يجري عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات، سباق افتراضي يأخذ منحى تصاعديا مع دخول الحملة أسبوعها الثاني، وهو موجه لفئة تفضل التخاطب والتفاعل رقميا، مع تسجيل تفاوت في الحضور بين المترشحين، حيث يتصدر المترشح الحر عبد المجيد تبون المشهد باستخدام واسع للمواقع مقارنة بمنافسيه.
يأتي التركيز على التواجد بقوة في الفضاء الافتراضي كضرورة أمام قدرة المنصات على التأثير وتوجيه الرأي العام، إذا ما أخدنا بعين الاعتبار معطيات التقرير الرقمي لسنة 2023، الذي أكد أن عدد مستخدمي الإنترنت في الجزائر بلغ 5ملايين شخص، منهم 22.10 ملايين مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي، تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر، وهو ما يعادل 75.4 في المائة من إجمالي عدد السكان من ذات الشريحة العمرية.
ويتربع يوتيوب على عرش الشبكات في بلادنا بـ 22 مليون مستخدم متبوعا بفيسبوك الذي يحصي 20 مليونا، ثم إنستغرام بـ 8 ملايين مستخدم، وسناب شات بـ 6 ملايين مشترك، و مليون ونصف مليون مستخدم لمنصة إكس «تويتر» سابقا.
وأمام تصاعد أمواج الحملة التي دخلت أسبوعها الثاني ، يبدو جليا بأن المنافسة الرقمية جادة بين الفرسان الثلاثة، المترشح الحر عبد المجيد تبون، ويوسف أوشيش عن جبهة القوى الاشتراكية، وعبد العالي حساني شريف عن حركة مجتمع السلم، مع تسجيل تفاوت في التواجد على المنصات و اختلاف في استراتيجية الترويج، في وقت تتوفر المادة المتعلقة بالموعد الرئاسي بشكل كبير وتتدفق باستمرار وبآنية و بصور مرئية مختلفة عبر الفيديو والصورة و الريلز والشورتس و البث المباشر، و كل التقنيات سريعة الانتشار ودقيقة الاستهداف، لتشكل الخوارزميات عاملا أساسيا في الاقناع والتي يمكن أن تضاعف مصداقية وتأثير مترشح على حساب الآخر.
منحنى التفاعل يتصاعد نسبيا منذ بدء الحملة الانتخابية مع استمرار الأسبوع الثاني من الحملة الرقمية التي تخاطب جمهور الناخبين وفق اتجاهين ومستويين من الاتصال، فتستهدف الجماعات بشكل عام عبر الصفحات والحسابات الرئيسية للمترشحين والأحزاب و التي تحركها المديريات المركزية، كما تركز جرعة التأثير على الفرد كذلك، عن طريق الصفحات و الحسابات الجوارية التي تشرف الخلايا الفرعية عبر الولايات على تسييرها، مع انخراط بعض التشكيلات السياسية في العملية، ليشعر المتصفح للحسابات أو الصفحة بأن الخطاب موجه إليه شخصيا، وهو ما يضاعف مستوى التأثير و يثير العاطفة ويرفع الآمال، من جهة ثانية، فإن مشاركة نفس الموضوع والتفاعل على الصفحات من خلال إعادة النشر والتعليقات يعزز أهمية الرسائل .
ويسجل إلى حد الآن، المترشح الحر عبد المجيد تبون، حضورا قويا جدا على مختلف المنصات التي يضج بها شعار حملته « من أجل جزائر منتصرة»، وهو شعار يأتي ليكمل شعار حملته السابقة « الجزائر الجديدة».
الهاشتاغ يعكس مستوى التفاعل
تحصي صفحة المترشح الحر عبد المجيد تبون الرسمية على فيسبوك 1.9 مليون متابع، وتستخدمها مديرية حملته الانتخابية لنشر بعض تفاصيل النشاطات ومحتوياتها، كما تقدم الصفحة جسرا من الروابط الرقمية نحو صفحات المترشح على المواقع والمنصات الأخرى، على غرار الموقع الرسمي، وصفحة المديرية العامة للحملة على فيسبوك و على إنستغرام، و منصات إكس و ثريد و تيك توك، هذه الأخيرة يتم النشر فيها على نطاق واسع .
يتضح من خلال الملاحظة، بأن هناك تفاعلا كبيرا مع مختلف المنشورات على حسابات المترشح سواء تعلق الأمر بصور النشاطات الجوارية أو فيديوهات التعبير المباشر و غيرها، إذ يتواصل من خلالها مواطنون لرفع انشغالات مختلفة.
ومن بين الهاشتاغات التي تتكرر بكثرة على ذات الحسابات، هاشتاغ « #الشبيبة ـ معاك»، وهاشتاغ شعار الحملة، وهاشتاغ « #تحيا ـ الجزائر».
من جهة ثانية، تقود صفحة حزب حركة مجتمع السلم ، حملة مرشحها عبد العالي حساني شريف، إلى جانب صفحات مستقلة تحمل اسمه، و الواضح كما لاحظناه من خلال التصفح، أن الصفحة ناشطة وتنشر مستجدات الحملة تباعا، مع التركيز على صورة المترشح الذي اختار « فرصة» كشعار لحملته.
يتواجد المترشح كذلك على إنستغرام أما أكثر هاشتاغ متداول في حسابات حملته على المواقع فهو « # فرصة» و» # حساني ـ فرصة».
ولا تختلف حملة مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش صاحب شعار « رؤية»، من حيث الشكل عن حملة حساني شريف، إذ تشرف عليها الصفحة الرسمية للحزب وقوامها 37 ألف متابع، تنشر روابط لصفحات أخرى داعمة إلى جانب تفاصيل عن نشاطات المترشح وخرجاته الجوارية وتصريحاته الإعلامية، كما تتيح على غرار صفحات المترشحين السابقين، إمكانية الولوج إلى الموقع الرسمي للحملة للاطلاع على برنامج الترشح وذلك عن طريق نسخ رمز "كيو آر".
ومع أن التفاعل أقل مع الحملة الرقمية التي تدعم أوشيش مقارنة بمنافسيه كما تعكسه قراءة في طبيعة التعليقات و عمليات إعادة النشر و غياب هاشتاغ مكرر، إلا أن أغلب التعليقات على مختلف الصفحات الخاصة بمرشح الأفافاس، حملت نفس الانشغالات و الآمال التي ترددت على المنابر الافتراضية لبقية المترشحين.
للإشارة فإن الرئاسيات ببلادنا دخلت قائمة المواضيع الأكثر تداولا على منصة إكس، منذ انطلاق الحملة الانتخابية للمترشحين الثلاثة، ومن بين الهاشتاغات التي شملها ترند العشرة أيام الماضية رصدنا « # حملةـ انتخابية، و # رئاسيات 2024ـ نعم، إلى جانب هاشتاغ رئاسيات الجزائر، و #الجزائر تنتخب». مع تداول أسماء المترشحين بشكل متفاوت ونجد في المقدمة المترشح الحر عبد المجيد تبون.
وإلى جانب ذلك، فإن الموعد الانتخابي حاضر أيضا على يوتيوب، سواء عن طريق إعادة نشر مقاطع مختلفة لتصريحات إعلامية لفرسان السباق، أو من خلال التفاعل مع فيديوهات لمتدخلين في الإعلام تشرح أهمية الموعد بالنسبة لمستقبل الجزائر. هدى طابي