وإلى التغيير الجدري و الفعلي، مؤكدا أنه حان الوقت لتغيير الوضع بأن يتحمل كل فرد المسؤولية الملقاة على عاتقه، بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، لأن صوت كل مواطن يمكن أن يصنع الفارق ويقطع الطريق أمام من يضمر الشر للبلاد.
وأضاف المرشح للرئاسيات بأن المسؤولية اليوم جماعية، لأن المشروع الذي يقترحه الأفافاس لا يمكن تجسيده إلا بمشاركة الجميع، وباستغلال التنوع الفكري والثقافي لبناء جزائر ديمقراطية سعيدة تسع كافة أبنائها، وتسمح بالتعبير الديمقراطي.
ويرى المتدخل بأنه لا يمكن تحقيق التطور والازدهار المنشود إذا لم يتم إرساء الديمقراطية و الحرية، كما يستحيل تحقيق الرقي الاجتماعي إذا لم تسهر الدولة على ضمان العدالة الاجتماعية التي تعد من بين وعود الشهداء وبيان أول نوفمبر التي وجب السهر على تجسيدها.
وخاطب أوشيش الحضور قائلا نريد عدالة اجتماعية مبنية على التوزيع العادل للثروة، وعلى التضامن والعدالة الاجتماعية الحقيقية التي توفر الرعاية والتكفل التام بالفئات الهشة من المجتمع متعهدا في حال الفوز في الرئاسيات القادمة بالوقوف إلى جانب المحرومين وعدم التخلي عنهم، لأن ذلك يعد واجبا وطنيا تجاه الدولة الاجتماعية.كما قال المرشح للرئاسيات بأنه ترشح للانتخابات الرئاسية التي تنظم يوم 7 سبتمبر المقبل بصفته مدافعا عن العمال والبطالين و المعوزين، وعن الأفراد الذين ليس لديهم مدخول يضمن لهم لقمة العيش، وعن الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتعهد منشط التجمع الشعبي في ختام مداخلته بالسهر على تجسيد محاور برنامج «رؤية» على أرض الواقع في حال انتخابه رئيسا للجمهورية في الاستحقاقات القادمة، مضيفا بأن السياسات المعتمدة في تسيير شؤون البلاد منذ الاستقلال لم تحقق طموحات الشعب الجزائري، ولم تمكنه من تحقيق مبتغاه.
ودعا أوشيش الناخبين للقيام بانتفاضة عبر الصندوق، لتكريس التغيير المنتظر على جميع الأصعدة، داعيا الناخبين للتصويت لصالح الأفافاس، ومنح فرصة لمرشحه في الانتخابات القادمة لتجسيد تعهداته وبرنامجه الانتخابي الثري والمتنوع، ثم ملاحظة الفرق الذي سيظهر وفقه للعيان بوضوح. كما انتقد الأطراف التي تجزم بأن الأمور محسومة لصالح أحد المرشحين للانتخابات المقبلة، قائلا إنهم يسعون للحفاظ على الوضع كما هو دون تحقيق التغيير الذي يخدم الصالح العام.
لطيفة بلحاج